يرى ان مشكلة مرضى الكبد فى مصر ليست فى توافر سرير وان كان ضروريا، قدر ما تتمثل المشكلة فى تقديم خدمة طبية متميزة او على المستوى اللائق. هكذا تحدث الدكتور مجدى خليل مدير المعهد القومى للكبد بالمنوفية، مؤكدا ان الاصابات بمرض فيروس سى لا تدعو للهلع اوالخوف، إذ ان تزايد الحالات ماهو إلا نتاج للتطور فى وسائل التشخيص واكتشاف المرض. ومن البشرى السارة التى حملها حديثه هو تحمل المعهد لجميع نفقات زراعة الكبد للأطفال بشرط توافر المتبرعين، وفيما على نص الحوار.
بداية ما هو حجم المترددين على المعهد؟ يستقبل يوميا العيادات المختلفة من (200-250) مريضا وذلك بخلاف 40 حالة منظار. أما تحدثنا عن الطاقة الاستيعابية للمعهد فيضم 100سرير، بمعدل إقامة 275% بمعنى ان السرير الواحد يخدم 4مرضى بالتعاقب فى اليوم الواحد. وكم بلغ عدد جراحات زراعة الكبد التى أجريت فى المعهد؟ 213 جراحة للبالغين والأطفال على مدار عشر سنوات منذ أول عملية عام 2003. علما بأن لدينا واحدة من وحدتين اثنتين فقط على مستوى الجمهورية متخصصتين فى زراعة الكبد للأطفال. ونقدم خدماتنا كاملة بالمجان لغير القادرين ما استطاع الوالدان توفير المتبرع المناسب والذى يشترط ان يكون ذا قرابة وان يتوافق فى انسجة الكبد وباقى الاشتراطات الطبية الواجبة. وما الذى اختلف منذ أول عملية أجريت حتى الآن؟ كانت البداية باعتماد شبه كامل على الجانب اليابانى وهو ما تناقص تدريجيا حتى أصبحت العمليات تجرى بخبرة مصرية كاملة. واصبحت زيارات الخبراء الاجانب تقتصر على الحالات النادرة او الصعبة. هل هناك قائمة انتظار، وكيف تتغلبون على مشكلة نقص المتبرعين؟ بالنسبة لنقص المتبرعين ليس لدينا حول لها اذ لابد وان نتبع اشتراطات التبرع الموصى بها من اللجنة العليا لزراعة الاعضاء واذ ارتبط التبرع بمقابل مادى فنرفض إجراء العملية. أما اذ تحدثنا عن قوائم الانتظار نتيجة مدى توافر او نقص المكان والخدمة الطبية، بالنسبة لوحدة المناظير فانتهت حاليا عقب افتتاح المبنى الجديد الذى يضم 6 غرف مناظير لاستيعاب أكبر، وذلك على خلاف قسم الاشعة التداخلية حيث توجد به قوائم انتظار نظرا لأنه جهاز واحد ويحتاج فترات عمل محددة واملا فى التغلب على هذه المشكلة يجرى الآن تجهيز وحدة أشعة رنين وموجات وتداخلية بتقنيات متطورة. وماذا عن قانون التبرع من حديثى الوفاة؟ أرى ان هناك عقبات لابد من الحديث عنها مثل صعوبة وصول الجزء المراد زرعه فى التوقيت المناسب قبل تلفه فى ظل خدمات الاسعاف بادائها الحالي. ووفقا للقانون الجنائى لسنة 36 يعرف الموت بوفاة القلب، وبالتالى يقع أى طبيب تحت طائلة القانون اذا أجاز ان الشخص مات بجذع المخ ويمكن نقل الاعضاء منه. وماهى نسب نجاح عمليات زراعة الكبد؟ بالنسبة للمتبرع من المفترض انه انسان طبيعى تبرع بجزء من كبده وبعد فترة يعوض هذا الجزء ويرجع كبده كما كان. ومن إجمالى عمليات زرع الكبد التى أجريت فى مصر كلها هناك 3 حالات وفاة فقط وهى نسبىة تتماشى مع النسب العالمية حيث أخذنا فى الاعتبار ان عملية الزراعة مثل أى عملية جراحية كبيرة. أما بالنسبة للمتلقى فتترواح من 85 -90% وفقا للحالة المرضية السابقة له. وما هى الحالات التى لا تنجح فيها زراعة الكبد؟ نستطيع القول ان الموانع أمام إجراء عمليات الزرع أصبحت أقل عن ذى قبل حيث كان يصعب الزرع فى حالات مرضى الإنسداد فى الوريد البابى او ارتفاع ضغط الدم فى الشريان الرئوي. وماذا عن الاحتياطات أو التى تلزم المريض بعد العملية؟ لاتوجد احتياطات قدر ماتوجد نصائح للمريض بكيفية تجنب الاختلاط ومنع التقاط العدوى وكذلك الاهتمام بنوعية الأكل والالتزام بالعلاجات وهى نصائح تتطلب وعيا كافيا من المريض. وكيف ترى واقع جراحات الكبد بشكل عام؟ تحقق خطوات متقدمة إذ لدينا كوادر وخبرات مصرية تجرى العمليات بكفاءة وبنسب تقارب النسب العالمية، بخلاف حصيلة الانتاج البحثى نتيجة الممارسة الفعلية. وما هى أبرز الايجابيات والسلبيات؟ سوف أتحدث على مستوى المعهد القومى للكبد، ويعتبر الابن المدلل سواء لجامعة المنوفية أوالمحافظة واللذان يعتبرانه الأولوية الأولى فى مشاريعهم نظرا لما يقدمه من خدمة طبية وعلاجية فى تخصص من أهم المتطلبات الطبية بين المصريين بشكل عام. أما الجانب السلبى فألخصه فى ضرورة ان تتغير ثقافة التبرع الى المشاركة المجتمعية. تقريبا لايخلو بيت من مريض فيروس سي، ماهى أحدث الارقام عن نسب انتشاره؟ لا توجد احصائية محددة إذ تختلف النسبة على مستوى المحافظات أن كانت أكثر فى الارياف نتيجة انتشار البلهارسيا سابقا واستخدام حقن الطراطير فى مكافحتها والتى ساعد على نقل العدوي. إلا اننى أؤكد ان نسب انتشاره لاتدعو الى الهلع بسبب الاهمال وكيف ترى حربنا مع فيروس سى مع قرب طرح العلاجات الحديثة فى مصر؟ أعتقد ان هناك تحسنا ملموسا فى وعى المواطنين بأهمية الوقاية من العدوى والتزام قواعد السلامة الصحية. ونتوقع مع طرح الأدوية الجديدة والتى تعطى آمالا مبشرة بفعاليتها ان نستطيع القضاء على المرض خلال ال3-5 سنوات القادمة. أخيرا كيف يطمئن المواطن على سلامة كبده؟ خير من العلاج ولابد ان يتجنب غير المصاب طرق انتقال العدوي. وبالنسبة للمصاب بفيروس سى فأؤكد ان حوالى 80% من المرضى يعيشون ويموتون دون ان تتطور حالته الى الاصابة بأورام الكبد. ولكن يجب المتابعة الطبية وإجراء فحص بالموجات الصوتية كل ستة شهور لمتابعة الحالة.