أكدت الخارجية المصرية مجددا دعمها الموقف الفلسطينى فى إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، علاوة على تسوية مشكلة اللاجئين. وأوضح بيان للخارجية أمس، أن مصر تابعت ما بذل خلال الفترة الماضية منذ استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وتقدر ما بذله وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى من جهد حثيث، وقال البيان ولاشك أننا فى مصر تتطلع إلى التوصل لاتفاق بين الفلسطينيين وإسرائيل خلال الإطار الزمنى المقترح للتفاوض، والتوصل إلى تسوية شاملة فى المستقبل القريب بناء على مرجعيات عملية السلام والقرارات الدولية ذات الصلة. وأكدت الخارجية أن مصر لن تدخر جهدا من أجل الوصول إلى تلك الغاية، وسوف تستمر فى اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية إقليميا ودوليا لحثها على العمل للتوصل إلى التسوية المأمولة وعلى تحمل مسئولياتها فى هذا الصدد. وقد توالت ردود الفعل على القرار المفاجئ للقيادة الفلسطينية أمس الأول بتوقيع أكثر من 15 اتفاقية دولية تعزز من وضعها فى مواجهة إسرائيل و زيادة الضغوط على الولاياتالمتحدة التى تبذل جهودا مضنية لإعادة محادثات السلام الى مسارها. وقال صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إن اتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكولات الملحقة بها تأتى فى مقدمة الاتفاقيات الدولية التى وقعها عباس. وأوضح رأفت أن تلك الاتفاقيات تنظم عمليا العلاقة بين قوة الاحتلال الإسرائيلى وبين الدولة والشعب الفلسطينى الخاضع للاحتلال، وأضاف أنه وفقا لهذه الاتفاقيات فإن كل ما ترتكبه إسرائيل من مخالفات للقانون الدولى هى جرائم حرب وفى مقدمتها الاستيطان. وترددت أنباء عن إلغاء جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى زيارته لرام الله أمس بعد أن أعلن الرئيس الفلسطينى محمود عباس هذه القرارات أمس الأول فى اجتماعه مع مسئولين كبار بمنظمة التحرير، إلا أن كيرى أكد توجهه لرام الله لمقابلة الرئيس الفلسطينى. وقال كيرى فى مؤتمر صحفى عقده فى بروكسل إن الولاياتالمتحدة ستواصل اتصالاتها بالجانبين الفلسطينى والإسرائيلى لإيجاد أفضل السبل للمضى قدما، مشيرا إلى أنه ظل طوال اليوم على اتصال بالبيت الابيض وبجميع الاطراف، وحث كيرى الجانبين على ضبط النفس، مشيرا إلى أن الرئيس الفلسطينى مازال ملتزما بمواصلة المفاوضات، وأكد أن واشنطن فخورة وعلى استعداد لمواصلة جهودها لتسهيل عملية السلام فى الشرق الاوسط غير ان القادة من الجانبين عليهم اتخاذ القرارات، قائلا إن الأمر متروك لهم ليقرروا ماذا هم على استعداد لعمله من اجل المستقبل ومن اجل المنطقة ومن اجل السلام. من جانبه، حذر وزير السياحة الإسرائيلى عوزى لانداو أمس من ان مسعى الفلسطينيين الجديد للانضمام الى منظمات الاممالمتحدة والمعاهدات الدولية قد يدفع الدولة العبرية الى ضم اراض فى الضفة الغربيةالمحتلة. وقال للاذاعة العامة الإسرائيلية اذا كانوا يهددون الآن بالذهاب الى منظمات الأممالمتحدة فعليهم ان يعرفوا امرا بسيطا: سيدفعون ثمنا باهظا. فى غضون ذلك، دعت حركة «حماس» الرئيس عباس أمس إلى وقف المفاوضات مع إسرائيل. واعتبر سامى أبو زهرى الناطق باسم الحركة فى بيان صحفى، أن توقيع عباس وثائق الانضمام إلى 15 معاهدة دولية «خطوة متأخرة»، وقال إن حماس تدعو لاعتماد استراتيجية وطنية توافقية ووقف المفاوضات وأى محاولات لتحسين شروط التفاوض. واعلن الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه تقرر عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية الأربعاء المقبل بناء على طلب رسمى من قبل الرئيس الفلسطينى محمود عباس تقدم به للأمانة العامة، وذلك لبحث تطورات القضية الفلسطينية ووضع بدائل وخيارات التحرك العربى الى جانب القيادة الفلسطينية خاصة بعد قرارها الانضمام الى المنظمات والمؤسسات الدولية.