جاء قرار وزارة الأوقاف ونقابة القراء، بمنع سفر الأئمة والدعاة وقراء القرآن الكريم إلى إيران إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة، وإبلاغ الجهات الرسمية المعنية بذلك، وقرار الأزهر الشريف بتخصيص جانب من نشاط القوافل الدعوية التى انطلقت فى محافظات مصر للتحذير من الخطر الشيعى والفتنة المذهبية وتأثيرها على وحدة الأمة واستقرار المجتمع. ليطرح التساؤلات حول المخاوف الأزهرية من الفتنة المذهبية والمد الشيعى فى مصر وسبل مواجهتها ؟ وهل تعد تلك القرارات خطوة نحو ضبط الخطاب الدينى والحيلولة دون وقوع حوادث فتنة مذهبية كتلك التى شهدتها مصر لأول مرة فى تاريخها ابان فترة حكم الرئيس المعزول العام الماضى حين قتل الدكتور حسن شحاتة أحد رموز المذهب الشيعى فى مشهد مؤسف لم تعرفه مصر طوال تاريخها؟! فى البداية يؤكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن إحالة المقرئين الأربعة الذين سافروا إلى إيرانوالعراق دون تصريح إلى التحقيق، ومنع غيرهم من السفر دون الحصول على موافقة مسبقة يهدف إلى الحفاظ على الأمن القومى المصرى ووحدة النسيج المجتمعي، وأن سفر مقرئى القرآن إلى إيرانوالعراق وتحديدا للمعالم الشيعية فى هذين البلدين، وإقدامهم على الأذان بالصورة والكيفية الشيعية، يعد بمثابة خطر على الأمن القومى المصري. خاصة بعد ان ثبت لدى الوزارة قيام بعض الجمعيات الشيعية فى لبنانوالعراق بتقديم الدعوة الى قراء القرآن الكريم فى مصر لزيارة العراقوإيران وتقاضى تلك الجمعيات أموالا طائلة من بعض الجهات مقابل تسفير هؤلاء القراء. وأشار جمعة إلى أن هناك تشيعًا فى مصر ويحتاج إلى مقاومة وتضافر الجهود، وأن الأزهر يبذل فى ذلك جهودًا كبيرة، وخلال المرحلة الماضية حاولت بعض فرق الشيعة أو بعض الدول أن تغذى التيار الشيعى فى مصر، وأن تنفق عليه أموالاً طائلة، وما يتم بثه من أفكار شيعية يؤدى إلى الفرقة ونحن بلد أزهرى سنى وسطي، وكثرة إنشاء الحسينيات والدعم المادى الشيعى يشكلان خطورة على أمن المجتمع وسلامته، ومن هنا وجب علينا جميعًا أن نصحو لذلك لأن هذا الأمر يأخذ أحيانًا أبعادًا سياسية، وهناك دول تريد أن يكون لها موطئ قدم فينبغى أن نعلم أن القضية ليست مجرد قضية شرعية، وإنما أمن وسلامة وقوة هذا الوطن والأمن القومى المصري. وأضاف : إن التشيع والأخونة بأهدافهما السلطوية خطر داهم يفت فى عضد المجتمع ، فينبغى علينا التنبه لتلك الأخطار الداهمة ، سواء بمراقبة الأموال التى تدخل البلاد بصورة غير مشروعة، أم بمراقبة إنفاق الأموال الطائلة التى تستغل حاجة الفقراء والكادحين، أم بكشف حقائق تلك الجماعات التى تتخذ من الدين شعارا أو غطاء لتحقيق مصالح شخصية أو سلطوية، وهذا واجب وطنى على جميع المفكرين والمثقفين الحريصين على وحدة وتماسك أوطانهم فى مواجهة أعداء أمتنا المتربصين بها الطامعين فى الاستيلاء على مقدراتها الطامحين إلى تقويض بنيانها ، مما يستوجب على جميع أبناء الوطن المخلصين التصدى لهم بكل بسالة وصلابة . خطة أزهرية للمواجهة وحفاظا على الخطاب الدعوى السائد بالمجتمع، وفى ذات السياق قرر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، تشكيل فرق للدعوة على مستوى المحافظات لتنفيذ برنامج الدعوة على مستوى المراكز والقرى بجانب القوافل الدعوية المركزية التى ينظمها الأزهر بالتعاون مع وزارة الأوقاف، خاصة خلال شهر رمضان المبارك. كما قرر الطيب إعداد كتيبات للرد على الأفكار المغلوطة وطبع الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء ولجان الفتوى بالأزهر الشريف وإتاحتها للدعاة، ووضع خطة ربع سنوية للدعوة تمهيدا لعرضها على اللجنة العليا للدعوة بحضور الوزراء أعضاء اللجنة بحيث تتكاتف جهود الوزارات المعنية: الأوقاف، والإعلام، والشباب، والتعليم، والثقافة، فى تنفيذ خطة شاملة لترسيخ المنهج الوسطى للإسلام الحنيف دون غلو أو تفريط . وملامح تلك الخطة الدعوية ودورها فى محاربة التشيع يوضحها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وعضو المكتب الفنى لشيخ الأزهر لشئون الدعوة والإعلام الديني، قائلا إنه بناء على الاجتماع الذى ترأسه شيخ الأزهر، لوضع خطة شاملة لمواجهة الفكر التكفيرى والأفكار الهدامة على مستوى الجمهورية ، ستكون البداية بتسيير قافلة شهرية تضم مائة من علماء الأزهر والأوقاف والأئمة والوعّاظ الأزهريين لمواجهة الفكر التكفيرى فى سيناء. ومن جانبه أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، أن المشروع الدعوى الجديد، هو مشروع قومى لمصر والدول الإسلامية خلال المرحلة المقبلة التى تتطلب تكاتف الجهود لعلاج ظاهرة التكفير والإرهاب خاصة بين الشباب، والتصدى لحالة الشقاق المجتمعي، ومواجهة التطرف والمذهبية والاستغلال الخاطئ للدين، ودار الإفتاء استعدت للتعاون مع الأزهر الشريف بطباعة كتيبات تتضمن ردا على الفتاوى التى رصدها مرصد دار الإفتاء للرد على الفتاوى التكفيرية. وأوضح العلماء أن نشاط تلك القوافل لن يكون وقفا على المساجد بل انه يمتد ليشمل الجامعات والنوادى والمراكز الشبابية والمصانع ومعسكرات الأمن المركزى، ولضمان خطة شاملة لترسيخ المنهج الوسطى للإسلام الحنيف دون غلو أو تفريط، سيتم أيضا إعداد كتيبات للرد على الأفكار المغلوطة وطبع الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء أو لجان الفتوى بالأزهر الشريف وإتاحتها للدعاة. استغلال قراء القرآن الكريم وأكد الدكتور عباس شومان، أن الأزهر لم ولن يسمح لوعاظ بالسفر لإيران أو المناطق الشيعية للعراق، وأن من يسافر إلى تلك البلاد هم القراء وهم ليسوا موظفين فى الأزهر الشريف، وإنما ناس أغلبهم على المعاش، وسافروا لهذه الأماكن لإحياء شهر رمضان، وبما أنهم لا يتبعون الأزهر فلا توجد مشكلة فى سفرهم، أما الوعاظ فلم يسافروا من الأساس إلى أى مناطق شيعية، ويأخذون الموافقة على السفر من الأزهر بعد تحريات عن الجهة الطالبة . وأضاف: إن المشكلة أن بعض كبار القراء تم استخدامهم فى إظهار بعض الطقوس الشيعية مثل ترديد الأذان ، وتم بدافع الحياء والإلحاح وللأسف وافقهم البعض، وعند اكتشاف المسألة تم اتخاذ الإجراءات الصارمة من الأزهر و وزارة الأوقاف معا،وكان هناك موقف واضح وصريح تجاههم فلن نسمح لهم بالقراءة فى الأزهر الشريف، أو التحكيم فى مسابقات الأزهر ولن نستعين بهم فى إحياء ليالى رمضان. وتتصدى القوافل الدعوية لهذا الفكر بكل قوة، وسنرسل قافلة مكونة من مائة عالم دفعة واحدة إلى سيناء،وذلك بعد تفعيل شيخ الأزهر للجنة العليا للدعوة ويشترك فيها 5 وزارات الأوقاف، والثقافة، والتعليم، والأزهر الشريف، ودار الإفتاء، والإعلام، والشباب، وهناك تفكير لإضافة بعض الوزراء، منهم وزير الحكم المحلي، لسهولة التعامل مع المحافظات، وتقوم اللجنة بتولى تنسيق ورسم الخطوط العريضة لأمور الدعوة، وسيتم الاستعانة بكل وعاظ الأزهر وخاصة المتميزين فى مجال الدعوة، وستنطلق هذه القوافل للتوعية بخطورة الفكر الشيعى والتكفيرى فما ينتهجه الأزهر ودعاته يعلن صراحة . ويوضح الشيخ محمد زكى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية أهمية دور القوافل الدعوية التى ستخرج فى شهر رمضان فى بيان رأى الإسلام الصحيح الذى لا غلو فيه ولا إفراط أو تفريط وبيان منزلة الصحابة وأهل البيت، وفضلهم، ومكانتهم، وحب المؤمنين لهم دون غلو ممقوت ،وأيضا بيان مكانة الصحابة الكبار واحترامهم، وتنزيلهم المنزلة التى تليق بهم كما أنزلهم الله إياها ،ثناء واحتراما فهم أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، تحملوا عبء الرسالة من بعده وجاهدوا فى الله حق جهاده، واختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم فهم أعظم الناس نفوسا وأبرهم قلوبا، وأحسنهم أخلاقا، يقول تعالى: «مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ»، وأيضا قوله تعالى: «وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم : (لا تسبوا أصحابى فوالذى نفسى بيده لو أن أحدكم أنفق مثل احد ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه ) . ويقول الدكتور سعيد عامر رئيس اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، إن التوعية الدينية المشتركة بين الأزهر والأوقاف خاصة فى شهر رمضان لها فوائد متعددة، تحذر الناس من الفكر التكفيري، ومن العنف ومن سوء المعاملة، وتحذر الناس كذلك من الإلحاد، وتبين سماحة الإسلام ويسره، والفكر الشيعى كذلك يأخذ جانبا موازيا للفكر التكفيري، فهو من الخطورة بمكان لا يستهان به، فالقوافل الدعوية ترغب الناس فى الإيمان، بجميع الأنبياء لا نفرق بين أحد بينهم وفى حب آل البيت دون إفراط أو تفريط، وفى حب الصحابة جميعا وإجلالهم وإنزالهم المنزلة التى وضعهم الله فيها، فالقوافل الدعوية من خلالها يحذر الدعاة من خطورة الفكر الشيعى الذى يخالف ثوابت ديننا وهدى نبينا.