كشف وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أن أسلحة الولاياتالمتحدة التقليدية, بما في ذلك القنابل, لا تكفي لتدمير برنامج إيران النووي, ولكن هناك محاولات من جانب الجيش الأمريكي لإيجاد أسلحة جديدة قادرة علي اختراق التحصينات والمنشآت الإيرانية الموجودة تحت الأرض. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية التي نشرت تصريحات بانيتا وعدد آخر من مسئولي وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون أن الولاياتالمتحدة ليس لديها أسلحة تقليدية قادرة علي اختراق منشآت إيران النووية المخبأة تحت الأرض. وأوضح المسئولون الأمريكيون أن القنابل الأمريكية التي تزن15 طنا من النوع المسمي خارقة الذخائر الهائلة مصممة خصيصا لاختراق التحصينات القوية الإيرانية والكورية الشمالية, لكن الاختبارات الأولية كشفت أن هذه القنابل غير قادرة علي اختراق المنشآت النووية إما نتيجة لعمقها أو لأن إيران أضافت المزيد من التحصينات لها لحمايتها. وقالت وول ستريت جورنال إنه بموجب هذه المعلومات, تقدم مسئولو البنتاجون سرا خلال الشهر الحالي بطلب للكونجرس الأمريكي بتقديم مساعدة وتمويل لهم لضرورة البحث عن قنابل عملاقة تصلح لهذه المهمة. وأنفق البنتاجون بالفعل ما يقرب من330 مليون دولار حتي الآن لتطوير20 قنبلة, لكنه يسعي إلي الحصول علي82 مليون إضافية لاختراق الأسمنت والصلب المصنوع منه المنشآت قبل تفجيرها. في الوقت نفسه, كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن البحرية الأمريكية تبحث أرسال قاعدة عسكرية كبيرة طافية علي متنها فرق من القوات الخاصة الكوماندوز الي الشرق الأوسط علي وجه السرعة استجابة للتهديدات المتزايدة من إيران والقاعدة في اليمن والقراصنة في الصومال, وتهديدات أخري. وأوضحت أن القاعدة هي سفينة بحرية قديمة تدعي السفينة الأم كان مقررا الاستغناء عنها, ولكن نظرا لتزايد التهديدات بالمنطقة تقرر تحويلها لقاعدة بحرية من شأنها حمل القوارب الصغيرة عالية السرعة وطائرات الهيليكوبتر المستخدمة عادة لدي القوات البحرية الخاصة. وأشارت وثائق البحرية الأمريكية إلي أنه سيتم نقل السفينة إلي الخليج العربي, حيث هددت ايران بإغلاق مضيق هرمز الذي يعتبر ممرا ملاحيا حيويا للكثير من إمدادات البترول في العالم, وأضافت أنها ستخدم مهام مكافحة الألغام. من جانبه, أقر الجنرال راي أوديرنو رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة خططا لخفض حجم قواته بنحو80 ألف جندي خلال السنوات الست المقبلة. وقال أوديرنو إن الخفض سيبدأ هذا العام وسيشمل سحب لواءان قوات مشاة ثقيلة من أوروبا إحداهما في2013 والآخر في2014, وكلاهما سيتم إخراجه من الخدمة وليس نقله إلي الولاياتالمتحدة. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن رؤساء اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ الامريكي أنه من المتوقع ان تصوت اللجنة يوم الخميس المقبل علي قانون يتضمن مزيدا من العقوبات ضد إيران. ويريد النواب زيادة الضغط علي ايران من خلال خفض عائداتها البترولية بشكل اكبر علي امل اثنائها عن السعي لبناء قنبلة نووية. ومن بين البنود التي قال مساعدو النواب إنه تجري مناقشتها في مجلس الشيوخ بعض البنود التي قد تؤدي الي فرض عقوبات أمريكية ضد الشركة الوطنية الايرانية لناقلات البترول وشركة البترول الايرانية الوطنية. وعلي صعيد متصل, كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن إسرائيل حذرت من أن الوقت ينفذ الآن قبل قيامها بشن هجوم علي إيران, وقالت إن العقوبات الأخيرة التي فرضها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لن تحقق الكثير من التقدم علي المدي القصير. وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس خلال قمة دافوس الاقتصادية من سرعة الوصول إلي هذه المرحلة حتي لو لم تستطع عملية عسكرية جراحية- علي حد تعبيره- من منع إيران من الحصول علي قنابل نووية, وأكد تصميم بلاده منع إيران من التحول إلي دولة نووية, موضحا أن الأمر ملح وضروري بالنسبة لإسرائيل لإن إيران تتعمد التحول إلي ما تطلق عليه إسرائيل, منطقة محصنة حيث لا تستطيع عملية عسكرية من منعهم. وتأتي تحذيرات باراك بينما بدأ فريق رفيع المستوي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس زيارة لإيران للاطلاع علي بعض القضايا العالقة بشأن الملف النووي الإيراني, ومن المقرر أن يمكث الفريق في إيران حتي يوم الثلاثاء المقبل. وقالت مصادر وثيقة الصلة بالوكالة إن هذه الزيارة ليست مخصصة للتفتيش علي المنشآت النووية الإيرانية, وإنما ستركز علي استئناف المحادثات حول ما تعتقد القوي الغربية أنه برنامج للتسلح النووي تقوم به طهران.