تقع محمية «وادى سنور» في قلب صحراء محافظة بني سويف، تحديدا علي بعد 70 كيلو مترا شرق مدينة بني سويف ونحو 200 كيلو متر عن القاهرة. علي شكل شبه منحرف، تبلغ مساحة المحمية 113 كم2. ويقول الدكتور جبيلي أبو الخير، مدير المحمية: تتميز محمية كهف وادي سنور بوجود العديد من الكهوف السطحية والتحت للسطحية التي نتجت عن حركات الطبقات الأرضية. وأهم مايميز محمية كهف وادي سنور، هو الكهف الذي أعلنت من أجله المحمية والذي اكتشفه عمال المحاجر عام 1989 في أثناء أعمال البحث عن خام الألبستر. ويسمي كهف وادي سنور، نسبة لوادي سنور الذي يقع فيه الكهف. وهو كهف تحت سحطي هلالي الشكل يمتد طوله نحو 275 مترا تحت سطح الأرض يصل عمقه إلي 15 مترا، في حين يصل عرض الكهف الي 15 مترا تقريبا. ويستطيع الزائر الدخول للكهف عن طريق فتحة واحدة صغيرة، ترتفع عن الأرض نحو ثلاثة أمتار والتي توجد في منتصف الكهف تقريبا والتي تم فتحها أثناء أعمال التحجير والبحث عن الألبستر. ويضيف أبو الخير أن كهف وادي سنور تكون نتيجة لذوبان خام الألبستر أو كربونات الكالسيوم، الذي أذابته المياه الجوفية الناجمة عن سقوط الأمطار والتي تسربت الي باطن الأرض مكونة شبكات من الادوية أو مجاري المياه، محدثة هذا التجويف في باطن الأرض ينقسم الكهف إلي صالتين رئيسيتين وهما الصالة اليمني والصالة اليسري الصالة اليمني هي الأهم فهيم تحتوي علي مجموعات هائلة من التكوينات الجيولوجية متعددة الأشكال والمناظر، منها النباتية والحيوانية وأيضا الأدمية، بالإضافة إلي الستاتر والصواعد، وهي عبارة عن أعمدة تخرج من الأرض ، والهوابط،، وهي تلك الأعمدة التي تتدلي من سقف الكهف كالثريا. بدأت تظهر كل هذه التكوينات الجيولوجية، رائعة الجمال، بعد انخفاض مستوي المياه الجوفية، وقد أصبح الكهف فارغا من المياه ومملوءا بالهواء. وهنا يستطرد أبو الخير قائلا »خلال الفترات المطيرة، منذ نحو 45 مليون سنة الموافق لعصر الإيوسين الوسيط ، بدأت تتسرب مياه الأمطار وتتغلغل بين الشقوق إلي أن وصلت لسقف الكهف الفارغ ، حيث بدأت هذه المياه في »التنقيط« قطرة قطرة من السقف وبصورة بطيئة جدا وعند تعرض القطرات المائية، بطيئة الحركة، لهواء الكهف الغني بثاني أكسيد الكربون، تم تركيز مادة الكالسيت ( كربونات الكالسيوم) فيها حيث تتركز هذه المادة الجيرية علي هيئة حلقة تحيط بحواف القطرة المائية. يري أبو الخير أن كهف وادي سنور يعد واحدا من أهم المزارات السياحية بمصر وذلك لمنظرة الطبيعي الذي لايوجد له مثيل في العالم وكذلك قربه من القاهرة، وبالرغم من كل تلك المقومات التي تضع محمية كهف وادي سنور في مصاف المزارات السياحية والعلمية العالمية، إلا أنه موقع يعاني من التهميش ويفتقر امكانيات الإعاشة اللازمة للعاملين والباحثين بالمحمية. ويضيف المدير أن المحمية في حاجة ماسة لسيارات دفع رباعي لزوم التنقل داخل الصحراء، حيث إن المحمية تقع في قلب الصحراء، علي بعد 30 كم من الطريق الممهد. كما يؤكد الأستاذ جبيلي علي أهمية تنفيذ الدراسات السابقة لترميم ماحول الكهف وعمل مدخل أمن لزيارة الكهف . بالإضافة إلي عمل مسوح رادارية لاكتشاف ماحول الكهف والبحث عن كهوف أخري . كما يلزم أيضا دراسة النباتات الصحراوية التي تنبت في وديان المحمية المختلفة وإمكانية استغلالها.