سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الأهرام» داخل الحملة قبل شهر من انتخابات الرئاسة السيسى وضع «ميثاق شرف اخلاقى» يحترم المنافس ولا يجر أنصاره للإستفزازات..القويضى والمغازى: 550 ألف توكيل وصلت الحملة فى استفتاء واضح على شعبية المشير
قبل أيام من انطلاق حملة انتخابات الرئاسة رسميا، اقتحمت «الأهرام» الهدوء المحيط بحملة المشير عبد الفتاح السيسى فى محاولة لرسم صورة أكثر قرباً من داخل المقر الرسمى عن ملامح ما يجرى وكيفية الاستعداد لساعة الصفر يوم الثانى من مايو المقبل والذى يؤكد فريق الحملة أنه سيحمل تغييراً كبيرا فى طريقة التواصل مع الإعلام الداخلى والخارجى والتقارب مع الشارع والكشف عن تفاصيل برنامج انتخابى طال إنتظاره من المرشح الأوفر حظاً للفوز بإنتخابات الرئاسة المقبلة. تعمل مجموعات مختلفة فى الحملة الرئاسية فى إتجاهات متعددة وتختلط الوجوه الشابة الكثيرة بوجوه من أصحاب الخبرات والأسماء المعروفة فى مجالات كثيرة فيما تأخذ الحملة زخما خاصا فى الأيام الأخيرة قبل بدء الحملة رسميا.. ويبدو من الحوارات مع مسئولى الحملة أن لجنة الشباب تحمل مهمة خاصة هى الإصغاء إلى شريحة الشباب ونقل أفكارهم إلى حيث يمكن الإستفادة المؤكدة بها فى المستقبل وتفادى ضياع مجهود كبير بلا طائل فى غياب قنوات تترجم الأفكار إلى حقيقة.. كما كان من الضرورى التعرف عن قرب على وجوه من الحملة الانتخابية، خاصة المسئولين عن التواصل مع وسائل الإعلام وشرح الأبعاد المختلفة للحملة بعيدا عن تخمينات وسائل الإعلام والتقارير المتضاربة والبعيدة عن حقائق ما يجرى من تحضيرات لإطلاق الحملة رسميا خلال أيام قليلة.. تحدث مسئولو الحملة عن هيكلها التنظيمى ودور الشباب فيها، وعن الحملات الشعبية لدعم السيسى ومدى ارتباطها بالحملة الرسمية، وعن محاولات جمع أموال باسم السيسى زوراً وعن الخطاب الموجه للداخل وعن الرسالة التى سيحملها إعلام الحملة للعالم الخارجى قبل موعد الانتخابات الرئاسية المقررة فى 26 و27 مايو المقبلين.
طرحت «الأهرام» على مسئولى الحملة الكثير من الأسئلة، كانت هناك إجابات على عدد كبير منها ولم تكن هناك أجابة لعدد آخر من الأسئلة ليس رفضاً للأسئلة ولكن إنتظارا للموعد الرسمى لإطلاق الحملة وفقا لتوقيتات اللجنة العليا للانتخابات. تقول الدكتورة منى القويضى المتحدثة الرسمية بإسم الحملة والمحاضرة بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية أن هناك الكثير من الأخبار غير الصحيحة المتداولة ومنها أن الحملة لا يوجد لها هيكل واضح وأن الهيئة الإستشارية لم يعد لها وجود.. وتقول «مازالت الهيئة الإستشارية تعمل فى إطار غير تقليدى يجمع طيف من الشخصيات العامة المعروفة»، وتطرقت القويضى إلى هيكل الحملة تفصيلا، حتى الساعة، فقالت أن الهيئة الإستشارية هى الأعلى فى هيكل الحملة وهناك مجموعة من اللجان النوعية وهى لجنة الشباب واللجنة التنظيمية واللجنة القانونية، واللجنة المالية والإدارية، واللجنة الإعلامية. ومن لجنة الشباب سيخرج «بنك الأفكار» وهو وعاء يحتضن كل الأفكار التى سيطرحها الشباب على أن تقدم للمتخصصين فى اللجنة الإستشارية لدراستها، والأفكار الأهم والأكثر قابلية للتطبيق ستعرض على المشير السيسى تمهيدا لتطبيق بعضها فى حال وصول السيسى للحكم بعد الإنتخابات.. ويقول الدكتور عبد الله المغازى أستاذ القانون والمتحدث الرسمى بإسم حملة السيسى أن الحملة ستتواصل مع الجميع بما فيهم أصحاب الأفكار غير قابلة للتطبيق وستوجه إليهم رسائل شكر تقديرا لتواصلهم مع الحملة.. وتوضح القويضى أن لجنة الشباب تبحث فى اَلية جمع أفكار الشباب وتفعيل دورهم فى المستقبل مشيرة إلى أن الحملة تضم كل يوم عناصر شابة جديدة ومنها فى يوم واحد حضر مائة شاب للمشاركة فى أنشطة الحملة، وتقول «الحملات الشعبية هى جزء من حملات عديدة مؤيدة للسيسى وهى حالة تعكس مزاجا جماهيريا ربما غير مسبوق فى مصر حيث يرغب الناس طوعا فى المشاركة ولابد من استثمار تلك الحالة فى تصورات ما بعد الإنتخابات الرئاسية، وبالقطع الحملات الشعبية هى سند مهم للحملة الرسمية». وتضيف «المشير السيسى يرى نفسه فى مهمة بناء وطن ويريد أن يستمع إلى كل الأراء التى تفيد عملية إعادة البناء حتى لو كان أصحاب الأفكار من خارج الحملة مع توصيل رسالة إيجابية للشباب تحديدا أن أمامهم فرصة حقيقية لتطوير افكارهم والمساعدة فى بناء المستقبل». ----- قلت للدكتور المغازى إن هناك لغطا حول إستغلال البعض شعبية السيسى من أجل جمع الأموال للحملة، فرد قائلا « حتى تلك اللحظة، لا يوجد أحد فى الحملة أو خارج الحملة مخول بجمع تبرعات لتمويل عملها»، ويوجه المغازى تحذيرا رسميا واضحا إلى كل من يقوم بجمع الأموال ويقول «لم يسمح لأى شخص سواء فى الداخل أو الخارج بجمع أموال للحملة، ومن يقوم بمثل هذا الفعل سيكون معرضا للتقاضى بتهمة النصب». وتؤكد الحملة أنها ملتزمة بالقانون فيما يخص أوجه الإنفاق المحتلفة وما أثير عن وجود شركة أمن خاصة لتأمين المقر أو تأمين تسليم التوكيلات كان ضروريا فى ظل الحرص على عدم استخدام مرافق أو إمكانيات الدولة وليس من باب الإسراف فى الإنفاق. ---- توجهت بسؤال جديد حول ما يخرج عن الحملة والانتقادات التى تقول أن التصريحات والبيانات لا ترضى الإعلام، فرد الدكتور المغازى بأن هناك حذر من الظهور الإعلامى قبل إنطلاق حملة الانتخابات الرئاسية رسميا «حتى لا تؤاخذنا اللجنة العليا للإنتخابات»، ويستطرد أن هناك قيودا قانونية وبالتالى ظهور المشير السيسى اليوم كشخصية عامة دون ان يتحدث فى تفاصيل البرنامج الإنتخابي. ويضيف أن المؤتمر الصحفى الوحيد للحملة كان مؤتمرا «قانونيا» للمستشار محمد أبو شقة عند تقديم نماذج التأييد، ولم يظهر إلى جواره الفريق الإعلامى مثلما هو الحال فى كثير من مؤتمرات القوى السياسية التى يتدافع فيها المشاركون للظهور، وهو قرار من الحملة بالظهور بشكل راقى. ويقول المغازى إن الإعلام يعمل بسياسة «إطعم الوحش» حيث يريد الجديد كل يوم، ولكننا نرى أن تلك حملة الانتخابية ملك للشعب فى المقام الأول والتوكيلات التى حصل عليها المشير هى استطلاع رأى رئيسى، كما أرى أن الشعب قد حسم بالفعل أمر المناظرات بالتوكيلات التى قدمت بشكل غير مسبوق. ويقول «أرقام التوكيلات تجاوزت أكثر من 550 ألف توكيل، والحملة استمرت فى تلقى التوكيلات من المواطنين بشكل طوعى ووصل إليها عشرات الألاف من التوكيلات حتى يوم السبت الماضى ورغم إغلاق باب تلقى التوكيلات قبلها بعدة أيام، والأهم أن التوكيلات استمرت فى التدفق من كل بقعة فى مصر وهو أمر لافت». وتشير الدكتورة القويضى إلى أن الحملة، رغم الإنتقادات، حريصة على الشكل غير التقليدى والإعلام بدأ يتفهم أن الشكل الرسمى للحملة ليس هو الهدف ولكن مضمون ما سوف يقدم للإعلام بعد إنطلاق الحملة فى الثانى من مايو. وتقول «الحملة تأخذ من المشير طابعها الخاص، وهى مسألة لا تعيبها على الإطلاق». ----- وتلتقط الدكتورة منى القويضى الخيط فيما يتصل بإدارة الحملة فيما يتصل بمستوى التعامل مع المنافس الوحيد السيد حمدين صباحى فتقول أن المشير السيسى قد وضع «لائحة داخلية» ملزمة لجميع الأعضاء هى بمثابة ميثاق شرف أخلاقى للحملة تقوم على عدد من الأسس الواضحة وهى: أولا: عدم الإنجرار وراء الإستفزازات من أى احد ثانياً: عدم التحدث عن المنافس الأخر إلا بالأسلوب اللأئق ثالثاً: أن شعار الحملة هو «الكلمة الطيبة» ------- مهمة التعامل مع وسائل الإعلام الأجنبية ليست بالهينة، وهو ما يطرح تساؤلات حول الإستراتيجية التى سوف تنتهجها الحملة فى مخاطبة الدوائر الرسمية وغير الرسمية فى الغرب، تحديداً، يقول المغازى أن السيسى لا ينظر إلا إلى الشعب المصرى وعندما ساند ثورة الشعب فى 30 يونيو لم يلتفت إلى مواقف الغرب بكل هواجسه ورفضه ولكنه وضع مصلحة المصريين فوق أى أعتبار وهو جزء من الخطاب المفترض توجيهه للعالم الخارجي. من جانبها، ترى منى القويضى أن التحول الأهم فى المواقف الغربية اليوم هو فرض الشعب المصرى لإرادته، وما قاله المشير السيسى من أن مصر لن تكون مستباحة ولن تعود للوراء هى رسالة أخرى للخارج. وإهتمام السيسى بالحديث للرأى العام الدولى بدا واضحا فى اللقاءات الأخيرة مع كاترين أشتون مبعوثة الإتحاد الأوروبى وعمر كونارى مبعوث الإتحاد الأفريقى ووفد المفكرين الأمريكيين وسوف تتضح الصورة أكثر عندما يتحدث المشير إلى وسائل الإعلام العالمية انطلاق الحملة فى 2 مايو المقبل. ------ فى ختام الجولة لم ينس المتحدثان الرسميان باسم حملة السيسى أن يؤكدا المزج بين طموحات الشباب وما يتطلع إليه البسطاء من الدعائم الرئيسية التى سوف يركز عليها فريق الحملة فى الفترة المقبلة وأن المداولات الداخلية تركز على تعميق مفاهيم وردت على لسان المشير السيسى فى خطاب الترشح عندما قال أن الشعب لا يستطيع أن يصبر أكثر من ذلك وأن مستويات التعليم والصحة والبطالة باتت أمور غير مقبولة، وتأكيده أن مصر ستكون دولة ديمقراطية يتمتع أبنائها بحرية وكرامة.. كما لم ينس المتحدثان أن يؤكدان على أن السيسى بنفسه سيكون أول من يتحدث إلى جميع فئات الشعب عن ملامح برنامجه الإنتخابى ورؤيته لمستقبل مصر..