لم يكن الكاتب الكبير لبيب السباعي الذي فقدته الصحافة المصرية والعربية منذ أيام مجرد صحفي مجتهد ومخلص في عمله بالأهرام مثل أي زميل آخر عندما كان مندوبا مكلفا بتغطية أخبار وزارة التعليم ومكتب التنسيق. , ولكنه كان مثالا يحتذي للصحفي الدءوب الذي يغوض في أعماق وزارته ويعرف دقائق كل شيء فيها ليأتي كل يوم بخبر جديد يعرضه في الاجتماع اليومي لقسم الأخبار الذي كان يرأسه الراحل الكبير ممدوح طه الذي كان يشعر بحسه الصحفي أن هذا المندوب أو ذاك لديه جديد سيقدمه في الاجتماع ويلتفت إلي لبيب السباعي ويسأله عندك إيه يا لبيب النهارده ويفاجئه لبيب بخبر مهم يرسله ممدوح طه إلي المرحوم صادق عزيز وشفيق مرقس بسكرتارية التحرير المحلية لتحويل هذا الخبر إلي مانشيت أو موضوع علي ثلاثة أعمدة تنفرد به الأهرام دون غيرها من الصحف, وهكذا كان لبيب مصدرا ثريا للصحف الأخري وليس مجرد صحفي بالأهرام, ومن هنا كان ممدوح طه يؤكد أن لبيب سيكون له مستقبل كبير في الأهرام لتفوقه في عمله اليومي وتحققت بالفعل نبوءته عندما تدرج لبيب من مندوب أخبار ثم رئيس لمجلس إدارة الأهرام ثم أمين عام للمجلس الأعلي للصحافة, وكان لبيب السباعي متفائلا دائما لا تفارقه الابتسامة في أصعب الظروف ودودا مع زملائه يسأل عنهم ويسألون عنه وكان يحظي باهتمام الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل رئيس التحرير في ذلك الوقت وتنبأ له بمستقبل كبير ونجاح أكبر في مهنته من واقع كشوف الانتاج اليومية التي يسجل فيها إنفراداته الصحفية من بين زملائه المندوبين, وجعل هيكل يثني عليه دائما. وهكذا كان لبيب السباعي رحلة عطاء ونجاح في مهنة الصحافة تتعلم منه الأجيال أصول المهنة وتقاليدها وأنها من أشرف المهن ورسالة وطنية وقومية في المقام الأول تنير الطريق للرأي والرأي الآخر وتفتح الأبواب لمصر المستقبل بعد ثورة يناير.. رحمه الله بقدر ما أعطي لمؤسستنا العريقة ولمهنة الصحافة من حب وإخلاص. المزيد من مقالات مصطفى الضمرانى