الداخلية تواصل توجيه القوافل الإنسانية والطبية بالمناطق الأكثر إحتياجا تحت شعار "كلنا واحد"    أبرزها إعلان النتيجة.. تفاصيل مجلس جامعة القاهرة برئاسة الخشت    تفاصيل آخر تطورات الانتهاء من التشكيل الوزاري والمحافظين وحلف اليمين    القوات المسلحة و30 يونيو حماية إرادة شعب.. والقضاء على الإرهاب.. ثم طفرة تسليحية غير مسبوقة    260 عملية إرهابية عامي 2013 و2014.. الرئيس السيسي: 30 يونيو نطقت بالقول الفصل بين الوطنية المصرية الخالدة وبين محاولات خطفها أو هدمها    البوصلة    محافظ الغربية يتفقد مستجدات الأعمال بحضانة محلة مرحوم ومركز خدمات مصر    «مكتسبات ثورة 30 يونيو».. تفاصيل المشروع القومي لتنمية سيناء (فيديو)    رئيس جامعة مصر للمعلوماتية: الدولة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوثيق وترميم الآثار وإدارة المتاحف منذ التسعينيات    الطريق الثالث .. استدعاء (الضرورة) للأستاذ هيكل من بين الكتب إلى ساحة الحرب فى غزة (5) لبنان.. «رهين» حزب الله.. بين مصاعب «الانسحاب» وأطماع «أرض الميعاد»    «الكورة فين».. دورى «عامر» بالمشاكل فى منظومة بدون «علام»    حقيقة دخول المصري البورسعيدي في مفاوضات للتعاقد مع محمود علاء (خاص)    كلاتنبرج يكشف سبب استبعاد محمد الحنفي من إدارة مباريات الدوري في عهده    «رد رسمي».. عضو الزمالك يكشف آخر تطورات ملف تجديد زيزو    قرار عاجل ضد كهربا في الأهلي.. وكواليس غضب كولر بسبب أزمة المران    "خدنا 3 من 4".. متحدث الزمالك يكشف أسباب خوض مباراة سيراميكا    ضبط 3 أشخاص بتهمة النصب على صاحب معرض أدوات منزلية بالجيزة    الداخلية: ضبط 8 عصابات و211 سلاحا ناريا خلال يوم    واقعة في دولة عربية .. حقيقة تداول فيديو لسائق يستعرض بسيارته ويعرض حياة المواطنين للخطر    المخدرات على كل شكل ولون.. الاستماع لأقوال 10 من أباطرة الكيف بالمطرية    القصة الكاملة لظهور نجوى كرم مع زوجها فى حفلها الأخير برومانيا .. اعرف التفاصيل    سينما 30 يونيو    "بالوشاح الفلسطيني".. إيمان العاصي تشارك أخيها "يوسف" الاحتفال بتخرجه    قتيلان لحزب الله فى غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة بالجنوب اللبنانى    الدخول مجانا.. حمو بيكا وشحتة كاريكا يحييان حفلا غنائيا اليوم    قبل بدء العام الهجري الجديد.. تعرف على أسباب تسمية شهوره    مدير الرعاية الصحية بالإسماعيلية يراجع المخزون الاستراتيجي للمستلزمات الطبية (صور)    رئيس جامعة المنوفية: بدء اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنشاء معهد الأورام    محافظ الإسكندرية يطلق حملة من بدري أمان للكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية المختلفة    نتيجة دبلوم تجارة.. رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2024 دور أول بوابة التعليم الفني    رئيس اللجنة الأولمبية يهنئ السيسي بذكرى ثورة 30 يونيو: أسست لجمهورية جديدة    أستاذ علاقات دولية: ثورة 30 يونيو أجهضت مخططات الإخوان لتقسيم مصر    وائل الدحدوح ل "الصحفيين العرب" : نتوقع منكم الكثير والمزيد من الدعم والضغط من أجل وقف الاعتداءات    انتشال جثمان طفل غرق في شاطئ الزراعيين غرب الإسكندرية    بداية من اليوم.. عودة خطة تخفيف أحمال الكهرباء ساعتين يوميًا    صناعة الحبوب: ثورة 30 يونيو حافظت على أمن الوطن والتوسع في المشروعات القومية    هل الصلاة في المساجد التي بها أضرحة حلال أو حرام؟..الإفتاء توضح    إدارة الحوار الوطني تهنئ المصريين بذكرى ثورة 30 يونيو: سطروا بها ملحمة وطنية فريدة    السيدة انتصار السيسي: أدعو المصريين إلى استلهام روح 30 يونيو لمواجهة التحديات    بمشاركة 289 عملا.. اختتام الدورة 24 للمهرجان العربي للإذاعة والتليفزيون بتونس    عبدالغفار يبحث مع «الصحة العالمية» إجراءات حصول مصر على الإشهاد الدولي بالخلو من مرض الملاريا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 30-6-2024    أسعار الخضراوات اليوم 30 يونيو في سوق العبور    مفيدة فوزي تحتفل بعقد قران ابنتها بوصلة رقص داخل مسجد وتثير الجدل    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى بولاق الدكرور دون إصابات    النشرة المرورية.. سيولة بحركة السيارات بمحاور القاهرة والجيزة فى إجازة 30 يونيو    هيئة بريطانية تتلقى بلاغاً عن حادث قرب ميناء المخا اليمنى    ملخص وأهداف مباراة الأرجنتين ضد بيرو 2-0 فى كوبا أمريكا    صيغة بايدن الجديدة لوقف الحرب فى غزة.. لماذا لا ينبغى أن ينجح بايدن؟    أبو الغيط يكشف صفحات مخفية في حياة الرئيس الراحل مبارك وتوريث الحكم وانقلاب واشنطن عليه    أبو الغيط يلتقي وزير خارجية الصومال    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأحد 30 يونيو    هفوة جديدة.. بايدن يخلط بين فرنسا وإيطاليا والحروب العالمية    شاهد محمد أبو تريكة يصنع الحدث في مواقع التواصل بعد احداث مباراة المانيا والدنمارك ... خالد منتصر يسخر من تصريحات محمد أبو تريكة    ما هي أول صلاة صلاها الرسول؟.. الظهر أم العصر    من هو أول من وضع التقويم الهجري؟ ولماذا ظهر بعد وفاة الرسول؟    حظك اليوم برج القوس الأحد 30-6-2024 مهنيا وعاطفيا    5 علامات تدل على خلل الهرمونات بعد الحمل.. لاتتجاهليهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأزمة الأوكرانية وثأر الجغرافيا السياسية
نشر في الأهرام اليومي يوم 09 - 03 - 2014

هل ما يجرى فى أوكرانيا من صراع له انعكاسات على الأوضاع فى الشرق الأوسط ؟... تتجاوز المسألة الأوكرانية فكرة الانتقام الأمريكى السريع الذى تم تدبيره على عجل للقصاص من روسيا، بسبب مواقفها الداعمة للقوى الجديدة الوليدة فى الشرق الأوسط، غير أن ذلك لا ينفى أيضا وجاهة القول بأن مواقف روسيا من سوريا ومصر وليبيا والمملكة العربية السعودية، قد عجلت بلحظة القصاص الأمريكى .
لم تكن أوكرانيا فى واقع الحال بعيدة عن المخططات الأمريكية تلك التى تتشابه مع مخططات الربيع العربى المزعوم، وهو الأمر الذى أشارت إليه مصادر بحثية واستخباراتية عدة، حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، من عينة مركز «ستراتفور»، وجميعها أشارت إلى الدور التخريبى الهدام الذى قادته واشنطن ضد «كييف» وقد اعتبرت أن ما جرى فى الأيام الماضية، يعد بمثابة رسالة تحمل إنذارا بالأسوا القادم، لاسيما أن روسيا كانت الحاجز والمانع الذى حال دون انفراد واشنطن بسوريا وتوجيه ضربة عسكرية لها، وموسكو كذلك يجب أن تدفع الثمن من وجهة النظر الأمريكية لأنها دعمت ثورة المصريين فى 30 يونيو، وهى التى بات المصريون يتطلعون إليها من جديد كحليف وصديق استراتيجي، وروسيا كذلك غير مرض عنها بسبب مباركتها للتحالف المصرى السعودى الجديد، الذى يرفض الارتباك الواضح والفاضح لإدارة أوباما فى الشرق الأوسط، والكوارث التى جلبها هذا التردد على شعوب المنطقة.
وباختصار القول يمكن القطع إن الدور الروسى الجديد فى الشرق الأوسط قد أسهم إلى حد بعيد فى تغيير الصورة الجيوسياسية فى المنطقة، ولهذا يمكن قبول فكرة الدعم الأمريكى السريع للقوى الأوكرانية التى تدين بالولاء للاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، والتى تلعب دور مخلب القط والخنجر فى خاصرة روسيا .
هل كان على واشنطن وبروكسيل العمل سريعا فى الحقل الأوكرانى حتى تصل الرسالة كذلك لقادة وزعماء الشرق الأوسط كى يعيدوا ترتيب أوراق تحالفاتهم، مستبعدين روسيا منها انطلاقا من الرهان على عدم مقدرة موسكو فى الوقت الراهن على التفرغ لغير الملف الأوكراني؟.
خذ إليك، ما كتبه «دنيس روس» مدير إدارة التخطيط السياسى فى وزارة الخارجية الأمريكية سابقا، عبر مجلة «نيوريببليك» الأمريكية، حيث اعتبر أنه على واشنطن فرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضد روسيا وتقديم دعم اقتصادى قوى لأوكرانيا، حتى يدرك العرب والشرق أوسطيون أن يد أمريكا لا تزال قوية، وأنها لن تتراجع عن قيادة العالم، ولن تسمح لبوتين وأنداده بتجاهل المعايير الدولية والاستناد إلى القوة الغاشمة كعملة وحيدة فى الميدان الدولي.
الاستحقاقات الأوكرانية على الأحداث الشرق أوسطية تحمل ولاشك علامة استفهام مؤكدة «هل ما يجرى فى أوكرانيا سينعكس بالسلب على الحضور الروسى العائد من جديد إلى العوالم والعواصم العربية كما تبدى المشهد مؤخرا؟
ربما يكون من المبكر بالفعل القطع بالجواب، والذى يتراوح بين اتجاه يذهب إلى أن الأزمة سوف تبعد موسكو بصورة مؤقتة عن الملفات الساخنة، لاسيما وأن نظام بوتين سوف يكرس جل اهتمامه للداخل الروسي، حيث أن ما جرى فى «كييف» يخشى أن يكون بمثابة جرس إنذار لسيناريو معد بالفعل لإحداثه داخل روسيا نفسها للخلاص من القيصر الروسى الجديد الذى بات مزعجا للغرب عامة وللعم سام خاصة.
مذاهب أخرى تذهب إلى أن الأزمة الأوكرانية ستنتهى سريعا فلا أحد يريد إشعال حرب باردة أو ساخنة جديدة حول العالم، خوفا من انهيار اقتصادي، قبل الخوف من المواجهات العسكرية، وعليه فإن خطط التعاون العربي، الشرق أوسطى مع روسيا لن تتأثر كثيرا فى الفترة المقبلة.
على أن المثير كذلك فى مشهد الاستحقاقات الأوكرانية هو أنه لا يقف عند خطوط طول وعرض الدول العربية فقط، بل ينسحب كذلك على إسرائيل والملفات الساخنة فيها، ويلفت النظر فى هذا السياق، أن تل أبيب لم يصدر عنها تصريح واحد إبان الأزمة، وبدا واضحا أنها تبذل قصارى جهدها للنأى بعيدا عنه.. لماذا؟.
ربما لأنها لا تريد أن تغضب الحليف والربيب الأمريكى من جهة، ولا تتطلع إلى إشكاليات مع موسكو التى تلعب دورا بالغ الأهمية فى الملفين الإيرانى والسورى على حد سواء. غير أن اليمين الإسرائيلى قد خرج من الأزمة الأوكرانية بقيمة سلبية باتت تغلف السياسات الأمريكية، وعند هؤلاء أنه كان من المفترض أن ترسل واشنطن ولندن قوات لحماية أمن أوكرانيا من احتلال روسى متوقع، إلا أنه من الواضح أنهما لا ينتويان ذلك، وروسيا تعلم أن القوى الغربية ستتخلى عن دعمها لأوكرانيا وستسمح لموسكو بتفتيتها، وعليه فإن أى وعود أمريكية لإسرائيل بضمان حمايتها مستقبلا مقابل موافقتها على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح يعد بلا قيمة.
الدرسى الأوكرانى حكما فى مبتدئه وخبره لم ينضج بعد، لكن الحقيقة التى تتأكد وتترسخ يوما تلو الآخر فى عالمنا هى أن الجغرافيا السياسية تشكل العالم الجديد بصورة سريعة، وأنه إذا كان الناس والأفكار يؤثرون فى الأحداث، فإن الجغرافيا تحددها إلى حد كبير، على حدود روسيا وأوكرانيا، كما تحددها فى حالة النزاع الفلسطينى الإسرائيلي، وعليه فإنه الآن أكثر من أى وقت مضي، لكى نفهم الصراعات الآتية، فإنه آن الأوان أن ننفض الغبار عن مفكرى العصر الفيكتورى الذين عرفوا العالم المادى أكثر من غيرهم.
لمزيد من مقالات اميل أمين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.