كنت أتمنى ان تشمل الجولة الافريقية لرئيس مجلس الوزراء دولتى إثيوبيا وأوغندا والا تقتصر فقط على تشاد وتنزانيا للعمل علي تخفيف حدة أزمة مياه النيل مما يمهد لمباحثات جادة وودية بين البلدين، بدلا من ترك الملعب لإسرائيل للعبث بمقدراتنا في منطقة مصالحنا الحيوية وامننا القومي ليتحول الامر الي مأساة فقد رحبت إثيوبيا مؤخرا بعرض إسرائيل للوساطة مع مصر بشأن سد النهضة! ولابد ان توظف مصر قوتها الناعمة في افريقيا المتمثلة في الازهر والكنيسة، لقد كانت اثيوبيا في العام الخامس من البعثة النبوية ملجأ من الاضطهاد الذي كان يعانيه المسلمون الأوائل في مكة، لأسباب عديدة. منها عدل ملكها النجاشي ، والجوار الجغرافي. من ناحية اخرى تعتبر الديانة المسيحية في مصر وإثيوبيا واحدة من اقدم الديانات التى اعتنقها الافارقة وتعد الكنيسة الارثوذكسية المصرية اولىالمؤسسات الدينية بالقارة، ويمثل أتباع الديانة المسيحية نسبة 65% في إثيوبيا من عدد السكان الذى يتجاوز 90 مليون نسمة وفقا لتقديرات البنك الدولي. و لهذا يمكن ان تستند جهود الكنيسة المصرية في الوساطة مع إثيوبيا الي ثقلها التاريخي هناك، ودورها الديني الذي يرجع الي القرن الرابع الميلادي عندما عين بطريرك الإسكندرية الأنبا سلامه »المصري« أول أسقف لإثيوبيا. وكانت الوفود ترد من اثيوبيا تطلب زيارة المطران لإثيوبيا او تحمل له الهدايا من الإمبراطور الإثيوبي و فى المقابل كانت رسل أباطرة الحبشة تلقى استقبالا أسطوريا لدى سلاطين مصر، ويتم تبادل الهدايا وامتدت بعدها قوة الكنيسة فى عهد اسرة محمد على وكان احيانا يتم إرسال البطريرك المصري للوساطة فى مشاكل سياسية قد تطرأ على حدود مصر الجنوبية وكان البابا كيرلس السادس من القيادات التي لعبت دورا محوريا في دعم العلاقات المصرية-الإثيوبية وكان يشكل مثلثا مع الرئيس جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلاسلاسى لا تنقطع أوصاله لخدمة قضايا السلام والتفاهم بين شعوب افريقيا خاصة دول حوض النيل ادعو شيخ الازهر والبابا الى القيام بدورهما في عودة العلاقات المصرية الإثيوبية الى عصرها الذهبي من خلال قوة مصر الناعمة. لمزيد من مقالات نبيل السجينى