بدأ مجلس الشعب المصري اليوم الخميس جلسة طارئة لمناقشة ملابسات مقتل 74 مشجعا في شغب عقب مباراة لكرة القدم في مدينة بورسعيد الساحلية. وبدأت الجلسة بكلمة من رئيس المجلس محمد سعد الكتاتني الذي طلب من الأعضاء الوقوف دقيقة حدادا وقراءة الفاتحة على أرواح القتلى وأغلبهم من مشجعي فريق النادي الأهلي الذي لعب المباراة مع فريق النادي المصري البورسعيدي. وتمثل حصيلة القتلى أكبر كارثة في تاريخ الملاعب المصرية.
واكد الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب ان ماحدث فى بورسعيد عقب مباراة كرة القدم بين فريقى المصرى والاهلى مجزرة بكل ماتعنيه الكلمة. وقال الكتاتني فى بداية جلسة المجلس الطارئة اليوم ، والتى خصصت لمناقسة هذه الاحداث ان ماحدث يدل على وجود تقصير واهمال امنى جسيم يصل الى الاخلال بواجبات الوظيفة . وكان اعضاء مجلس الشعب استهلوا جلسته الطارئة بالوقوف دقيقة حدادا على ارواح شهداء مباراة المصرى والاهلى فى كرة القدم مساء امس فى بورسعيد ، وقرأوا الفاتحة ترحما على ارواح الشهداء . وقال الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب ان مصر قضت امس ليلة عصيبة بينما نام العالم امنا مطمئنا وقضت مصر ليلتها تبكى قتلاها وتداوى جرحاها. واضاف ان مصر قضت ليلة حزينة فجرت لدى الشعب كله مشاعر الحزن والاسى ، واستعادت بها ذكرى الليالى الاولى للثورة . واكد ان مصر فقدت فى تلك الليلة الحزينة العديد من ابنائها واصيب العديد من الشباب التى تعول مصر عليهم الكثير فى بناء ماهدمته الايدى الاثمة وقال الدكتور محمد سعد الكتاتنى ان ماحدث فى بورسعيد يدل على ان ثورتنا فى خطر خاصة وانه كانت هناك تحذيرات قبل المباراة مما وقع من احداث ادى الى وفاة اكثر من 70 مواطنا وعدد كبير من المصابين واضاف انه رغم التحذيرات قبل المباراة والظرف الامنى الذى تعانى منه مصر لم يفلح جهاز الامن فى القيام بواجبه مؤكدا انه ليس حادثا فرديا او عابرا بل يقع ضمن احدث اخيرة وعلينا كنواب عن الامة ان نقرا هذه الاحداث فى اطارها العام وفى اطار المرحلة التاريخية التى تمر بها مصر منذ الثورة
كما طالب أعضاء لجنتي الشباب والرياضة والدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب بإقالة ومحاسبة ومحاكمة وزير الداخلية والنائب العام ومسئولي إدارة اتحاد الكرة وحملوهم المسئولية عن الأحداث المؤسفة التي شهدها استاد بورسعيد عقب مباراة بين فريقي الأهلي والمصري وجاء ذلك في جلسة مشتركة عاصفة بين أعضاء اللجنتين طلب الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب عقدها بصورة طارئة لبحث الأزمة والتقدم بتوصيات للجلسة العامة الطارئة لمجلس الشعب التي ستعقد بعد قليل لمناقشة أحداث بورسعيد . وتضمنت توصيات لجنتي الشباب والرياضة والدفاع والأمن القومي في جلستهما المشتركة إقالة وزير الداخلية وقيادات الشرطة واستبدالهم بقيادات أخرى يمكنهم تحقيق الأمن والأمان في البلاد كما طالب النواب بسرعة إصدار تشريعات لإعادة هيكلة جهاز الشرطة بما يتفق مع متطلبات المرحلة الراهنة,وشملت التوصيات إقالة مجلس اتحاد كرة القدم وإخضاعهم للتحقيق والمحاسبة وعدم ممارستهم للعمل العام ومحاكمتهم، كما طالبوا بمحاكمة حكم مباراة الأهلي والمصري بسبب إصراره على مواصلة المباراة على الرغم من بدء ظهور حالة الانفلات الأمني بعد انتهاء الشوط الأول من المباراة. ودعا النواب إلى إقالة النائب العام حتى يتسنى إجراء التحقيقات في هذا الحادث بصورة شفافة خلافا للتحقيقات التي تجري حاليا مع رموز النظام السابق وإطلاع الرأي العام أولا بأول على نتائج هذه التحقيقات,وطالب النواب بتشكيل لجنة مستقلة من أساتذة كلية الحقوق وقيادات الشرطة السابقين للمساعدة في تقديم حلول لإعادة هيكلة أجهزة الأمن كما طالبوا بإصدار قرار من مجلس الشعب بمطالبة المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالإعلان عن الطرف الخفي الذي يكمن وراء هذا الحادث وسائر أحداث الفوضى التي تشهدها البلاد,وأكد الأعضاء على ضرورة سن تشريعات جادة وحاسمة تحفظ أمن الوطن وبسن تشريع رياضي خاص يجرم التعصب في الأحداث الرياضية. وشدد نواب لجنتي الشباب والدفاع والأمن القومي على ضرورة مساءلة أجهزة الأمن القومي والمخابرات عن قصورهم في جمع التحريات بشأن مباراة بورسعيد لمنع لوقوع هذه الكارثة,كما طالبوا بمساءلة القنوات الإعلامية التي وصفوها بأنها تثير الفتنة بين المواطنين وبين مشجعي الفعاليات الرياضية,ووافق النواب الحاضرون في الجلسة المشتركة بالأغلبية ، بعد تصويت أجراه الدكتور أسامة ياسين رئيس لجنة الشباب والرياضة، على الوقف المؤقت لبطولة الدوري العام لكرة القدم لحين الانتهاء من التحقيقات بشأن أحداث بورسعيد. غير أن الأعضاء تحفظوا على اعتبار شهداء ومصابي أحداث بورسعيد ضمن شهداء 25 يناير حيث وصف بعض النواب هذا بأنه من شأنه أن يشجع على أحداث العنف. حضر الجلسة المشتركة اللواء عباس مخيمر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي والذي طالب من جانبه بوقف العاملين بأجهزة الأمن في بورسعيد والتحقيق السريع وإخضاع المسئولين للمساءلة وقيام وزير الداخلية بتقديم تصوره لتطوير الأجهزة الأمنية للاطمئنان على سلامة الإجراءات ومتابعة نتائجها,كما حضر الجلسة الدكتور عماد البناني رئيس المجلس الأعلى للرياضة والمهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للشباب وحازم الهواري نائب رئيس اتحاد الكرة وقدموا جميعا واجب العزاء للمصابين وأكدوا كممثلين للحكومة على أنهم قاموا باتصالات مكثفة بعد الحادث مباشرة بالأجهزة المعنية وأنهم على استعداد لتقديم كل المساعدات الممكنة للشهداء والضحايا. وبدأت اللجنتان اجتماعهما بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح ضحايا أحداث بورسعيد .