تعجبت كثيرا عند طرح بعض مشاهد جريئة من فيلم الموسم " حلاوة روح " ولاحظت أن كلا من المنتج والمخرج حرصا على مكاسب شباك التذاكر فقط من خلال إثارة الجمهور ومداعبة غرائزه فى عمل فنى يبتعد كثيرا عن القيم والأخلاق ويروج لسلعة رديئة المستوى . المثير للانتباه أن مخرج العمل وضع السم فى العسل ليسوق الفيلم عندما رفع شعار " للكبار فقط " على الأفيش ليرفع الحرج عن الأطفال فى المشاهدة، متناسيا أن عددا من الأطفال شاركوا بأدوار أساسية فى أحداث الفيلم الذى يضم مقاطع أكثر جرأة، ويحتوى على ألفاظ خادشة للحياء. المفارقة العجيبة التى يبدو أن القائمين على الفيلم تجاهلوها تماما هى أنه طبقا للقانون لا يسمح للمراهقين بمشاهدة هذه النوعية من الأفلام . وبعيدا عن الضجة الوهمية التى أثارها الفيلم التى لا تعنى أنه عملا متميزا أو معبرا عن الواقع ، فإننا لم نر تهافت الجمهور لمشاهدته ، ولم تتسابق دور السينما لعرضه ، ولم نسمع أن تذاكر الفيلم اختفت من الأسواق فجأة والجميع يتسارع ليحصل عليها. الحقيقة التى لا يعلمها صناع السينما أن الجماهير أصبحت متذوقة للفن الهادف الذى يخاطب العقول ، ويبتعد عن مداعبة الجسد بأسلوب رخيص. إننى أثق فى وعى وذوق الجمهورفى عدم مشاهدة هذه النوعية من الأفلام ، التى تغرس قيما غير مقبولة ، لأن الجمهور يبحث دائما عن الموضوع الجاد ، والقصة الهادفة والعمل الراقى، ويستطيع أن يميزه بسهولة وسط أكوام من الأعمال السيئة التى تربى أجيالا مشوهين يقلدون ما تعرضه الأفلام بلا تردد، وهو ما تكشفه الجرائم البشعة داخل المجتمع . وأتساءل .. أين دور الرقابة التى وافقت على هذا الحوار المتدنى فى ثنايا الفيلم؟ وكيف يسمح المجلس القومى للطفولة والأمومة على استخدام الأطفال كمشارك فى أعمال فنية مرفوضة من المجتمع؟ عندما نشاهد أفلام من أيام الزمن الجميل ، نتذكر كوكبة من المبدعين سواء مخرجين أو فنانين يقدمون أعمالا رائعة بدون مشاهد مبتذلة تسيل لعاب المراهقين لحصد الإيرادات وزيادة الأموال فى رصيد وجيوب المنتجين وبعض الفنانين . لا أنكر أن صناعة السينما تمر بأزمات كثيرة لكنها مسألة وقت لتنهض من كبوتها ، لكن أن نقدم فنا يشوه عقول المراهقين ، ويعبث فى وجدانهم ، ويبث بداخلهم علاقات منحرفة تساعدهم على إشعال الرغبات المكبوتة بداخلهم فهذا غير مقبول . لمزيد من مقالات عباس المليجى