برغم هطول الامطار الغزيرة علي مدينة الإسكندرية ظهر أمس احتشد ما يزيد علي ألفين من التيارات السياسية من الليبراليين والشيوعيين والاشتراكيين وحركة6 أبريل في ساحة ميدان مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية مرددين هتافاتهم ضد المجلس العسكري. والمنادية بسقوط المشير طنطاوي واعدام مبارك والقصاص للشهداء واسترداد الأموال المنهوبة في جمعة الغضب الثانية أو جمعة العزة والكرامة وكان مسجد القائد إبراهيم قد شهد قبل ظهر أمس توافد المؤيدين لهذه المطالب منذ العاشرة صباحا حتي إقامة صلاة الجمعة في العراء بعد أن اكتظ المسجد بالمصلين. وبرغم أن خطبة الشيخ أحمد المحلاوي قد جاءت معاكسة لمطالب المحتشدين خارج المسجد, حيث ركز علي أن الشعب يمر اليوم بامتحان صعب وأصعب من الامتحان الذي كان فيه في ذات اليوم من العام الماضي.. طارحا سؤالا ماذا نحن فاعلون بمصر؟ هل نضيع الوقت ونهدر الجمعة في تحقيق بعض المطالب التي سوف تتحقق مستقبلا بدون اعتصامات ومظاهرات وبعد تمام مهمة المجلس العسكري التي يقوم بها علي أفضل وجه ودون عجلة, حيث ستنتهي بتسليم السلطة منه إلي السلطة المدنية وانتقال مقاليد الحكم لدي الشعب. واكد الشيخ أحمد المحلاوي ضرورة الحرص علي اتمام وبقاء الثورة واستمرارها, وأضاف أن الاقتصاد المصري في حاجة إلي وقفة قوية جدا للنهوض به بالعمل الجاد المثمر وحاجة البلاد إلي يقظة شديدة. وأوضح أنه ليس بالحناجر القوية والهتافات في حب مصر فقط سوف تحيا مصر وتسترد قوتها ويقوي اقتصادها ولكن بالعمل وتطبيق هذه العواطف إلي فعل حقيقي يخدم البلاد وينهض بها من كبوتها. وحذر الشيخ أحمد المحلاوي من الاستمرار في اضاعة الوقت والنظر إلي الخلف والبحث في الماضي, مشيرا إلي أن مطالب الثورة اختذلت مستقبل مصر في تحقيق المطالب فقط, وأن مستقبل مصر يجب أن يكون أمام أعين كل المصريين وأن نهتم به جميعا. واشار إلي أن مصر لأول مرة في تاريخها تختار رئيس جمهوريتها بانتخاب حقيقي وبإرادة شعبية فعلية كما اختارت نواب الشعب لأول مرة بارادة الناخبين الحرة. وحذر من أن يكون وراء التعجل في محاكمات الرئيس السابق والفاسدين واصدار الاحكام عليهم قبل أن تكون السلطة كاملة في يد الشعب واستكمال عملية وضع الدستور وانتخاب الرئيس وتشكيل مجلسي الشعب والشوري, أن وتصدر هذه الأحكام بصورة لا يرضي عنها الشعب ولا تحقق مطالبه. وطالب الجميع بوقف الاعتصامات والتظاهرات وأن يتحول كل ذلك إلي ارض الواقع عملا جادا في كل المجالات. واكد الشيخ أحمد المحلاوي أن قطع الطرق وقطع خطوط السكك الحديدية هي من سمات المفسدين في الأرض وان الله لا يحب المفسدين. وأنطلقت المسيرات لعدة اتجاهات, الأولي إلي المنطقة الشمالية العسكرية, والثانية توجهت إلي منطقة وميدان محطة مصر, والثالثة إلي ميدان فيكتور عمانويل الذي يشهد اعتصام محدود منذ مساء الأربعاء الماضي بينما توجهت مسيرة إلي مقر الإذاعة والتليفزيون بمنطقة باكوس بالإسكندرية. ومن جانبه أكد الدكتور محمد باهي الفقيه الدستوري وعضو لجنة التعديلات الدستورية ان المجلس العسكري وفقا للاعلان الدستوري لا يملك تسليم السلطة إلا من خلال خارطة مراحل التعديلات الدستورية, وان الاعلان الدستوري ينص علي صلاحيات المجلس في تفويض صلاحياته لأحد أعضائه فقط ولا يملك تسليم السلطة.. وأكد المهندس علي عبدالفتاح القيادي البارز لجماعة الإخوان تأكيد الحرية والعدالة علي رفض تسليم السلطة لرئيس مجلس الشعب والالتزام بالاستحقاقات الدستورية. وأكد عبدالرحمن الجوهري المنسق العام للائتلاف المدني الديمقراطي الذي يضم عددا من الحركات والقوي والأحزاب الليبرالية, التأكيد علي سلمية الثورة والتظاهرات وعدم التواجد بالقرب من ميدان فيكتور عمانويل ورفض فكرة الاعتصام والتأكيد علي المطالب بالمظاهرات السلمية.