50 عاما مرت على أول زيارة له للقاهرة وكان عمره وقتها 22 عاما والآن يزورها -بعد أن أصبح دينامو إفريقيا, وأحد ابرز حكمائها انه سالم احمد سالم رئيس وزراء تنزانيا الأسبق وأمين عام منظمة الوحدة الإفريقية الأسبق - للاحتفال بمرور 50 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتنزانيا . فى المرة الأولى عام 1964 سلم أوراق اعتماده للرئيس الراحل جمال عبدالناصر كأول سفير لتنزانيا - بعد الاتحاد بين تنجانيقا وزنزبار- لدى الجمهورية العربية المتحدة الاسم الرسمى لمصر فى ذلك الوقت, وعاش فيها لمدة عام لكنه ارتبط بهذا البلد وأحبه, ولما لا فمن هنا بدأ حياته العملية, لذلك مصر لها مكانة خاصة فى قلبه, ولم تنقطع صلته بها بل تردد عليها كثيرا بحكم المناصب التى تولاها طوال السنوات الماضية. زيارة سالم هذه المرة يلتقى فيها الرئيس عدلى منصور وعددا من المسئولين المصريين ووفقا لتصريحات السفير التنزانى فى القاهرة محمد حمزة ،يقوم سالم احمد سالم خلال زيارته القاهرة التى تبدأ الأحد المقبل «4» مايو وتستمر لمدة أربعة أيام بافتتاح المنتدى الاقتصادى لرجال الأعمال بين مصر وتنزانيا بمشاركة 75 شركة من البلدين لتنشيط التبادل التجارى بين الجانبين فى مختلف المجالات. وتتزامن هذه الزيارة مع احتفالات تنزانيا بمرور 50 عاما على الوحدة بين تنجانيقا التى كان يرأسها الرئيس جوليوس نيريرى و جزيرة زنزبار التى حكمها السلاطين العمانيون منذ عام 1882 ولمدة ألف عام حتى انهت ثورة دامية الحكم العمانى عام 1963 و قتل على أثرها 5 آلاف عربي. وبعد ثلاثة أشهر من حدوث تلك الثورة انضمت الجزيرة الى تنجانيقا برئاسة نيريرى . وأثارت هذه الثورة فى بدايتها اهتمام وقلق مصر فالنظام القديم كان على صلة وثيقة بمصر، كما أن زعيم الحزب الحاكم على محسن كان شديد الالتصاق بالقاهرة وارتبط كغيره من الحركات والأحزاب الثورية بالجمعية الإفريقية بالقاهرة التى تعد مركزا لحركات التحرر فى القارة , كما أن الإعلام الغربى فى ذلك الوقت صور الأمر على أنها مذبحة للمسلمين فى زنزبار. لكن سرعان ما اعترفت مصر بثورة زنزبار, فوفقا للسيد محمد فائق مستشار الرئيس جمال عبد الناصر للشئون الإفريقية أن ناصر رأى أن اعتراف مصر السريع بهذه الثورة من شأنه أن يضع حداً لعمليات القتل والاضطهاد ضد العناصر القديمة فى زنزبار, كما انه يعطى فرصة للثورة لكى تؤكد بعدها الاجتماعى, وتعمل على وقف حملات الكراهية ضد العرب فى الساحل الإفريقى كله وليس فقط زنزبار، فقديما قالوا" حينما تدق الطبول فى زنزبار ترقص شرق إفريقيا "دلالة على التأثير والارتباط الشديد بهذه الجزيرة. ولم تتخل مصر عن الزعماء السابقين الذين اعتقلتهم القيادة الجديدة بل توسطت للإفراج عنهم وأبرزهم على محسن الذى جاء الى مصر واستقر بها حتى رحيله, وكانت مصر بإمكانها ان تدعم زعماء زنزبار وتؤيد رغبتهم فى الانضمام إلى سلطنة عمان وعدم الاعتراف بثورة زنزبار غير أن عبد الناصر فضل خيار الوحدة وهو ما انعكس بعد ذلك على الصلة الوطيدة التى ربطته بالرئيس جوليوس نيريرى أول رئيس لتنزانيا بعد الاستقلال . وظهر ذلك التأييد فى مساندة مصر فى المحافل الدولية كما صارت تنزانيا من الدول المؤيدة للحق العربى وادى ذلك الى فتور فى العلاقات بين تنزانيا وإسرائيل. كل هذا القى بظلاله على زيارة رئيس الوزراء إبراهيم محلب لتنزانيا فالرئيس جمال عبد الناصر كان حاضرا فمثلما كرم التنزانيون نيريرى كزعيم لوحدتهم لم ينسوا ان يرفعوا صوراً لعبد الناصر خلال احتفالاتهم بعيد الوحدة ,وكيف ينسوه وقد زارهم مرتين خلال عامى 1966 و 1968 و ربطته بزعيمهم صداقة وطيدة حتى أن وزير السياحة التنزانى قال لى «ان نيريرى لم يره أحد يبكى إلا حينما سمع نبأ وفاة عبد الناصر» .