قبل ساعات من لقائه بالرئيس الأمريكى باراك أوباما فى البيت الأبيض، شدد بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى على أن عملية السلام فى الشرق الأوسط تحتاج إلى ثلاثة أطراف تتحمل المسئولية، موضحا أنه لعدة سنوات كان هناك طرفان فقط هما إسرائيل والولاياتالمتحدة، والآن يحتاج السلام إلى حضور الفلسطينيين أيضا. وأضاف نيتانياهو أن «إسرائيل يجب أن تحافظ على مصالحها الحيوية حتى يمكن التوصل إلى اتفاق، ولقد أثبت أننى فعلت ذلك، فى وجه كل الضغوط والأزمات، وسوف أستمر على هذا المسار حتى هنا». ومن المقرر أن يبحث أوباما خلال اجتماعه مع نيتانياهو الموافقة على اتفاق إطار بشأن مفاوضات السلام مع الفلسطينيين مع اقتراب الموعد الأقصى المحدد للتوصل إليه فى 29 إبريل القادم. ومن المنتظر أن يلقى نيتانياهو خطابا أمام لجنة العلاقات الخارجية الإسرائيلية- الأمريكية «إيباك»، أكبر لوبى أمريكى مؤيد لإسرائيل، مساء اليوم الثلاثاء يركز فيه على عملية السلام والملف النووى الإيراني. وفى حديث نشرته مجموعة «بلومبرج» الإعلامية، أكد الرئيس الأمريكى موقفه من النزاع الإسرائيلى - الفلسطينى وأنه سيتحدث مع نيتانياهو حول الاتفاق، محذرا من أنه «إذا وصل الفلسطينيون إلى الاستنتاج بأن قيام دولة فلسطينية تتمتع بالسيادة إلى جانب إسرائيل لم يعد ممكنا، عندئذ ستكون قدرتنا على إدارة التبعات الدولية محدودة». وقال إن الفرصة تتضاءل أمام التوصل لاتفاقية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين ودعا نيتانياهو إلى «اغتنام الفرصة» للمساعدة فى تحقيق إتفاقية إطار يحاول وزير الخارجية جون كيرى التوصل إليها لتمديد أجل محادثات السلام. وأضاف أن دفاع واشنطن عن إسرائيل فى مواجهة الجهود الرامية إلى عزلها دوليا سيكون أصعب إذا فشلت محادثات السلام . وأوضح إنه سيحث نيتانياهو على أن يتيح له الوقت اللازم لاختبار مدى إستعداد إيران للحد من طموحاتها النووية. وفى أول رد فعل إسرائيلى على تصريحات الرئيس الأمريكي، استقبل يوفال شتاينتز وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلى مقابلة أوباما بفتور، وهو أحد المقربين لنيتانياهو ويرافقه إلى الولاياتالمتحدة. وقال لراديو الجيش الإسرائيلى «لم تعجبنى كل التصريحات، لا أعتقد أن هناك أى سبب يدعو للضغط على إسرائيل». وأضاف: «أعتقد أن نيتانياهو سيعطى إجابة واضحة» نحن مستعدون للسلام، نريد التوصل لاتفاق دبلوماسي. لكننا نشعر حقا بقلق وخوف على أمننا القومي». وقال شتاينتز إن مسار الدبلوماسية الحالى قد يحول إيران إلى الوقوف على أعتاب دولة نووية إذ يمكنها الحصول على البنية الأساسية اللازمة لصنع قنبلة فى وقت قصير. وفى هذه الأثناء، دعا جاكوب لو وزير الخزانة الأمريكى إلى منح المفاوضات حول الملف النووى الإيرانى فرصة، مؤكدا أن أى اتفاق مع طهران لن يرى النور إذا لم يضمن امن اسرائيل. وقال لو فى خطابه أمام «إيباك» إنه «من المهم للغاية منح المفاوضات فرصة للنجاح»، و«إبقاء القوة كخيار أخير». من جهة أخري، أكد النائب يتسحاق هرتزوج رئيس المعارضة الإسرائيلى الترابط الوثيق بين أمن إسرائيل والاتفاقيات السياسية والعلاقات الوطيدة مع أمريكا. ودعا هرتزوج رئيس الوزراءالإسرائيلى إلى اتخاذ خطوات جريئة، قائلا إن إسرائيل دخلت مرحلة القرارات الحاسمة.