وكأن قدر الإسكندرية أن تستيقظ صباح كل يوم على مذبحة جديدة للتراث ، ففجر أمس الأول الاثنين أستيقظ سكان شارع أحمد يحيى فى منطقة زيزنيا على مأساة جديدة. فقد قامت معاول الهدم والبلدوزر بهدم فيلا رقم 26 بشارع احمد يحيى والتى كانت مدرجة ضمن مجلد المبانى التراثية المهمة بالمدينة وفى خلال ساعة وقبل ان يفيق سكان الشارع المميز بفيلاته ذات الطابع العمرانى النادر كانت الفيلا قد سقطت الى غير رجعة، ويقول المهندس محمد أبو الخير عضو مبادرة «إنقذوا الإسكندرية» إن هذه الفيلا كانت مدرجة على قوائم المبانى بالإسكندرية الى وقت قرى وقد خرجت بناء على حكم من محكمة القضاء الإدارى نشر فى جريدة الوقائع الرسمية عدد 283 بتاريخ 14 ديسمبر 2013 وكان صاحب الفيلا قد قدم تظلما للجهاز القومى للتنسيق الحضارى منذ عدة سنوات لإخراجها من قائمة المبانى التراثية بالمدينة فقررت لجنة حصر المبانى الإبقاء على العقار فى سجلات الحصر، مع رفض التظلم المقدم عنه ، حيث إن المبنى ذو طراز معمارى متميز ، وتم إنشاؤه وفق مفاهيم وأسس مدرسة معمارية ، ويعكس سمات حقبة تاريخية . ومع مرور الشهور تمكن صاحب العقار من إستغلال ثغرات القانون ورفع قضية أمام القضاء الإدارى وتمكن من إخراجها من القائمة .... ويضيف أبو الخير أنه لحل هذه المشكلة التى تتفاقم كل يوم لابد من تدخل تشريعى فورى لتعديل نص المادة الثانية من القانون 144 لسنة 2006 ، لتتواءم مع نص المادة الثانية من لائحته التنفيذية، لتجعل من التميز المعمارى سببا كافيا للإدراج فى مجلد الحفاظ على المبانى التراثية ، وذلك لوجود ثغرة قانونية يتم استغلالها لإخراج العديد من المبانى من مجلد الحفاظ وهو ما حدث فعلا، حيث تم حذف (36) مبنى آخر مع وجود أكثر من (90) قضية مماثلة متداولة حاليا فى القضاء بمدينة الإسكندرية فقط .