أكد أطباء أمراض الحساسية أن العادات والسلوكيات الخاطئة على المستوى الحكومى والفردى تشكل عبئا على الجهاز التنفسى للمواطن، وأنها السبب فى ارتفاع نسبة أمراض حساسية الصدر بمصر إلى أكثر من 10 % ببعض المناطق والمدن الصناعية، وأن وجود مياه بالرئة هى أكثر الأمراض شيوعا. وطالب الأطباء خلال المؤتمر السنوى السابع عشر لأمراض الصدر والحساسية بتفعيل الدور الرقابى لوزارة البيئة والأمن الصناعى للحد من عوادم المصانع والمسابك والورش، وتجنب الأدخنة الناتجة من حرق القمامة، وعوادم السيارات، من أجل الحفاظ على صحة المواطنين. وحذر د. نبيل الدبركى أستاذ الصدر والحساسية ورئيس الجمعية المصرية للصدر والحساسية ورئيس المؤتمر من مرض نادر يعرف ب "الساركويدوز"، ويشبه الدرن الرئوى، ويسبب مضاعفات خطيرة فى الرئتين، وقد بدأ فى الظهور مؤخرا بشكل ملحوظ وغير معروف حتى الآن أسبابه، وهو يصيب الغدد الليمفاوية فى منطقة الصدر ثم تمتد الإصابة إلى نسيج الرئة، وقد يحدث بعض التلفيات بها، وفى حالات متأخرة منه يحدث فشل بالجهاز التنفسى نتيجة نقص الأوكسجين. وأوضح الدبركى أن التجمع السائل هو أكثر أمراض الصدر شيوعا وهو ما يعرف ب "الارتشاح أو الانسكاب البلورى " أو المياه على الرئة، وتكون هذه الترشيحات نتيجة نقص البروتينات فى الدم ولاسيما عند مرضى الكبد والكلى، أو نتيجة مشكلات فى القلب أو لاتساع مسامية الشعيرات الدموية فى الرئة. وقد ينشأ التجمع السائل فى الرئة نتيجة أمراض مناعية روماتيزمية أو بسبب الأورام الخبيثة فى الجسم . وعلى مستوى أمراض الحساسية أشار إلى أن السلوكيات الحكومية والفردية الخاطئة هى المسبب الرئيس لتلوث الهواء الذى يشكل عبئا على الجهاز التنفسى وأن هناك مثيرات نوعية لمرضى الحساسية أهمها حبوب اللقاح وحشرات الفراش غير المرئية وشعر القطط والكلاب والمواد الحافظة ومكسبات اللون والطعم والرائحة لأطعمة الأطفال. أما المثيرات غير النوعية فمن أشهرها الأدخنة والمبيدات الحشرية والعطور النفاذة ومواد الدهانات. د. أحمد عبد الحفيظ أستاذ مساعد أمراض الصدر بطب القاهرة تحدث عن ثورة علمية جديدة فى عالم تشخيص أمراض الصدر من خلال ما يعرف ب "الأشعة المقطعية فائقة الدقة" ودورها فى تشخيص مختلف الأمراض الصدرية سواء السدة الرئوية أو الانسكاب البلورى أو التليف أو الأورام، وقدرتها على تشخيص المرض بنسبة تصل إلى 95 % دون الحاجة لأخذ عينات. وأوضح أن هناك أكثر من 1500 نوع من تلفيات الرئة تتفاوت درجة شدتها وخطورتها والعمر الافتراضى للمريض ومدى استجابته للعلاج، وقد أصبح كل ذلك متاحا بواسطة الأشعة الجديدة "فائقة الدقة" ، بعد أن كان يتم أخذ عينات وتحليلها أو اجراء عملية صدر مفتوح دون تحقيق النتائج المرجوة. وأشار د. عبد الحفيظ إلى أن من أقوى مسببات تليف الرئة فى مصر مصانع الاسبستوس المحرمة دوليا ومصانع السليكون والبلاستيك والمواد العازلة وكذلك ريش الطيور والاحتكاك بالحيوانات، حيث تخرج مواد صغيرة الحجم تترسب داخل الشعب الهوائية، ومن الأسباب أيضا استمرار تناول بعض الأدوية التى تهدئ ضربات القلب. من جهته، أكد د. علاء شلبى أستاذ الأمراض الصدرية بطب قصر العينى أن 30% من الإصابة بميكروبات درنية تنتهى بمرض انسكاب الغشاء البلورى، موضحا أن علاج الميكروبات الدرنية يتم من خلال مضادات حيوية لمدة 6 أشهر ومشددا على ضرورة الاستمرار فى النظام العلاجى الذى يصفه الاخصائى. وأشار إلى انخفاض نسبة العدوى الميكروبية فى مصر والعالم لتصل إلى 17 لكل 100 ألف، موضحا أن من أسباب الدرن فى مصر انخفاض المستوى الاقتصادى والمعيشى مما ينتج عنه سوء تغذية، وأمراض ضعف الجهاز المناعى، كما أشار إلى أن تدخين الشيشة على المقاهى من العادات السيئة، وأحد أهم مسببات الميكروبات الدرنية بسبب انتقال الشيشة من شخص لآخر، وقد يكون أحدهم مصابا بعدوى ميكروبية فينتقل المرض لمستخدم آخر.