في كل مناسبة فى سيناء، تُكتب عشرات الموضوعات حول تهميشها في كافة نواحى الحياة وتتكرر المواضيع ذاتها مع الذكرى السنوية لعيد تحريرها، وكذلك حال سيناء في الدراما، تمر المناسبات تلو الأخرى وماتزال سيناء منسية في الدراما المصرية ، فلم ينصفها مسلسل أو يحكى عنها عمل درامى، ومازالت العديد من قصص تضحيات أهلها فى الحروب مدفونة ومكدسة فى أوراق سيناريوهات المسلسلات التى كتبت عنها ولم تر النور حتى اليوم.. السيناريست عادل عمار واحد من هؤلاء الذين كتبوا مسلسلا عن بطولات أهل سيناء في حرب أكتوبر بقصص موثقة ولم ير مسلسله "تعلب سيناء" النور ، ويقول: لم أجد جهة للإنتاج لأن العمل عن سيناء وبعيد عن الكوميديا والجريمة وغيرها من الموضوعات التجارية ويرصد بطولات حقيقية لأهل سيناء منذ حرب 67 وحتى إنتصارات أكتوبر 73، فقصاصى الأثر كان لهم دور استرتيجى في الحرب وكانوا يساعدون الجيش، وكذلك رعاة الغنم كانوا يمدون الجيش بتحركات العدو، وكانت هناك تنظيمات من بدو سيناء تحارب ضد الجيش الاسرائيلى منها نجمة سيناء وأشباح سيناء كما كان يطلق عليهم العدو وقتها، حيث كانوا يقتلون العشرات ويختفون في الصحراء دون أثر يمكن تعقبة، وقد جمعت الكثير من القصص والتراث عبر شيوخ القبائل وقمت بتوثيقها عبر زيارات متكررة لسيناء، وأتمنى أن يرى العمل النور في أقرب وقت فسيناء مظلومة درامياً. ويقول المخرج مجدي أبو عميرة: سعدت جدا عندما سمعت عن تقديم مسلسل "تعلب سيناء"، لأننى متحمس في المطلق لأى عمل عن سيناء عامة وعن حرب أكتوبر خاصة، ولكنه لم يكتمل وتوقف بسرعة، لتستمر سيناء منسية تماما من الدراما ويستمر تقصير جهات الإنتاج الحكومية والخاصة ف إنتاج أعمال دراميه عن سيناء، ولا أريد أن أفق الأمل فى ظهور عمل عن سيناء رغم صعوبة ذلك بسبب الأزمة المالية التى تجتاح قطاعات الإنتاج الحكومية خاصة أن أى عمل قوى عن سيناء يحتاج إلى ميزانية كبيره، وعلى المستوى الشخصى فسيناء فى تفكيرى حتى فى أعمالى، ففى مسلسل «المال والبنون» وضعت ملحمة العبور وخطاب السادات، ولكن لن يوفى سيناء حقها سوى مسلسل درامى قوي عن أهلها. ويقول حسن اللول أحد أبناء العريش والذى يعمل مصححاً لغوياً للهجة البدوية السيناويه فى العديد من الأعمال الدرامية: بالتاكيد يزعجنا عدم وجود أعمال دراميه عن سيناء وأهلها طوال السنوات الماضية رغم استعدادنا كعائلات وقبائل للتعاون يدون مقابل مع أى جهة إنتاج تقدم مسلسلا عن سيناء بكافة مايتاح لنا من معلومات أو أدوات أو أماكن تصوير أؤ أى مساعدة تطلب منا، ولكن مايزعجنا أكثر فهو أن أغلب المسلسلات التي تتحدث عن بدو سيناء فى أحداث عابره داخل المسلسلات تصور جوانبا غير صحيحة عنا للمشاهد سواء فى العادات والتقاليد والملابس، حتى اللغة البدوية يتحدثونها بشكل خاطئ تماما ولا يكلف بعض المخرجين أنفسهم للتعرف عن قرب عن العادات والتقاليد التى يتناولونها فى أعمالهم، رغم أننا لا نقصر ونساعد بلا مقابل حباً فى سيناء.