بعد نصف قرن من التربع على عرش (الدمى)، ظهرت منذ شهور قليلة منافسة جديدة ل «باربى » والتى كانت العروسة الأشهر فى عالم البنات .. وهى «لاميلى « والعروسة الجديدة تظهرفى شكل جديد اعتبر ثورة فى كيفية تفكير البنات فى مظهرهن وقد لاقى هذا المظهر الجديد إعجابا شديدا من الملايين من مستخدمى الانترنت.. «نيكولاى» لام مصمم العروسة الجديدة يؤكد أنه أراد من خلال هذا التصميم الجديد أن يثبت أن الجمال نسبى وأن خير الأمور أوسطها خاصة بعد ما أثبتت الأبحاث أن الفتيات اللاتى يلعبن بعروسة نحيفة يأكلن أقل فيما بعد ، وهو ما دفعه إلى تغيير نسب العروسة الجديدة لتصبح أكثر واقعية ومقاربة إلى الجسم البشرى لشابة أمريكية فى التاسعة عشر من العمر ،وهى نسب مدروسة ومحددة من المنظمة الأمريكية للوقاية للحد من الأمراض كما أنها تتمتع بميزة أخرى وهى القابلية لثنى الرسغين والركبتين والكوعين والرجلين وهو ما يسمح لها بممارسة الرياضة والأنشطة المختلفة على عكس باربى التقليدية التى لا تستطيع تحريك مفاصلها وتقف على أطراف أصابعها طوال الوقت، كذلك نلاحظ أن لاميلى لاتضع مساحيق تجميل واضحة مثل منافستها. أما الملابس فقد اختار لها شكلا مختلفا أيضا من خلال تصميم ملابس تناسب كل يوم «كشورت جينز وتى شيرت وحذاء رياضى». وقد دشن المصمم «لام» حملة ضخمة لتمويل تصنيع العروسة الجديدة تهدف إلى توفير الحد الأدنى لبدء التصنيع وهو 95 ألف دولار ويأمل أن يغزو سوق لعب الأطفال، و على الرغم من شعبية باربى المستمرة إلا أنه يرى أن المستهلكين بحاجة للتغيير. وجدير بالذكر أن الذى سيقوم بتصنيع العروسة الجديدة فى حال توفر الميزانية المطلوبة هو «روبرت رامبو» النائب السابق لرئيس شركة ماتل التى صنعت باربى. وتؤكد د.حنان عزام أستاذ مساعد الطب النفسى بجامعة عين شمس تأثير الشكل الخارجى للعرائس على نظرة البنات لشكلهن الخارجى ولكنها ترى أن هذه اللعب واحدة من عوامل كثيرة أدت إلى انتشار اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبى واضطراب الشره العصبى الذى انتشر مؤخرا رغم ظهوره فى أواخر التسعينيات وأوائل سنة 2000 ، فإلى جانب العامل الوراثى ودوره فى ظهور هذه الأمراض إلا أن الجانب الاجتماعى المرتبط بشكل الجسم كما يصوره الإعلام من خلال الإعلانات والمجلات وعارضات الازياء والتى تروج للنحافة على أنها الشكل المثالى دور مهم جدا ، فقد توصل الخبراء فى دول العالم المتقدم إلى ارتباط زيادة انتشار اضطراب فقدان الشهية بشكل خاص بنظرة الفتاة إلى هذا الشكل المثالى المفترض مما دفعهم إلى التقليل من التركيز الإعلامى على النحافة الزائدة والترويج لها من خلال عارضات الأزياء والإعلانات وغيرها وبدأ الترويج لملكة جمال السمنة وغيرها من الأفكار التى تساعد فى تغيير نظرة الفتيات والسيدات إلى مفهوم الجمال. وتؤيد د.حنان فكرة العروسة الجديدة ولكنها تأمل فى أن نصنع عروسة مصرية تعبر عن هويتنا وثقافتنا وليست العروسة الخليجية ولا الأمريكية التى تروج فقط للشكل الأجنبى مثل الشعر الأصفر والجسم النحيف.
