مازال الصراع الهادئ مستمرا بين إيران والقوى الكبرى المتمثلة فى مجموعة 5+1، حيث تريد القوى الغربيةوروسيا والصين تفادى تصعيد التوترات فى الشرق الأوسط سواء فى صورة حرب جديدة أو سباق تسلح نووى فى الوقت الذى تحرص فيه إيران على التخلص من العقوبات الدولية التى تضر باقتصادها المعتمد على النفط. من هنا كانت النية الواضحة لدى المفاوضين الإيرانيين و القوى العالمية الست بعد محادثاتهم الأخيرة التى استغرقت يومين فى فيينا الأسبوع الماضى على وضع مسودة اتفاق طويل الأمد للوفاء بالموعد النهائى للمفاوضات فى العشرين من يوليو القادم بعد أن قررالجانبان عقد الجولة المقبلة من المحادثات فى العاصمه النمساوية فى الثالث عشر من شهر مايو المقبل. ويشير المراقبون الى أنه مع ختام الجولة الأخيرة من المحادثات سيتم الانتقال إلى مرحلة جديدة من المفاوضات يكون الهدف منها تضييق الفجوة فى أصعب نقاط الخلاف وهى قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم فى المستقبل والمنشآت النووية التى ترى القوى الغربية أنها ليست ذات أهمية فى الاستخدامات المدنية ومستقبل الأبحاث النووية بالإضافه إلى سلسلة من الخطوات الإيجابية لرفع العقوبات الدولية التى كبدت الاقتصاد الإيرانى خسائر فادحة. ويرى المحللون أن تداعيات الازمة الاوكرانية والدور الذى تلعبه روسيا فيها، والتهديدات الغربية بفرض مزيد من العقوبات على موسكو ورفض واشنطن منح تأشيرة دخول لمرشح إيران لرئاسة وفدها لدى الأممالمتحدة لم تكن لها أثر سلبى على المباحثات النووية بين إيران ومجموعة 5+1 حتى الآن . فهناك قدر من التفاؤل لدى الطرفين من أجل التوصل إلى اتفاق نهائى، نظرا لاحساس الإيرانيين بأهمية عامل الوقت فى إبرام اتفاق كما هو الحال لدى مجموعة السداسية الدولية، وعلى الرغم من أنه مازالت هناك بعض الثغرات فى المجالات الرئيسية لاتفاق شامل إلا أن روسيا لديها أمل كبير فى تحقيق تقدم بشأن معالجة المخاوف المتعلقة بمفاعل أراك النووى الذى تخطط إيران لبنائه. وهو المفاعل الذى تصر طهران أنه منشأة خاصة لإنتاج النظائر المشعة للأغراض السلمية وبالأدق العلاجية، فى حين يجادل الغرب بانه مخصص للابحاث العسكرية لتطوير إنتاج قنابل نووية. ورغم ذلك ترى طهران أن التهديدات والضغوط التى يمارسها الغرب ليس لها تأثير بل إن المفاوضات تسير وفق الاحترام المتبادل ومن موقع متكافئ للطرفين ومن أهمها قبول حق الشعب الإيرانى فى امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية وأن الحلول التى تطرحها الأوساط الأمريكيةوالغربية حول البرنامج النووى الإيرانى ناجمة عن افتراضات خاطئة ومعلومات ناقصة إزاء سلمية البرنامج النووى الإيرانى ولذا يرى المراقبون أن جولة المفاوضات القادمة سوف تتطرق لجميع المسائل الفنية التى تحتاج لدراسة أعمق بما فى ذلك مفاعل أراك وغيره من القضايا الحساسة لحين التسوية النهائية .