بالرغم من اكتشاف العديد من الثروات التعدينية بأرض سيناء, فإن الخبراء يرون أن أرض الفيروز لم تبح بكل أسرارها ولايزال هناك الكثير من الخير الذي تحمله لنا هذه الأرض المباركة. لذا فقد حملت لنا شبكة الفيسبوك هذه المبادرة من شباب سيناء بالدعوة لاستثمار كنوز سيناء وفي مقدمتها الرمال السوداء الغنية بالكثير من المعادن النافعة, حيث يطالب الشباب حكومة د. كمال الجنزوري بالترويج لاستغلال هذه الرمال. الدعوة يتبناها حاليا ائتلاف شباب ثورة25 يناير علي موقع التواصل الاجتماعي, للاسهام في استغلال هذه الثروات. المهندس حسن صالح رضوان مهندس( جيولوجي) بديوان عام المحافظة, يوضح أن الرمال السوداء تعتبر رمالا شاطئية ترسبت نتيجة لاصطدام مياه النيل الحاملة لها بمياه البحر الأبيض المتوسط, فتوجد في السهل الساحلي الممتد من شرق بحيرة البردويل حتي العريش, وتعتبر مصر من الدول الكبري التي تحتوي علي احتياطي عالمي ضخم من هذه الرمال يقدر بنحو مليار متر مكعب. وللرمال السوداء أهمية اقتصادية, حيث تحتوي علي مجموعة من المعادن ذات الاستخدامات المهمة والتي يمكن أن يكون لها مردود اقتصادي قوي اذا تم استغلالها ومشاركة فعالة في زيادة انتعاش الاقتصاد القومي بملايين من الدولارات وبالتالي اتاحة فرص عمل والحد من البطالة, وأضاف أن من أهم هذه المعادن علي سبيل المثال لا الحصر الألمنيت الذي يدخل في صناعة هياكل الطائرات والصواريخ, بالاضافة الي مادة الزكون وتدخل في صناعة السيراميك وفي المفاعلات النووية, ومادة الجارتت والسليكا الثقيلة وتفيد في صناعة الصنفرة, وأشار الي أن الرمال السوداء كانت مستغلة في القرن الماضي بمعرفة شركة الرمال السوداء المصرية والتي تم تأميمها سنة1961, ونتيجة للممارسات البيروقراطية تم غلق ابوابها برغم تعدد أماكن انتشار الاحتياطي منها.. ففي منطقة رشيد يقدر بنحو500 مليون متر مكعب وفي منطقة دمياط يقدر بنحو300 مليون متر مكعب, وفي منطقة شمال سيناء يقدر الاحتياطي بنحو100 مليون متر مكعب, وقد قامت هيئة الطاقة النووية المصرية بعملية مسح جوي لتحديد أماكن وجود الرمال السوداء, حيث تم تحديد نحو11 موقعا غنيا بهذه المادة وهذه دعوة الي المستثمرين الجادين ولحكومة د. كمال الجنزوري باستغلال الرمال السوداء وطرحها للشركات الاستثمارية لدعم الاقتصاد وفتح مجالات لتشغيل الشباب والخريجين والقضاء علي جميع أشكال البطالة. ويؤكد المهندس الجيولوجي حسن العلاقمي, أنه في عام1990 تم عمل الاستكشافات الأولية التعدينية للرمال السوداء في محافظة شمال سيناء عن طريق هيئة المساحة الجيولوجية, وتم تقسيم الساحل الشرقي الي منطقتين: المنطقة الشرقية والتي تقع من المساعيد وبوغاز الزرانيق حيث تبلغ مساحة المنطقة التي تم دراستها نحو18 كم2 وتبلغ كمية الرمال السوداء التي تحتوي علي الثروات المعدنية نحو44 مليون طن, واحتياطي المعادن الثقيلة بالمنطقة نحو طن, واتضح أن المنطقة غنية بمعدن الالمنيت حيث تبلغ نسبته نحو61%, تليه السليكات الثقيلة22% ثم معدن الهماتيت حيث تبلغ نسبته نحو6.5% ثم معدن الجارنت5.5% أما باقي المعادن( ماجنيت وروتايل وزروكون) فهي تمثل نسبا صغيرة في نسبة الركاز. أما المنطقة الغربية, فهي منطقة رمانة وتمتد لمساحة17 كم علي طول الشاطئ تبدأ من تل المحمدية شرقا حتي بوغاز رقم(1) غربا حيث تبلغ مساحة المنطقة التي تم دراستها نحو18 كم2 وتبلغ كمية الرمال السوداء علي المعادن الاقتصادية نحو45 مليون طن وأن متوسط نسبة الركاز التي تحتوي علي تلك المعادن22.5% أي22.5 كجم/طن وان احتياطي المعادن الاقتصادية بالمنطقة نحو250 ألف طن واتضح أن المنطقة غنية بالسليكات الثقيلة. وبالنظر الي وجود تلك الرمال التي تزخر بها شواطئ سيناء, فإن هذه الثروة الطبيعية كفيلة بوضع المحافظة علي الخريطة التعدينية لمصر مع التوسع في عمليات الاستثمار والتنقيب عن الثروات التعدينية, مع اتاحة المجال لاستخدام تكنولوجيات وأساليب حديثة, وحل مشكلة واضعي اليد من أبناء سيناء في تلك المناطق إما بالتعويض أو المشاركة في عملية الاستثمار علي أرض سيناء ولإيجاد مجتمع تنموي.