أجمعت وسائل الإعلام العالمية أمس على أن المشير عبد الفتاح السيسي حقق فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية بعد الإعلان عن النتائج فى وسائل الإعلام المصرية. وأبرزت هذه الوسائل الإعلامية فى نشراتها الإخبارية وفى تقارير مراسليها من المدن المصرية الاحتفالات الصاخبة التى أقامها المصريون مساء أمس الأول، وامتدت حتى الساعات الأولى من صباح أمس فى مختلف الميادين والشوارع ابتهاجا بفوز الرجل القوى الذى يعقدون عليه الآمال فى استعادة الأمن والقضاء على الإرهاب. وقالت وكالة «رويترز» إن الألعاب النارية أطلقت في سماء القاهرة فى الساعات الأولى من مساء الأربعاء عندما بدأت النتائج تشير إلى فوز السيسي، ولوح مؤيدوه بالأعلام المصرية وأطلقوا أبواق السيارات فى شوارع العاصمة القاهرة المزدحمة،. ورصدت «رويترز» بالتحديد تجمع المصريين بأعداد كبيرة في ميدان التحرير بدلالاته المهمة والذى وصفته بأنه «مهد» الانتفاضة الشعبية التى أطاحت بالرئيس حسني مبارك في 2011 بعد أن حكم البلاد 30 عاما والتى أثارت آمالا بين المصريين في نظام ديمقراطي. كما نقل تليفزيون «رويترز» عن رجل بين المحتفلين يدعى محمد محمود قوله إنه يشعر بالسعادة إزاء الطريقة التي أجريت بها الانتخابات، وأضاف أن هذه الانتخابات «حلال» لأنه لم يتم خلالها توزيع مواد تموينية أو أموال. أما وكالة الأنباء الفرنسية فقالت فى استعراضها للفوز الكبير الذي حققه السيسي وفقا لما تم الإعلان عنه من نتائج إن نسبة المشاركة في الانتخابات لا تزال رهانا أساسيا، لأنه لم يتم الإعلان عنها حتى الآن بشكل رسمي. ولكن الوكالة اعترفت بأن إجمالي عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية في مصر يبلغ 53 مليونا، يصوت عادة أقل من نصفهم. ونقلت الوكالة عن مواطنين مصريين فرحتهم بفوز السيسي، فقال فوزي حلمي - 53 عاما - الموظف في الضرائب وهو يحتفل مع زوجته وابنته فى سيارته بميدان التحرير: «أنا هنا لأحتفل بالنصر.. نصر مصر والسيسي.. السيسي رجل المرحلة». وفي الوقت الذي كان فيه يلوح بعلم كبير لمصر، قال محمد كريم - 25 عاما - «هذا الميدان أسقط رئيسين مكروهين ، والآن يرحب برئيس جديد محبوب». واستخدمت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي.» وصف «الفوز الكاسح» للتعبير عن التقدم الهائل الذى حققه السيسى فى الانتخابات التي تابعت نتائجها أولا بأول، وهو نفس ما فعلته شبكة «سي.إن.إن.» التي أرفقت تقريرها بصورة مكبرة لبطاقة انتخاب لأحد المواطنين الذين صوتوا للسيسى وعليها علامة «صح» على اسم المشير السيسى ومعها عبارة كتبها الناخب بخط يده تقول «يا رب النجاح». كما تصدرت صور المشير السيسى وسائل الإعلام اليونانية المقروءة والمرئية، وعرض الإعلام اليوناني صورا من لجان الانتخابات الرئاسية ومشاركة المواطنين فى التصويت، وخصوصا هؤلاء من كبار السن الذين يسعون إلى أمن واستقرار مصر، وأبرزت إصرار الشعب على المشاركة والنهوض بالبلاد. وعلق المحللون اليونانيون بأن نجاح مصر فى إتمام الانتخابات الرئاسية يعتبر خطوة إيجابية ومهمة على الطريق الصحيح لنقل مصر إلى الديمقراطية الحقيقية وتحقيق أهداف الثورة التى قام من أجلها الشعب عامي 2011 و2013. في غضون ذلك، أكد ديمتريس أفراموبولوس وزير الدفاع اليونانى أثناء لقاء السفير المصرى فى أثينا أحمد البديوى أن مصر لا يمكن أن تعود إلى الوراء، وأن بلاده مستمرة في دعمها الكامل لمصر داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، تمهيدا لإعادة العلاقات المصرية الأوروبية إلى مسارها الصحيح، موضحا أن ذلك يخدم مصالح الطرفين. وأكد أفراموبولوس أيضا أن الجانب اليونانى يدرك تماما دور مصر الإقليمي والدولى وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، قائلا إن الدور المصرى لا يمكن الاستغناء عنه. وفي فيينا، أظهرت معظم وكالات الأنباء والصحف النمساوية اهتماما بالانتخابات المصرية، ومن بينها صحيفتا «كورير» و»دى تيست» اليوميتان اللتان رأتا أن أبرز أيام الانتخابات كان اليوم الأول الذي صوت فيه المصريون بما يقرب من عشرة ملايين شخص ممن يحق لهم الإدلاء بأصواتهم فى ظل طقس يميل للحرارة التى سجلت 38 درجة مئوية.