منذ أن أعلن حمدين صباحى ترشحه للانتخابات الرئاسية، وبوادر صدام تلوح فى الأفق بينه وبين رموز التيار الإسلامي، صباحى أعلن أنه لن يذهب إلى حزب مصر القوية لأن رئيسه عبدالمنعم أبو الفتوح لا يعترف بثورة 30 يونيو، والشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية أكد أن حزب النور لن يدعم صباحى لأنه يمثل فكر اليسار، وبين الجانبين غمز ولمز ومواقف متباينة وتصريحات متناقضة. إسلام الكتاتنى مؤسس حركة «بنحب مصر» والقيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، قال فى تصريحات خاصة ل«الأهرام» : إن حمدين صباحى بالفعل يغازل فى خطابه التيار الإسلامى من خلال استخدامه لبعض المفردات التى يستخدمها الإخوان المسلمين وحلفائهم من نوعية أن الجيش لابد أن يبتعد عن السياسة، وأن يبقى الفريق السيسى على رأس المؤسسة العسكرية، ورفض الفاشية العسكرية، هذه المفردات تأتى على هوى التيار الإسلامى وصباحى يستخدمها عن عمد. وأشار إلى أن جماعة الإخوان محترفة انتخابات ولا استبعد على الإطلاق أن يرموا أصواتهم على حمدين، وسامى عنان، بهدف الوصول لمرحلة الإعادة ويكررون السيناريو السابق فى الانتخابات الرئاسية الماضية. وأوضح أن المصالح تتصالح، مشيرا إلى أن هذا قد يتم من تحت المائدة ولا يشترط أن يكون هناك أى اتفاقات أو اجتماعات بين الطرفين. بالمقابل نفى عمرو بدر، منسق حملة مرشح الثورة المؤيدة لحملة صباحي، تماما أن يغازل صباحى التيار الإسلامى تحت أى ظرف من الظروف، مؤكدا أن موقف صباحى واضح بعدم التعاون مع من يعتبر أن 30 يونيو وما حدث فى 3 يوليو انقلاب، وهذا أمر واضح بشكل شديد لا لبس فيه على الإطلاق. وأكدت مصادر مقربة من صباحى أن جدول المشاورات حتى هذه اللحظة لا يوجد فيه أى زيارات تتعلق بالأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، وأن توجه صباحى الأساسى يعتمد على الأحزاب المدنية التى شاركت فى 30 يونيو، ولن يجلس مع الأحزاب التى تعتبر ما حدث انقلابا خصوصا حزب مصر القوية. وعلى الجانب الآخر، صرح ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، بأن موقف الكثيرين من الإسلاميين من حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى يطبعه النفور « بسبب توجهه اليسارى الاشتراكى الناصرى إلى جانب أنه لم يتول أى عمل تنفيذى فى الدولة على مدى تاريخه». فى الوقت الذى استبعدت فيه قيادات بحزب النور السلفى من بينهم المهندس صلاح عبدالمعبود ل«الأهرام» أن يحظى حمدين صباحى بتأييد التيار الإسلامى لأسباب ايديولوجية والكفاءة فى إدارة الدولة. ويقول محمد أبو سمرة، الأمين العام للحزب الإسلامي، إن الحزب والتيار يريان أن مسألة دعم حمدين صباحى لرئاسة الجمهورية هى مسألة مستبعدة، لأن التحالف سيقاطع الانتخابات الرئاسية ولن يشارك فى الاستحقاقات الانتخابية، وبالتالى فكرة دعم أى مرشح سواء حمدين أو غيره هو أمر لن يحدث. واستبعد الباحث الإسلامي، كمال حبيب، أن يتجه التيار الإسلامى لدعم «صباحي» فى الانتخابات الرئاسية، موضحا أن صباحى مؤيد قوى لما حدث فى 3 يوليو الذى يعتبره الإخوان المسلمين انقلابا وليس ثورة شعب. وأضاف حبيب أن صباحى ينتمى إلى التيار الناصرى المعادى للتيار الإسلامى فليس محتملا أن يدعموه فى الانتخابات، مؤكدا أن دعم صباحى احتمال محرم على الإخوان المسلمين، حتى لو كان لأسباب سياسية.