يظل هذا المكان هو الوحيد الذى يقدم الفن للجمهور المصري.. ذلك الفن الذى يضم فنوننا الموسيقية العربية والموسيقى الكلاسيكية العالمية إلى جانب الباليه والغناء الأوبرالي. إلى جانب هذا فهو يقدم للمتفرج المصرى فنون العالم ليعرض لنا فى وقت واحد تقريبا فرقة استعراضية هندية تقدم قصة حب. وعلى الجانب الآخر أى فى المسرح الصغير تقدم من أمريكا أوبرا الميتروبوليتان التى تعرض من خلال الأقمار الصناعية. ما شاهدته قرب نهاية عرض بالمسرح الكبير كان بوليوود وهو عرض موسيقى استعراضى استطاع أن يجذب جماهير عديدة مما تضطر الأوبرا إلى تقديمه فى حفلات ماتينيه وسواريه. فماذا عن هذا العرض الهندي؟ لدينا مجموعات راقصة، وبالطبع هنا الحركات أو تصميم الرقصات يعتمد أكثر على حركة الأيدى وأيضا الأصابع وهى بالمناسبة ليست سهلة ولكنها بالغة الصعوبة. هناك أيضا حركة مرسومة للأرجل لكن الأكثر لدينا هو حركة الأيدي. استشعرت اهتمام مصمم الرقصات بالفنانين الشبان أكثر من الفتيات، هناك ما يمكن أن نطلق عليه حاكى العرض ليقدم للمتفرج ما هى قصة الحب التى تسردها الفرقة من خلال الرقص. الديكور لدينا بسيط يصور رسما لحى بسيط وقصر بديع. وهكذا الموسيقى بإيقاعاتها المميزة ليست بعيدة عن أذن المتلقى المصرى فقد اعتاد عليها من الكثير من الأفلام الهندية التى كانت تعرض فى الفترة الماضية متضمنة العديد والعديد من الرقصات. ربما أيضا تابعها مؤخرا المتلقى المصرى من خلال أغنية شهيرة للمطرب هشام عباس تلك التى صورها فى الهند مع خلفية استعراضية راقصة. سعدت بوجود جمهور كبير هو مشتاق لكل ما يقدم فى الخارج من فنون، سواء كانت من الغرب أو من الشرق، فالأوبرا هى بالفعل تلك النافذة المهمة للمتلقى المصرى ليتعرف على هذه الفنون. عتاب بسيط أقدمه للفرقة وهو أن أى عمل استعراضى يضم عددا كبيرا من الراقصين والراقصات لابد أن يراعى التشابه شبه الكامل فى أجسام الراقصين والراقصات وهو مالم يراعه فى هذا العرض. بعد القاهرة يقدم العرض لجمهور الثغر الذى هو أيضا لا يتمتع بأى فن مالم تقدمه له دار الأوبرا فى الاسكندرية وهى التى كانت فى الماضى مسرح سيد درويش بعد أن تم تجديد كل ما فى هذا المسرح ليصبح دارا للأوبرا وأيضا بالصورة الكلاسيكية. فى النهاية.. تهنئة لرئيسة الأوبرا إيناس عبد الدايم.. هذه الفنانة التى تعمل وبمنتهى الحيوية فى ظروف ليست سهلة، ولكنه إصرار الفنان.