هل يريد حرباً أهلية، هل يتمنى أن نتقاتل ونذبح بعضنا، هل يريد أن يقسمنا إلى كفار ومؤمنين وأخيار وأشرار، وماذا يخفى لشعب مصر وماذا يضمر فى نفسه له، هل مازال فى جعبته المزيد من فتاوى القتل والحض على الكراهية والبغض والعنف؟ هل قطر هى من تحرضه؟ فكل من يخدم السلطة فى الدوحة من رجال دين واعلاميين من كتاب وصحفيين، إنما هم أدوات فى مشروع يستهدف الأمة العربية، وما المؤامرات والفتن التى عصفت بما يسمى بدول الربيع العربى إلا خير مثال على ذلك. والقرضاوى ليس كبيرا فى مكانته فهو أداة وصدق من أطلق عليه لقب «مفتى الناتو» ليتك أيها الرجل تبتعد عن مصر وعن تحريضك للشعب المصري. مصر التى أسقطت رئيسين فى نحو عامين بدماء شهدائها ومصابيها.. مصر التى خرج شعبها بعشرات الملايين فى الشوارع والميادين بالمدن والقري، أكدت العزة والكرامة.. مصر التى ضحت بأرواح أجمل شبابها، لا تستحق هذه الاتهامات الدنيئة.. مصر التى اعتصمت فى ليل الشتاء القارس وحر النهار القائظ، وتحمل خيرة أبنائها الاعتقالات والتعذيب والسجون وارتفاع الأسعار وقطع الكهرباء وطوابير البنزين والسولار والعيش والبوتاجاز، تريد أن تنهض وتنفض عن كاهلها المخربين.. مصر التى تريد إقامة دولة العدل الاجتماعى والحرية وسيادة القانون والكرامة والاستقلال الوطني، لن تقبل الدخول فى أية مهاترات.. مصر التى صنعت أنبل وأروع ثورتين فى التاريخ، فى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 ونجحت فى عزل رمز الاستبداد باسم الدين والاتجار باسم الإسلام وأنهت حكم الإقصاء والتهميش والتمكين والأخونة، لا تستحق هذه البذاءات، ويدرك شعبها أن القرضاوى مجرد كبش فداء فى صراع سياسى بين الدول الخليجية، وها هو يدفع ثمن هذا الاستخدام من سمعته ومكانته. نعم.. الشيخ القرضاوى تدخل فى شئون دول عربية خليحية، وهاجم دولة الامارات العربية بالاسم واتهمها بأنها تعادى الحكم الاسلامي، وتزج بالداعين الى هذا الحكم فى السجون، وهو الذى لم ينتقد مطلقا بعض الممارسات والاعتقالات فى الدولة المضيفة له. فقطر لم تقف معك وأوقفتك عن إلقاء الخطب الدينية، فاذا كانت الدولة المضيفة له (قطر) لا تريده أن يتحدث فى الأمور السياسية، ولم تستطع تحمل تبعات حديثه بالتالي، وهى تبعات مكلفة جدا مثلما رأينا، فان عليه أن يحترم هذه الرغبة، ويقصر خطبه على الأمور الفقهية والشرعية وسيرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وسير الخلفاء والصحابة رضى الله عنهم، وأن يبتعد عن مصر. لقد تحول إلى مروج من الجانب الدينى للسياسة الخارجية لدولة قطر، تماما كما تفعل قناة الجزيرة على المستوى الإعلامي. وأصبح الوجه الآخر للقناة المذكورة، وطبعا لم يكن يقوم بذلك فى سبيل الله. وحين ارتأت الدولة التى كان يروج لسياستها الخارجية توقيفه عن أداء هذه الوظيفة لأسباب تخصها لوحدها فإنها أوقفته عن ذلك دون أن تهتم برأيه فى هذا التوقيف. لم يكن القرضاوى عالما مستقلا بما تفيده كلمة استقلالية من معنى، لقد كان هو أيضا أداة فى أيدى السلطات القطرية تشغله وفقا لحساباتها ومشاريعها السياسية فى منطقتنا. وللأسف انخرط فى تلك المشاريع حتى إنه بارك تدخل الناتو فى ليبيا وتوسل لمرات متعددة القوات الأمريكية لضرب سوريا وتدمير جيشها، هل الإسلام يجيز ذلك؟ هذه النوعية من البشر الشامتة فى مشاكل بلدها، أصبحت غير مقبولة . فمن يشمت فى أمته ويفرح باخفاقاتها وانتصار أعدائها عليها لا غرابة إن ظل وفيا لماضيه، وحث على حصار الأمة فى القرن 21 وتدميرها من طرف أعدائها فى الداخل والخارج. وسيجد طبعا المبررات والمسوغات الدينية لتصرفه الخيانى هذا.. لقد تعلم الشعب المصرى الدرس، ولم يعد يثق فيمن لا يريد له الخير. وهو نموذج لتصرفات الإخوان المسلمين الخاطئة.. أبعد الله عنا كل من يتربص بمصر. لمزيد من مقالات أحمد أبو دوح