حسم وزراء الخارجية العرب الخلاف بشأن الدولة التي ستترأس القمة القادمة في دورتها السادسة والعشرين، وتم الإتفاق أمس خلال اجتماعهم التحضيري للإعداد للقمة المرتقبة غداً علي أن تتولي مصر رئاسة الدورة. أكد خالد سليمان الجارالله وكيل وزارة الخارجية الكويتي ذلك « للأهرام» ، في تصريحات عقب اختتام الإجتماع. وقال الجارالله ان دولة الكويت بقيادة أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح ستتولى خلال القمة وما بعدها مسئولية تنقية الأجواء العربية في ظل تفاقم الخلافات بين عدد من الدول العربية، نافيا بشدة ان يتم عرض الخلاف القطري مع كل من السعودية والبحرين والإمارات خلال القمة الحالية. وعقد وزراء الخارجية العرب أمس اجتماعا تحضيريا للقمة العربية العادية فى دورتها ال 25 برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتى الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وذلك بعد أن تسلم الرئاسة من وزير خارجية دولة قطر خالد بن محمد العطية بصفة بلاده رئيسا للدورة السابقة للقمة العربية ال24. ودعا الوزراء خلال الاجتماع مجددا الى وقف النار فى سوريا والى اتخاذ مجلس الامن قرارا ملزما فى هذا الاطار. وشارك وزير الخارجية نبيل فهمى فى الاجتماع التحضيرى للقمة. وناقش الاجتماع، الذى رأسه النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتى، مشروع جدول أعمال القمة فى صورته النهائية، ومايتضمنه من ملفات سياسية واقتصادية تتصدرها القضية الفلسطينية وتطورات الصراع العربى الاسرائيلى ومستجداته، وكيفية تفعيل مبادرة السلام العربية، والازمة السورية وآفاقها المستقبلية . وركز اجتماع وزراء الخارجية العرب على العديد من القضايا الأساسية، ومنها متابعة القضية الفلسطينية والصراع العربى الإسرائيلى وتفعيل مبادرة السلام العربية، كما يتناول ملف الشرق الأوسط الرفض المطلق والقاطع للاعتراف بيهودية إسرائيل . وشملت المناقشات كذلك بحث التضامن العربى الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسى والاقتصادى وتطورات الوضع فى ليبيا واليمن ودعم السلام والتنمية فى السودان. وتتناول المناقشات أيضا أمن الحدود والإرهاب الدولى وسبل مكافحته وبناء القدرات الوطنية فى المسائل المتعلقة بالإرهاب ومنع الإرهابيين من الاستفادة من مدفوعات الفدية ومن التنازلات السياسية مقابل إطلاق سراح الرهائن.كما يناقش الاجتماع ملف تطوير منظومة العمل العربى المشترك , والملفين الاقتصادى والاجتماعى المرفوعين من وزراء المال والاقتصاد العرب , ومشروع النظام الاساسى للمحكمة العربية لحقوق الانسان الذى أعدته اللجنة رفيعة المستوى للخبراء القانونيين العرب تنفيذا لقرار القمة العربية بالدوحة فى مارس الماضى وموافقتها على انشاء هذه المحكمة . من جانبه، وصف النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتى الشيخ صباح خالد الصباح الازمة السورية التى دخلت عامها الرابع بانها "المأساة الاكبر فى التاريخ الانسانى المعاصر". وقال "نجدد مطالبتنا السلطات السورية وقف القصف العشوائى باستخدام البراميل المتفجرة وروفع الحصار عن المدنيين. كما طالب الوزير الكويتى ب"محاسبة المسئولين عن ارتكاب الجرائم ضد الشعب السورى الشقيق. ومن جانبه، أكد نبيل العربى الامين العام للجامعة العربية فى افتتاح اجتماع وزراء الخارجية أن المبعوث الدولى العربى الخاص للازمة السورية الاخضر الابراهيمى سيقدم تقريرا عن عمله أمام القمة،موضحا أن القضية الفلسطينية بدورها ستكون على رأس أولويات القمة". وحول الأوضاع فى سوريا وما يحدث بها من عنف ونزاع طالب العربى بتشكيل هيئة حاكمة انتقالية بما يضمن تحقيق مطالب الشعب السورى وتحقيق الأمن والاستقرار, مشيرا إلى أنه لابد من توفير الدعم الكامل للشعب السوري، ومشددا على ضرورة إصدار قرار بوقف أعمال العنف والتدمير التى تتعرض لها الدولة السورية - وعقب انتهاء كلمة العربى عقد الوزراء العرب جلسة مغلقة لمناقشة البنود التى يتضمنها جدول الأعمال. وقد عقد وزراء الخارجية جلسة عمل مغلقة بعد الجلسة الافتتاحية لإقرار مشروع جدول الأعمال الذى يتضمن 9 بنود، فى مقدمتها التقارير المرفوعة للقمة العربية، منها تقرير رئاسة القمة عن نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات ، تقرير الأمين العام عن العمل العربى المشترك وملاحقه ، وتطوير الجامعة العربية ومشروع النظام الأساسى للمحكمة العربية لحقوق الإنسان، والقضية الفلسطينية والصراع العربى الإسرائيلى ومستجداته وتتضمن مبادرة السلام العربية ومهمة الوفد الوزارى العربى المنبثق عن لجنة السلام العربية ودعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطينى والجولان السورى المحتل والتضامن مع لبنان ودعمه.