خلال زيارته المهمة التى يسعى خلالها لعرض حقيقة الموقف بشأن ما تشهده مصر من أحداث، أجرى نبيل فهمى وزير الخارجية أمس فى لندن سلسلة لقاءات مكثفة ومهمة مع عدد من كبار المسئولين البريطانيين والشخصيات القيادية النافذة فى البرلمان، وذلك قبل لقائه مع نظيره وليام هيج. فقد التقى فهمى أمس مع السير جون جينكينز رئيس لجنة التحقيق البريطانية فى أنشطة جماعة الإخوان «الإرهابية» فى إطار المتابعة المصرية للتحقيق الذى تجريه الحكومة البريطانية حول فكر وأنشطة جماعة الإخوان وأثرها على الأمن القومى البريطانى، والذى يفترض أن يتم الانتهاء منه يوم 30 مايو الحالى. وكان فهمى قد التقى مساء أمس الأول الثلاثاء مجموعة من أبرز البرلمانيين البريطانيين من أعضاء مجلسى العموم واللوردات الذين يشكلون مجموعة «أصدقاء مصر» فى البرلمان البريطانى، بما فى ذلك أعضاء من لجنة الشئون الخارجية لمجلس العموم. وصرح السفير بدر عبد العاطى المتحدث باسم الخارجية بأن الوزير فهمى أعرب خلال اللقاء عن سعادته بلقاء أعضاء المجموعة برئاسة النائب بوب والتر، مؤكدا أهمية الدور الذى يضطلعون به فى تنمية العلاقات المصرية البريطانية على المستوى البرلمانى فى الفترة القادمة ، وخاصة مع انتخاب مجلس النواب واستكمال المؤسسات الدستورية لمصر طبقاً لخريطة الطريق. وأضاف المتحدث أن رئيس المجموعة أعرب خلال استقبال الوزير فهمى والوفد المرافق بمقر البرلمان البريطانى عن دعم المجموعة لخريطة الطريق والحرص على نجاح عملية التحول الديمقراطى فى مصر، بما فى ذلك إجراء الانتخابات الرئاسية بنجاح وأن يعقبها إجراء الانتخابات النيابية لكى تكتمل المؤسسات المنتخبة الممثلة للشعب المصرى، الأمر الذى سيسهم فى خلق آليات للتبادل البرلماني. وقال المتحدث إن اللقاء تطرق إلى عدد من الموضوعات التى حرص البرلمانيون البريطانيون على الاستماع إلى وجهة النظر المصرية بشأنها خاصة فيما يتعلق بالعديد من القضايا الإقليمية المهمة وعملية تنفيذ خريطة الطريق ، فضلاً عن التعامل مع ظاهرة الإرهاب ، كما تناول النقاش المشكلات والتحديات الاقتصادية الكبيرة التى تواجه البلاد. من جانب آخر، قلل وزير الخارجية من مسألة إحالة أوراق مئات من أنصار تنظيم «الإخوان» الإرهابى إلى مفتى الجمهورية تمهيدا لإمكانية الحكم بإعدامهم، مستبعدا المصالحة مع الإخوان على المدى القريب. وقال فهمى فى حوار أجراه مع إذاعة «بى بى سي» البريطانية إن عدد من حكم عليهم بالإعدام 37 شخصا، والباقين هاربون، ولذلك تنطبق عليهم أقصى عقوبة. واستعرض فهمى كل المستجدات على الساحة السياسية فى مصر وعملية تنفيذ خريطة الطريق، لاسيما فى ضوء قرب إجراء الانتخابات الرئاسية وجهود الدولة فى مكافحة الإرهاب ، كما تناول فهمى كل القضايا والموضوعات الإقليمية مثل الملف السورى والقضية الفلسطينية والأوضاع فى ليبيا وجنوب السودان. وأكد وزير الخارجية أن العديد من الصحفيين الأجانب المتهمين بالافتراء ودعم جماعة الإخوان سيحصلون على محاكمة عادلة ، إلا أنه أكد أن حكومته لا تتدخل فى قضيتهم. وحذر فهمى الغرب من أنه يخاطر بخسارته للشعب المصري، وذلك فى انتقاد مبطن للدعم الفاتر الذى تقدمه الحكومات الغربية لدول المنطقة. ومن جانبها، اعتبرت بريطانيا زيارة وزير الخارجية نبيل فهمى للندن عودة للعلاقات الثنائية إلى ما كانت عليه قبل عزل الرئيس محمد مرسى فى الثالث من يوليو الماضي. وألمح المتحدث باسم الخارجية البريطانية ل«الأهرام» إلى أن زيارة فهمى تعكس طبيعة العلاقات بين مصر وبريطانيا الآن. وقالت مصادر بريطانية مطلعة ل«الأهرام» إن موقف لندن لم يتغير بشأن ضرورة وجود عملية سياسية تشمل كل الأطراف ولا تستبعد أحدا فى مصر. وأكدت المصادر مساندة بريطانيا لمصر فى مواجهة الإرهاب، وخاصة فى شبه جزيرة سيناء.