لم يكن قرار السعودية والامارات العربية والبحرين بسحب سفرائها من قطر مفاجئا، بل سبقته زوابع وعواصف غطت رياحها المنطقة منذ ما قبل تولى أمير قطر الحالى. وقد شهدت السنوات الثلاث الأخيرة خلافات واسعة خاصة بين السعودية وقطر، ثم بصورة أقل توترا مع الامارات، وإن كانت الخلافات بين أبوظبى والدوحة شهدت موجة مد قوية خلال العامين الماضيين وتجاوزت موجة التوتر الخط الأحمر خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب سياسات قطر داخل دول مجلس التعاون الخليجي، وعربيا وإقليميا. والآن فإن منظومة مجلس التعاون بالكامل مهددة بالانهيار ليس فقط لتجاوز الخلافات بين الدوحة من ناحية وأبوظبى والمنامة والرياض من ناحية أخرى الخطوط الحمراء، ولكن لأن سلطنة عمان هى الأخرى لديها خلافات قوية حول الطروحات السعودية الأخيرة فيما يتعلق ب «وحدة» أو اتحاد دول مجلس التعاون، وهو الاقتراح الذى سوقته الرياض خلال المجلس الأخيرة. وقد لمس بيان الدول الثلاث الذى صدر أمس كبد الحقيقة عندما ذكر نصا «أن قرار سحب السفراء اتخذ بعد فشل جميع الجهود فى إقناع قطر بالالتزام بمبادئ عدم التدخل فى الشئون الداخلية». ومن الواضح أن البيان يشير بشكل لا لبس فيه إلى دعم قطر لعناصر معارضة فى البحرين والسعودية، بل ووجود نشاطات معادية للدول الثلاث على الأراضى القطرية، كذلك منظمات ووسائل اعلام قطرية تنتهج منحٍىً تصعيديا ضد الدول الثلاث فى إشارة واضحة إلى منظمة «أكاديمية التغيير» التى تقوم بتدريب الكوادر التى تنفذ سياسة واشنطن التى يطلق عليها «الفوضى الخلاقة» لهدم وتقسيم وتدمير الدول العربية، وهى أكاديمية موجودة بالدوحة ويرأسها الدكتور هشام مرسى زوج بنت الشيخ المثير للجدل يوسف القرضاوي.. وهى المنظمة التى تقدم المساعدة والتدريب للعناصر المعارضة فى البحرين. فضلا عن أن موقف الدول الثلاث ورؤيتهما لما يحدث فى مصر مختلف تماما عما تراه وتمارسه قطر ضد مصر منذ رحيل نظام الاخوان. ومن هنا، فإننا نأمل أن ينجح أمير قطر الشاب فى تصحيح مسار سياسة بلده تجاه جيرانها وأشقائها العرب وألا يكون أداة فى يد خارجية تحاول تدمير الدول العربية وتقسيمها! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم