تواصل «الأهرام» الرصد بالوقائع والأرقام الظواهر الاجرامية الجديدة التى تجتاح محافظات الصعيد والدلتا ومدن القناة المعروف انها مجتمعات تقوم على العلاقات العائلية والقبلية والثروة والمال. ظاهرة الخطف وطلب الفدية واحدة من أهم الجرائم التى أطلت برأسها وزادت بشكل ملحوظ عقب ثورة يناير 2011 إلا ان الأمر تطور إلى القتل والاغتصاب مما ينذر بكارثة اجتماعية خطيرة.. ونقول كارثة لان كل ما يحدث يتم فى صمت وفى ظل غياب اعلامى ملحوظ ربما بسبب الطبيعة المتحفظة للأهالى فى الصعيد والريف وربما لان الاعلام مشغول بالعاصمة وصخبها السياسى.
وحول نوعية الجرائم التى شهدتها محافظة الدقهلية بعد ثورة 25 يناير اكدت تقارير امنية انها تشمل جرائم الارهاب والبلطجة والسطو المسلح والسرقة بالاكراه وخطف النساء والاطفال والاغتصاب وهتك العرض وقطع الطرق ليلا وحرق سيارات ضباط الشرطة واساتذة الجامعة. ومن الوقائع الشهيرة فى هذا الاطار واقعة قتل نجل عميد كلية حقوق المنصورة السابق الدكتور احمد الزقرد بطريق رافد جمصة عندما استوقفه مجهولون ملثمون اثناء قيادته سيارته فى طريق العودة من دمياط الجديدة للمنصورة واطلقوا عليه النار وكذلك قيام ملثمين بقتل عميد سابق بالقوات المسلحة رميا بالرصاص بأحد الطرق التى تربط محافظة الدقهلية بالشرقية عندما تصدى لهم محاولا الدفاع عن اسرته التى كانت تستقل السيارة معه وكذلك انتشار جرائم البلطجة بالقرى لدرجة ان قرية كفور العرب مركز طلخا فاض باهلها الكيل وقاموا على مرأى ومسمع من الجميع بقتل اثنين من البلطجية واحراق جثتيهما وكذلك واقعة خطف نائب السنبلاوين السابق محسن صادق من قبل عصابة طلبت فدية 5 ملايين جنيه لاطلاق سراحه. وكان للدقهلية نصيب وافر فى الجرائم الارهابية التى استهدفت ضباط وافراد الشرطة من بينها الحادث الارهابى الذى استهدف تفجير مديرية الامن بالمنصورة. وفى تقرير لمديرية امن الدقهلية تبين ان عام 2012 كان اكثر الاعوام الثلاثة الذى شهد ارتكاب مختلف الجرائم وانه خلال الاعوام الثلاثة الماضية ارتكبت 890 جريمة قتل وخطف واغتصاب وهتك عرض وسرقة بالاكراه حيث ارتكبت 277 جريمة قتل عمد اشهرها ذبح سائق تاكسى المنصورة محمد جمال الدين بدير. و125 جريمة ضرب افضى الى موت و32 جريمة اغتصاب وهتك عرض و44 قضية خطف و412 سرقة بالاكراه لكن كانت جرائم المخدرات اكثرها على الاطلاق حيث بلغت 13 الفا و919 جريمة. وفى الأقصر فقد شهدت المحافظة ذبح مدير مدرسة وفنى معامل وخنق طفلة وعجوز مسنة على يد ما عرف بعصابة ريا وسكينة الأقصر كذلك مقتل ابنتى توفيق باشا انداروس ليلة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد وقيام شاب بحرق والده ، وذبح محامية مسيحية وقتل طفلتها، وغيرها من الجرائم التى هزت المجتمع. وهناك أيضا قضية مقتل مدير مدرسة الزينية وأمين المعمل على يد أحد أولياء الأمور وأخيه بعد اتهام الأب لأمين المعمل بقيامه بهتك عرض ابنه. وقيام والد فتاة بقتلها هى وخالها بعد ان قامت الفتاة بالزواج من شاب بمساعدة خالها بعد أن رفضه والدها فضلا عن قضية مقتل أم وبناتها الثلاث باسنا جنوبالأقصر والعثور على أجسادهن ملقاة فى النيل. معظم هذه الحالات تقف وراءها المشكلات العائلية ونزاعات الجيرة. ويضيف محمد صالح أنه بالنظر إلى إحصائية بسيطة لجرائم القتل التى شهدها مركز القرنة منذ عام 2011 وحتى منتصف 2013 نجد أن هناك 13 جريمة قتل فى عام ونصف فقط فى حين أن عدد جرائم القتل لنفس المركز على مدار 10 سنوات لم يتعد 10 حالات ومعظمها تعود لقضايا ثأرية. وحول تغير الحالة الأمنية يقول اللواء مصطفى بكر مدير أمن الأقصر أن الفترة التى اعقبت ثورة 25 يناير شهدت بالفعل ارتفاعا ملحوظا فى معدلات الجريمة إلا أن الفترة التى أعقبت ثورة 30 يونيو شهدت وضعا مختلفا تماما خاصة فى شهر أغسطس حيث انخفض معدل الجرائم الجنائية بنسبة تزيد على 90% نتيجة الانتشار المكثف لقوات الجيش والشرطة. بالاضافة إلى حادثة القبض على نجلى النائب السلفى عضو مجلس الشعب السابق عن احدى دوائر محافظة سوهاج اثناء قيامهما بالتنقيب عن الاثار بمنطقة الكرنك. وبحسب احصائية لمباحث شرطة السياحة والآثار بالاقصر فان حوادث التنقيب عن الآثار على مدار الثلاثة اعوام الماضية وصلت إلى 60 حالة منذ التاسع والعشرين من شهر يناير 2011 وحتى الآن لتقديمه كقربان للكشف عن كنز فرعونى بقرية العشى شمال الأقصر ونجاته من موت محقق. ولم تعد الجريمة بسيناء كسابق عهدها تتمثل فى القتل للأسباب الاجتماعية والجنائية وانما تحولت إلى اعتناق افكار متطرفة وتكوين خلايا ارهابية تحارب الأمن مستخدمين سيارات حديثة واسلحة وذخائر. تسليح الإرهابيين يأتى من ليبيا وحركة حماس فى قطاع غزة وتم رصد عبور ما يقرب من 600 مقاتل من حماس عبر الأنفاق منذ عزل الرئيس محمد مرسي، مشيرا إلى حصول تلك الجماعات على سيارات دفع رباعى عبر حدود السودان وتعتمد فى اتصالاتها على شبكة اورانج الإسرائيلية للاتصالات التى تربط بين غزة وإسرائيل وأشار المصدر إلى انه قد عثر مع القيادات المعتقلة، فى منطقة جبل الحلال بشمال سيناء، على جهاز لاب توب يوضح مواقع تمركز العناصر المسلحة فى سيناء والأهداف التى يسعون للهجوم عليها من مواقع للجيش والشرطة فضلا عن اهداف استراتيجية فى القاهرة علما بانه تم ضبط المجموعة القيادية المذكورة قاد إلى اعتقال 13 من تنظيمات جهادية مختلفة. وتعد جرائم الخطف فى أسيوط مصدر ازعاج للكثيرين من أصحاب المال، بعدما طالت كل طبقات وأعمار المجتمع من أطفال ونساء ورجال، خصوصا أن كثيرا من جرائم خطف الفتيات لا يتم الإبلاغ عنها فى وقتها نظرا لطبيعة مجتمع الصعيد وما تمثله هذه النوعية من الجرائم من حساسية شديدة، وبعض الأسر تلجأ لدفع أى فدية مقابل أن يتم الأمر فى ستر كما حدث مع ابنة أحد أعيان الصعيد، ورغم تأكيد مصدر كبير بمديرية أمن أسيوط أنه لا توجد قضية خطف مفتوحة وإنما جميع جرائم الخطف تم تحديد هٌوية مرتكبيها ومعظمهم سقط فى قبضة المباحث وجار تعقب الآخرين. وفى مدينة أبوتيج عاش الطفل أنس 10 سنوات وأسرته أسبوعا أليما عقب قيام مجهولين باختطافه أثناء ذهابه إلى المدرسة وطلب فدية تقدر ب600 ألف جنيه وفقد الجميع الأمل فى رؤيته مرة أخرى وأمام عجز الأسرة عن تدبير المبلغ لم تجد سبيلا سوى إبلاغ الشرطة لنجدتهم وهو ما نجحت فيه بالفعل وحدة مباحث مركز أبوتيج بالاشتراك مع ضباط إدارة البحث ووحدة مباحث مركز أبوتيج ، وتبين قيام سيدتين منتقبتين باختطاف الطفل من أمام المدرسة داخل سيارة ملاكى وسط ذهول المارة.