مرة أخري عادت كاثرين آشتون الممثلة الأوروبية العليا للسياسة الخارجية الأوروبية لتزور مصر في وقت غاية في الأهمية، كما اعرب المتحدث الرسمي باسم آشتون انه وقت مهم جدا بعد حدوث تغييرات مهمة في مصر.. وذلك بعد تحديد موعد الانتخابات الرئاسية وتقدم المرشحين بأوراقهم وأهمهم المشير عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي وقبل انهاء زيارتها لمصر التي لم تكمل يومين قالت اشتون انه تم الاتفاق علي البعثة الأوروبية التي ستقوم بمراقبة الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في مايو المقبل واضافت انه من خلال لقاءاتها الجانب المصري تمت مناقشة العديد من التحديات الاقتصادية التي تواجه مصر مؤكدة التزام الاتحاد الأوروبي بمساعدة مصر من خلال الالتزامات السابقة بين الجانبين ونظرا للانتقاد الدائم للاتحاد الأوروبي لمصر حول حرية الصحافة والإعلام والنشطاء وتطبيق عقوبة الاعدام علي بعض المتهمين،حرصت آشتون علي تكرار الاعراب عن هذا القلق مرة أخري. وكانت آشتون قد التقت خلال زيارتها الرئيس عدلي منصور ووزير الخارجية نبيل فهمي وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي وعمرو موسي الرئيس السابق للجنة وضع الدستور والمشير عبدالفتاح السيسي المرشح المحتمل للرئاسة. بالمقابل حرص الجانب المصري علي تأكيد قيام العلاقات مع الاتحاد الأوروبي علي اسس الاحترام المتبادل والشفافية وتحقيق المنفعة المتبادلة وأكد ايضا حرص مصر علي استكمال خريطة الطريق وهو ما أكده الرئيس عدلي منصور، ويبدو ان موضوع منظمات المجتمع المدني سيظل دائما علي رأس اولويات الجانب الأوروبي حيث يتم طرحه في كل الزيارات الاوروبية لمصر تقريبا، ولهذا الرئيس إلي أن مصر في طريقها لتنفيذ خريطة الطريق مع تصميمها القضاء علي الإرهاب ورفض أي تدخل اجنبي في شئونها. وخلال لقائها به قال المشير عبدالفتاح السيسي ان هناك علاقات استراتيجية قوية تربط مصر والاتحاد الأوروبي ويطالب الاتحاد بضرورة تفهم طبيعية الواقع المصري في هذه المرحلة المهمة ولابد للمجتمع الغربي ان يعلم ان المرحلة القادمة سوف تشهد حماية للحريات والحقوق، ومن هذا المنطلق يجب ان يعي المجتمع الدولي جيدا ما تحتاجه مصر وشعبها لمجابهة مشكلات تراكمت علي مدي عقود طويلة، اثرت علي مستوي التعليم والصحة والثقافة، واثرت سلبيا علي ارتفاع معدلات البطالة. من جانبها قالت كاثرين اشتون ان العالم كله ينظر إلي مصر وإلي الشخص الذي سيحدد بوصلة التحرك في الاتجاه الصحيح، خلال الفترة المقبلة، مؤكدة ان الاتحاد الأوروبي مستمر في دعم مصر واختيارات الشعب المصري. ويأمل في ضرورة إرساء دعائم الاستقرار وإعلاء سيادة القانون مؤكدة ان مصر لاتقف بمفردها ضد الإرهاب. وأوضحت اشتون ان التحديات الاقتصادية تأتي علي رأس اولويات الرئيس القادم، إلا ان هناك تحديات سياسية ايضا يجب ان يتم دراستها من أجل تحقيق ديمقراطية عميقة في مصر. من جانبه قال عبدالرءوف الريدي السفير السابق بالخارجية إن زيارة اشتون تعكس الاهتمام الدولي والأوروبي بمصر وبدورها المحوري في المنطقة العربية وتعكس ايضا الادراك الأوروبي لاهمية استقرار الأوضاع في مصر ليتحقق الاستقرار في المنطقة.