يدخل مسلسل الاحتجاجات الذي أطلقته القوي الثورية ضد المجلس العسكري, في25 يناير الماضي مع حلول الذكري الأولي للثورة تحت شعاري تسليم السلطة الآن والرئيس أولا, فصلا جديدا يسعي خلالها الثوار اليوم الي استخدام ورقة البرلمان كحائط صد في مواجهة العسكري والضغط في اتجاه, تنفيذ مبادرة المطلب الواحد, عبر سلسلة من الفعاليات السلمية تبدأ اليوم بتنظيم مسيرتين حاشدتين الي مقر مجلس الشعب. وعلمت الأهرام أن56 حزبا وحركة وائتلافا ثوريا, من بينهم ائتلاف شباب الثورة وحركة6 إبريل واتحاد شباب الثوة واتحاد شباب ماسبيرو والجبهة الحرة للتغيير السلمي وشباب الجمعية الوطنية للتغيير وحملة دعم البرادعي والاشتراكيون الثوريون وأحزاب العدل والمصري الديمقراطي الاجتماعي, والتحالف الشعبي الاشتراكي ومصر الحرية, تدرس الدخول في اعتصام مفتوح أمام مجلس الشعب بدءا من يوم11 فبراير المقبل الذي تحل فيه ذكري تنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم, بهدف دعم خطاب تكليف الثوار للمجلس والوارد في مبادرة المطلب الواحد, التي أطلقتها القوي الثورية السبت الماضي, ورفعت فيه لاءات ثلاث, هي: لا للخروج الآمن للمجلس العسكري, ولا لانتخابات رئاسية تحت حكم العسكر, ولا لوضع دستور تحت حكم العسكر. وفي أول اختبار عملي من قبل الثوار للبرلمان الذي يسيطر عليه الإسلاميون, أعلنت الأحزاب والحركات ال56 أمس, عن تنظيم مسيرتين حاشدتين اليوم هما ماسبيرو ونساء مصر وذلك للتوجه الي مقر مجلس الشعب, لدعم خطاب تكليف المجلس الوارد في مبادرة المطلب الواحد وذلك لتنفيذ4 مطالب عاجلة هي: تشكيل لجنة لها صفة الضبطية للتحقيق في كل أحداث قتل المتظاهرين منذ يناير وحتي أحداث مجلس الوزراء, وتقديم المسئولين عنها للمحاكمة, سواء كانوا من الجيش أو الشرطة وأيا كانت مناصبهم الحالية, وتشكيل لجنة فورية من أعضاء مجلس الشعب تختص بجميع الشئون والإجراءات التي تستلزمها الانتخابات الرئاسية, وفتح باب الترشيح في موعد أقصاه11 فبراير المقبل, علي أن تجري الانتخابات خلال مدة أقصاها60 يوما من فتح باب الترشيح, وأخيرا تشكيل لجنة من منظمات المجتمع المدني المصرية والثوار للمشاركة في الإشراف علي انتخابات الرئاسة الي جانب الاشراف القضائي الكاملة. وتنطلق مسيرة ماسبيرو من أمام البوابة الرئيسية لمبني التليفزيون المصري الساعة4 عصرا, فيما تخرج المسيرة النسائية من أمام ضريح سعد زغلول بعد تنظيم وقفة حداد لنساء مصر علي أرواح الشهداء الساعة4 عصرا. وفي الاطار نفسه, تدرس هذه القوي الثورية اطلاق حملة جديدة باسم ظالمون نهاية الأسبوع الحالي, في مسعي للضغط علي مجلس الشعب, للاسراع بتنفيذ الخطوة الأولي في مبادرة المطلب الواحد. والخاصة بتشكيل اللجنة ذات الصفة القضائية. وتنظم حملة ظالمون مسيرات من أمام بيوت الشهداء الي أقسام شرطة السيدة زينب والمعادي والمطرية وعين شمس, والتي حصل ضباطها علي أحكام براءة في قضايا قتل المتظاهرين, يصطف في نهايتها الثوار برفقة محامين في طوابير احتجاج سلمي أمام هذه الأقسام, لتقديم محاضر ضد هؤلاء الضباط. وتستهدف الحملة, اقناع مجلس الشعب, بأن مشكلة الثوار ليست مع القضاء, وإنما في عجز القوانين الحالية عن حمايتهم من القتل بالشوارع كما حدث مع المتظاهرين في أحداث الأيام الأولي من الثورة, ومن ثم دفع المجلس الي تشكيل لجنة لها صفة الضبطية القضائية للتحقيق في كل أحداث قتل المتظاهرين. وفي سياق متصل, أدانت القوي الثورية ال56, ما وصفته ب المحاولات الفجة لعدد من البلطجية المأجورين من قبل أجهزة الأمن, للاحتكاك بالمعتصمين أمام مبني ماسبيرو الليلة قبل الماضية, وإشعال فتيل العنف بهدف إيجاد ذريعة لتدخل الأمن بعنف لفض الاعتصام وقنص العناصر الثورية, علي غرار ماحدث في مجزرة ماسبيرو التي وقعت في أكتوبر الماضي. وشددت الحركات علي أنها لن تسمح بتكرار مجزرة ماسبيرو, محملة المجلس العسكري ووزارة الداخلية المسئولية الكاملة عن أي أحداث عنف ضد المعتصمين أمام التليفزيون المصري, كما حملتهما مسئولية تأمين التظاهر السلمي الذي كفله الإعلان الدستوري الذي يستند الي قوة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية, والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. وشن, بيان لهذه القوي, هجوما عنيفا علي اتحاد الإذاعة والتليفزيون, ووصفه بأنه منارة التدليس والتضليل والنفاق لأي سلطة. ومن ناحية أخري, سادت حالة من الهدوء بميدان التحرير أمس إلا أن القوي المعتصمة في الميدان تستعد اليوم لمسيرات ثلاثاء الاصرار للمطالبة بفتح باب الترشح للرئاسة في يوم11 فبراير ذكري التنحي. وشهد الميدان مناقشات وسجالات بين مجموعات من المعتصمين حول العديد من القضايا, ولكن أهم القضايا كانت تسليم السلطة.. حيث يصر الميدان علي انتخابات الرئاسة أولا, وفي أقرب وقت ممكن.. وهذا ما يتوافق عليه أغلب القوي الثورية من ضرورة فتح باب الترشيح في ذكري التنحي, وأن تجري الانتخابات خلال60 يوما. فيما تدرس بعض القوي الثورية المعتصمة في الميدان نقل الاعتصام لماسبيرو وخاصة بعد الاحداث التي وقعت أمس الأول, وذلك في اشارة واضحة عن رفضهم لما حدث وتضامنهم مختلف القوي والمطالبة بتطهير جميع المؤسسات وأولها المؤسسات الاعلامية, بالاضافة لاتهامهم أن عناصر الأمن وراء دفع البلطجية. واستمر الهجوم علي جماعة الاخوان المسلمين, حيث رفع لافتات الأولي والثانية تتضمن تصريحات قديمة لمهدي عاكف مرشد جماعة الاخوان المسلمين السابق, حيث تصريحاته لمجلة آخر ساعة, والتي أحتوت علي تأييده لحسني مبارك وأمنياته في أن يلتقي به ويقابله, والثانية تصريحه الشهير الذي سب فيها مصر والمصريين في اشارة لاستمرار حالة الغضب ضد جماعة الاخوان, ومواقفها التي يري الميدان أنها كانت ضد المطالب الثورية. وتشارك القوي المعتصمة في الميدان وهي من القوي المشاركة في صياغة مبادرات تسليم السلطة, والمخططة للعديد من المسيرات من بينها مسيرة اليوم التي ستستمر حتي ذكري التنحي حيث يحضرون لمليونية, وذلك من أجل الضغط السلمي لتسليم السلطة في أقرب وقت ممكن. وأوضحت القوي المشاركة في ثلاثاء الاصرار أن سبب انحيازها اليوم لمجلس الشعب لأنه السلطة الوحيدة المنتخبة بعكس المجلس العسكري, وهو السبب نفسه الذي جعل مبادرات تسليم السلطة تعتمد علي لجنة اشرافية علي انتخابات الرئاسة تكون منبثقة من مجلس الشعب المنتخب.