الطبيعة فى أبهى صورها تتجسد فى تلك البقعة التى تحتضن دير العذراء بجبل الطير بالمنيا٫ فعلى ارتفاع 80 مترا، وحيث يشق نهر النيل طريقه بالأسفل وسط حقول القطن وقصب السكر، مرت العائلة المقدسة من هنا، واحتمت فى مغارة بالجبل على مدى ثلاثة أيام.. وظل الأمر مجهولا لنحو ثلاثة قرون، إلى أن اكتشفت القديسة هيلانة والدة الامبراطور الرومانى قسطنطين المكان فى القرن الرابع الميلادى وتحديدا فى عام 328 م، فأمرت بنحت كنيسة فى الصخر أمام المغارة.. الكنيسة الأثرية ذات الأعمدة البديعة، تضم أيضا عددا من الأيقونات الأثرية قام برسمها الفنان انطاسى القدسى ، فضلا عن المعمودية الأثرية وهى منحوتة فى أحد الأعمدة ولا يوجد لها مثيل فى اى من كنائس العالم.. وبعد أربعين يوما من الاحتفال بعيد القيامة، يفد الى الدير نحو مليونا زائر من كل أنحاء الدنيا فى طقس سنوى مهيب… قس الكنيسة متى كامل حنا- يتمنى أن ينظر المسئولون بعين الاهتمام لهذا المكان ، والاستجابة لمطلبهم بترميم الكنيسة وهو مطلب عمره 15 عاما، مشيرا الى أن الطابق الثانى من الكنيسة والذى تم بناؤه فى عام 1938 معرض للانهيار ، حتى إنهم امتنعوا عن دق الاجراس خوفا على حياة الزائرين.