يعود استخدام مصطلح "الأمن" إلى نهاية الحرب العالمية الثانية بحثا عن كيفية تحقيق الأمن وتلافي الحرب، وكان من نتائجه بروز نظريات الردع والتوازن. ولعل أدق مفهوم "للأمن" هو ما ورد في القرآن الكريم في قوله - سبحانه وتعالى -: "فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِنْ جُوعٍ وآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ". ومن هنا نؤكد أن الأمن هو ضد الخوف، والخوف بالمفهوم الحديث يعني التهديد الشامل، سواء منه الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي، الداخلي منه والخارجي. ولقد ظل الأمن لفترة قريبة يركز علي البعد العسكري الذي يعني استخدام القوة العسكرية أو التهديد باستخدامها إلا ان اتساع مفهوم الإستراتيجية الشاملة للدولة يشمل الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخارجية وحتي النفسية للدولة جعل الأمن القومي يمتد ليشمل جميع المجالات وتعددت مفاهيمه إلا ان هناك إجماعا علي ان الأمن القومي هو المحافظة علي امن الوطن والمواطنين كذلك المحافظة علي وحدة المجتمع في نسيج اجتماعي واحد.. وبالنسبة لمصر, كان وصول نحو 12 مليون قطعة سلاح ثقيل إلي مصر، معظمها من ليبيا، خلال العامين الأخيرين ووجود ذلك مع أفراد أو تنظيمات سرية أو غير مسجلة مثل تحديا خطيراً للأمن القومي المصري هذا بالطبع بالإضافة الي الإفراج والعفو عن بعض القتلة والإرهابيين خلال عام اسود كئيب. وبالتالي تواجه مصر حالياً تحديات داخلية وإقليمية ودولية لأمنها القومي غير مسبوقة، وتستدعى جميعها يقظة الإعلام المصرى القومي والحزبي والخاص على اختلاف توجهاته السياسية والفكرية في دعم الدولة للتعامل الأمثل مع هذه التحديات.فمصر تحتاج إلى تعبئة عامة شعبية ضد الحرب على الإرهاب، لأن هذه المهمة لا تخص وزارة الداخلية فقط، وإنما جميع أفراد الشعب وأجهزة الدولة وأحزابها ومنظماتها.لقد أصبحنا جميعنا مهددين....وكل هذا من اجل شرعية شابها التزوير والتلفيق والموْمرات الشيطانية لتركيع أم الدنيا. الأمن القومي المصري الآن يستلزم استخدام جميع الموارد الممكنة والمتاحة ومصادر الدولة الرئيسية من أجل تحقيق أهداف وغايات ومصالح الدولة العليا وحمايتها ضد العدائيات والتهديدات. أنا شخصيا أتوقع رفع حالة الطوارئ القصوى وإعلان حظر التجول خلال الأيام المقبلة ...فذلك هو الحل الوحيد لمواجهة حالة الانفلات الأمني التي نعيشها. ولكن كل هذا لا جدوى منة بدون تسليح عالي لجهاز الشرطة وبدون قضاء نافذ وأحكام قاطعة وسريعة. وانهي مقالي بكلمة ديفيد كاميرون , الوزير البريطاني حين صرح بعد مواجهة بلادة لبعض التظاهرات " لا تحدثني عن حقوق الإنسان حين يتعلق الأمر بالأمن القومي"....فما بالكم بما يحدث فينا من ترويع و تفجيرات واغتيالات وتخريب وتعطيل يومي من قبل قلة تنتمي لجماعة إرهابيه وتنظيمات متطرفة !!. بأختصار شديد...مصر في حالة حرب. [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى