في تراجع واضح عن تحذيراته السابقة بعدم دخول واشنطن المنطقة, اعتبر الحرس الثوري الإيراني أمس أن نشر سفن حربية أمريكية في الخليج ليس أمرا جديدا, وأنه يجب اعتباره جزءا من وجودها الدائم, في الوقت الذي بدأت فيه أمس مناورات بحرية إيرانية في مضيق هرمز. في موعدها, والمقرر أن تستمر حتي19 فبراير المقبل. وقال حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إنه يعتبر نشر سفن حربية أمريكية في الخليج جزءا من أنشطة روتينية. وأضاف سلامي أن السفن الحربية الأمريكية والقوات العسكرية موجودة في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط منذ سنوات وقرارها الخاص بنشر سفينة حربية جديدة ليس قضية جديدة ويجب تفسيره علي أنه جزء من وجودها الدائم. ويأتي ذلك في الوقت الذي يسابق فيه الغرب الزمن لتشديد العقوبات علي طهران, حيث ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الاتحاد الأوروبي بات قاب قوسين أو أدني من إقرار عقوبات مشددة ضد إيران, وذلك من خلال فرض حظر مرحلي علي قطاع البترول الإيراني وتضييق الخناق علي التعامل مع البنك المركزي الإيراني. ونقلت الصحيفة عن مسئولين أوروبيين وفرنسيين قولهم إنهم يأملون في إعلان خطة نهائية بهذا الصدد خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المقرر عقده في بروكسل غدا الاثنين. وأضافت أن مسئولين فرنسيين بارزين أعربوا مع ذلك عن مخاوفهم من احتمالية ألا تؤدي تلك العقوبات الجديدة, والتي سوف تضاف إلي العقوبات المالية التي فرضتها واشنطن علي إيران إلي دفع طهران نحو مائدة مفاوضات جادة وموضوعية حول برنامجها النووي. ونقلت الصحيفة عن مسئولين فرنسيين قولهم إن الجهود الرامية إلي زيادة الضغط علي طهران تعد عنصرا حاسما في استراتيجية المسار المزدوج, والتي تقضي بفرض عقوبات من أجل حث طهران علي الدخول في مفاوضات جدية بغية وقف تخصيبها لليورانيوم علي إثر ما طالب به مجلس الأمن الدولي. وأضافوا أنه حتي مع فرض تلك العقوبات المالية والاقتصادية علي طهران فإنه من الصعب وضعها حيز التنفيذ وبطء جني ثمارها في وقت تغير فيه إيران اللعبة من خلال نقل المزيد من أجهزتها للطرد المركزي في أنفاق عميقة داخل الجبال والتي قد يصعب استهدافها عسكريا. وفي إطار متصل, من المتوقع أن يكشف الكونجرس الأمريكي النقاب خلال أيام عن عقوبات أكثر صرامة لشل عائدات إيران من البترول والذي من المتوقع أن يتم تقنينها خلال الأسابيع المقبلة. وقال مساعد في الكونجرس إن أعضاء مجلس الشيوخ ناقشوا بنودا ستجعل الرئيس باراك أوباما يقرر ما إذا كان سيضع شركة تشغيل ناقلات البترول الإيرانية- الشركة الوطنية الإيرانية لناقلات البترول وشركة البترول الوطنية الإيرانية في القائمة السوداء وتحديد علاقاتهما بفرق الحرس الثوري الإيراني. وأضاف أن المهلة التي ستعطي للرئيس ستكون نحو60 يوما حتي لا يمكن للإدارة التقاعس بشأنه. في الوقت ذاته, تتعرض وزارة الخزانة الأمريكية لضغوط من الحزبين الرئيسيين لصوغ قواعد صارمة لتنفيذ قانون يفرض عقوبات علي إيران تم سنه في ديسمبر الماضي. وفي إطار المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي, كشف دبلوماسيون غربيون عن أن القوي الكبري منقسمة بشأن ما يطرح علي مائدة المفاوضات إذا استأنفت طهران المحادثات بشأن الحد من برنامجها النووي وهل سيسمح لها بمواصلة تخصيب اليورانيوم إلي حد معين. وأبدت بريطانيا والصين وفرنسا والمانيا وروسيا والولايات المتحدة انفتاحها علي محادثات جديدة بشأن برنامج إيران النووي, وأصدرت المفوضة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي تمثل المجموعة بيانا يوضح أن المسار الدبلوماسي لا يزال قائما أمام إيران رغم تشديد العقوبات وتجدد التكهنات باحتمال شن ضربة عسكرية علي المنشآت النووية الإيرانية. وفي برلين, حذرخبير البترول العالميأوليفيير ياكوبس من تداعيات خطيرة لحظر البترول المرتقب علي أوروبا. وصرح بأن فرض الحظر الأوروبي علي صادرات البترول الإيرانية ربما يكون بمثابة رسالة سياسية قوية لإيران للتوقف عن نشاطها النووي, ولكنه من الناحية الإقتصادية يأتي في توقيت خاطئ تماما بالنسبة للدول الأوروبية التي تعاني من أزمة الديون ومؤشرات تباطوء اقتصادي وربما كساد في عام.2012