جاء اعلان المشير عبد الفتاح السيسى لترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية المقبلة بمثابة رصاصة الرحمة على مخططات الادارة الامريكية وحلفائها لما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الكبير القائم على خطط تقسيم المنطقة والدول العربية الى دويلات طائفية بعد تفتيتها من خلال الفوضى الخلاقة والحروب الداخلية كما حدث فى السودان والعراق ومازال يحدث فى ليبيا وسوريا لكن محاولتهم تجاه مصر اسقطتها ثورة الشعب فى 30 يونيو التى انحاز لها الجيش بقيادة المشير السيسى فصار بطلا قوميا ليس فقط فى عيون المصريين ولكن كل الشعوب العربية فالمخطط الأمريكى كان ومازال يهدف لتفتيت الدول العربية لتمكين اسرائيل من السيطرة على المنطقة ومنح الفلسطينيين وطنًا بديلًا فى سيناء لكى تضع إسرائيل يدها على كامل التراب الفلسطينى ، وهو أمر كاد يحدث لولا ثورة 30 يونيو وسقوط حكم الإخوان ، الذى أسقط معه أحلام أمريكا فى تحطيم الجيش المصرى وفى إقامة وطن بديل للفلسطينيين فى سيناء . وكانت الولاياتالمتحدة قد مارست ضغوطا أكبر مما يتصور أى شخص على الجانب المصرى للحيلولة دون ترشح السيسى للانتخابات الرئاسية المقبلة وهى تخشى ميلاد جمال عبد الناصر من جديد فى شخص السيسى ، الذى أجهض ومعه الشعب المصرى والمؤسسة العسكرية مخطط تقسيم الشرق الأوسط إلى عدة دويلات وتحويله إلى منطقة معارك بين السنة والشيعة، والمخطط بدأته أمريكا منذ احتلال العراق عام 2003 عندما تخلصت من أحد أقوى الجيوش العربية، ولم يعد أمامها سوى الجيش المصري، وكل هذا من أجل الحفاظ والحرص على أمن إسرائيل . فلم تتصور لا أمريكا ولا حلفاؤها أن تعانى مرة أخرى من فوبيا الزعيم القادم من قلب المؤسسة العسكرية , وكانت أمريكا وحلفاؤها قد نسيت أن يقوم الجيش الوطنى بدور فى حماية الدولة وهويتها وتاريخها ومستقبلها , ومنذ أن ظهر المشير السيسى فى المشهد السياسى انتابت أمريكا وحلفاؤها فوبيا قديمة ومتجددة ورعب اسمه (ناصر فوبيا) , ومنذ 3 يوليو 2013 بدأت مراكز الأبحاث فى أمريكا وأوروبا تبحث الظاهرة بقدر كبير من الحذر والخوف والتحريض. وقال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأسبق الجنرال هيو شيلتون فى احد تصريحاته معقبا على مأزق ادارة أوباما: ( وجدت إدارة الرئيس الامريكى أوباما نفسها فى مأزق كبير بعد أن كشف السيسى المؤامرة الأمريكية لزعزعة الاستقرار فى مصر، وحال دون أن تتحول مصر إلى سوريا أخرى، وقضى على مشروع الشرق الأوسط الجديد ) . وبالطبع كان التحليل يشير إلى السيسى بلقب ناصر القرن ال21 الذى يقود مصر بعد 30 يونيو فى اتجاه اعادة مسيرة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى المنطقة العربية لأن دور السيسى فى مصر ما بعد 30 يونيو سيعلو من شأن الجيوش الوطنية فى المنطقة، ويعيد سيرة أسوأ ما تكره أمريكا وحلفاؤها.. سيرة الجيش الوطنى الذى يلتف الشعب حوله ، ويثق فى وطنيته وإخلاصه واستعداده لحماية الوطن والمواطن على حد سواء.. ونجاح مصر فى خارطة الطريق سوف يوجد سيسى فى كل بلد عربى، وسيعلى من مبدأ أن الجيش هوعمود الخيمة فى كل بلد عربى , لذا فظهور السيسى فى المشهد من 30 يونيو 2013 كان بمثابة الصدمة لكل الراغبين والفرحين بسقوط معظم جيوش المنطقة العربية . ورعب أمريكا وحلفاؤها هو من أن ينفذ السيسى وعده بمساندة مصر لكل الجيوش العربية وشعوبها فى حربهم ضد فرض الخريطة الأمريكية على المنطقة.. هذا هو السبب الحقيقى وراء ظاهرة (السيسى فوبيا) , لأن الإدارة الأمريكية لا تقبل بوجود حاكم قوى مستقل فى الشرق الأوسط يدعم القضايا والهوية العربية فهى تريد حكاما على مقاسها الخاص كما فى حالة قطر والاخوان فى مصر , فدعم أمريكا للإخوان ومرسى كان فقط لتعاونهم الكامل واعتمادهم على أمريكا , وجميعا نعلم موقف أمريكا من القادة الذين وقفوا فى وجه خططها مثل جمال عبد الناصر فى مصر وعبد الكريم القاسم فى العراق وآخرين فى الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية. وبشكل عام، فإن الولاياتالمتحدة ترى أن السيسى يمثل نفس الخطر، فهو بطل شعبى مكنته أغلبية كاسحة ، واستطاع الحصول على دعم القوات المسلحة والشرطة وأجهزة الامن والمخابرات فى مصر وكل الدول العربية فضلا عن دعم شعبى عربى غير مسبوق , فأطاح بالمشروع الأمريكى الذى يدعم صعود قوى الإسلام السياسى فى الشرق الأوسط لتنفيذ الخطط الأمريكية الخاصة بالشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة التى ستتبعه و أصبح أقوى عدو للإسلام السياسى والجماعات الإرهابية، لاسيما الإخوان، المدعومين من باراك أوباما سياسيا وماديا.