عندما نتحدث عن المستشار هشام جنينة فنحن لا نتحدث عن رجل عادي وإنما عن واحد من أبرز رموز استقلال القضاء ضد سيطرة المخلوع مبارك .. كان رئيسا لمحكمة استئناف القاهرة، ويعتلى حاليا قمة أكبر وأقوى جهاز رقابى فى مصر ألا وهو الجهاز المركزى للمحاسبات. خطورة ما كشفه المستشار جنينة فى مؤتمره الصحفى منذ أيام لا تتمثل فقط فيما رصدته تقاريره الرقابية من مخالفات ب (المليارات) من أموال هذا الشعب المغلوب على أمره ، وإنما أيضا فيما أوجده من فرصة تاريخية أمام القائمين على أمر الدولة حاليا لإثبات جدية ما يرددونه ليل نهار بأنه لا عودة للوراء .. ولا عودة للوجوه القديمة ..ولا عودة للتستر على الفساد والفاسدين . الخطورة فى حديث جنينة أنه لم يكن حديثا مرسلا وإنما وقائع موثقة بالأسماء والأرقام .. تحدث عن إهدار ونهب70 مليار جنيه – نعم 70 مليار جنيه.. منها 18 مليارا فى التعدى على أراضى طرح النهر.. ومنها 6 مليارات فى الحزام الأخضر استولت عليها – وبنص كلامه- أجهزة معنية بالكشف عن الفساد لا التورط فيه مثل: مباحث أمن الدولة فرعى القاهرة والجيزة، والرقابة الإدارية، والنيابة العامة، ونادى القضاة، وبعض الجهات القضائية !! البعض تغاضى عن جوهر وخطورة ما كشفه جنينة ليتوقف عند ملاحظة شكلية إجرائية تتعلق بمدى أحقيته فى إعلان تقاريره على الرأى العام ، وهو ما برره الرجل بأن غياب مجلس الشعب دفعه للتوجه إلى صاحب الحق الأصيل فى معرفة الحقيقة وهو الشعب .. خصوصا بعدما تلقى أعضاء بالجهاز خطابات تهديد لكشفهم هذا الفساد، وبعدما تم حفظ التحقيقات حول بعض هذه التقارير (المليارية) دون مبرر! أقول لهشام جنينة ورجاله: تسلم الأيادى .. [email protected] لمزيد من مقالات محمد حمدى غانم