في الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم بتوقيت القاهرة.. تقص القارة الافريقية شريط النسخة رقم28 لبطولة كأس الامم والتي تقام خلال الفترة بين21 يناير حتي12 فبراير المقبل في الجابون وغينيا الاستوائية. ياتي انطلاق البطولة هذه المرة وسط غياب واضح للكبار وفي مقدمتهم مصر حاملة اللقب خلال البطولات الثلاث الماضية, والتي تتخلف عن الحضور للمرة الاولي عن المونديال الاسمر منذ ثلاثين عاما ليكتفي الفراعنة هذه المرة بالتواجد الروحي فقط والجلوس علي مقاعد المتفرجين انتظارا لبطل القارة لمدة عامين قادمين. الحديث داخل اروقة البطولة سواء بين مدربي المنتخبات المشاركة او الجماهير عن شكل البطل القادم واسمه.. فالتوقعات تشير الي ان مفاجآت التصفيات ربما تستمر وتطيح بالمزيد من اصحاب القامات العالية مثل غانا والسنغال وكوت ديفوار وان يكون هناك جزء ثان لانتفاضة الصغار, وبالتالي حدوث تغيير شامل في خريطة القارة السمراء خلال الفترة المقبلة.. في حين يري آخرون ان هيبة الكبار لن تهتز في هذه النهائيات بعد ان تعلموا الدرس من امثالهم وان خبرة النجوم وطموحاتهم من امثال الايفواري ديديه دروجبا والغاني اندريه ايو سيكون لها دور حاسم في اظهار الفارق وحصد اللقب في النهاية بعيدا عن مشاغبات القادمين من خلف الستار. وبعيدا عن الجدل حول شكل المنافسة في المونديال الاسمر.. فإن هناك دعما غير عادي من مسئولي البلدين المنظمين سواء لاخراج البطولة بشكل رائع بصرف النظر عن المشاكل التي ظلت عالقة حتي اللحظات الاخيرة من انطلاق البطولة.. أو لتحقيق فريقيهما نتائج طيبة والاستمرار في المشوار حتي مراحل متقدمة.. فمنتخب غينيا الاستوائية الذي يلاقي ليبيا اليوم في الافتتاح باستاد باتا سيحصل من ابن رئيس الدولة اوبيانج علي مليون دولار في حالة الفوز بل وعشرين الفا عن كل هدف يسجله الفريق في مرمي منافسه الليبي.. بينما يلتقي في نفس المجموعة الاولي وفي تمام الساعة الحادية عشرة مساء منتخبا السنغال وزامبيا. اما المنتخب الجابوني فان رئيسه علي بونجو حرص علي التواجد مع لاعبيه والتشديد علي اهمية البطولة لبلاده واكد ثقته في قدرة الفريق علي الاستمرار في البطولة حتي محطاتها الاخيرة. وبعيدا عن احلام المسئولين والمنظمين فان ارض الواقع تنبئ بامور اخري مختلفة.. فوسط احلام الطامعين والوافدين الجدد وهم غينيا الاستوائية والنيجر وبتسوانا.. فإن المنافسة علي مستوي المجموعات الاربع لن تكون سهلة علي الاطلاق.. فالبنسبة للمجموعة الاولي التي تضم غينيا الاستوائية وليبيا وزامبيا والسنغال وزامبيا فان الترشيحات تضع اسود التيرانجا أو المنتخب السنغالي في المقدمة علي ضوء كتيبة النجوم التي تحتشد بها صفوفها, وتمرح كلها في الاندية الاوروبية الكبيرة و علي رأسها الهداف ديمبا با نجم نيوكاسيل الانجليزي.. لدرجة ان البعض يري ان هذا الجيل يعيد للاذهان الحقبة الذهبية للفريق بقيادة الحاج ضيوف ورفاقه وكانت وراء صعوده للمرة الاولي الي نهائيات كاس العالم.. في حين يتبقي الصراع علي بطاقة المركز الثاني بين المنتخبات الثلاثة الأخري. ولا تعتبر مهمة المنتخب الليبي الذي وصفه الكثيرون بانه يحمل امال وطموحات امة بعد ثورة شعبه الرائعة واطاحته بالدكتاتور معمر القذافي سهلة.. وان كان مديره الفني البرازيلي ماركوس باكيتا يراهن علي الروح العالية للاعبيه وقدرتهم علي الاستمرار بنفس العزيمة لاسيما ان ما حققوه خلال مشوار التصفيات كان معجزة بكل المقاييس في ظل الظروف التي كانت تمر بها بلادهم. الموقف في المجموعة الثانية التي تضم كوت ديفوار والسودان وبوركينا فاسو وانجولا لا يقل شراسة عن سابقه.. فالافيال الغائبون عن منصة التتويج منذ عشرين سنة بالتمام والكمال هم المرشحون لصدارة المجموعة بل الفوز بالبطولة.. اما المركز الثاني في المجموعة فان منتخب انجولا يعتبر الاقرب له.. حيث يستبعد المحللون الفريق السوداني من اقتحام هذه المرحلة لدرجة انهم وصفوا مهمته بالمستحيلة في ظل عدم توافر نجوم محترفين اصحاب خبرة طويلة في صفوفه مثلما هو الحال لاقرانه.. بينما ربما يمثل المنتخب البوركيني الحصان الاسود في المجموعة. وتعتبر المجموعة الثالثة الاكثر التهابا بين الاخرين.. ليس فقط لانها تضم منتخبين عربيين تونس والمغرب ولكن ايضا لوجود البلد المضيف الثاني الجابون بالاضافة الي الوجه الصاعد الواعد منتخب النيجر الذي اكد مدربه دوالا انه لم يأت ليكتفي بدور ضيف الشرف بل ليؤكد ان صعوده علي حساب منتخبي مصر وجنوب افريقيا لم يأت بالصدفة. يحمل اسود الاطلسي علي عاتقهم وحسب كلام مديرهم الفني البلجيكي اريك جيريتس مهمة استعادة سمعة الكرة المغربية التي دخلت طي النسيان علي مدي عدة سنوات ماضية.. خاصة ان الجيل الحالي يعتبر الافضل منذ فترة طويلة ويضم عددا من النجوم المحترفين في الخارج من امثال عادل ترابيط لاعب كوينز بارك رينجرز.. وان كان يعتبر مباراته الاولي امام نسور قرطاج او منتخب تونس المؤشر الحقيقي لمشواره في البطولة. ولا تقل عزيمة نسور قرطاج لاثبات وجودهم عن الاسود.. فالفريق بقيادة مديره الفني الوطني سامي الطرابلسي يراهن علي خبرة نجومه والطفرة التي تمر بها بلاده بحصول الترجي علي دوري الابطال الموسم الماضي وصعود الافريقي لنهائي الكونفيدرالية.. مما سينعكس ايجابيا بالتالي علي اداء المنتخب ونتائجه في المونديال الاسمر. وتحفل المجموعة الرابعة التي تضم غانا ومالي وغينيا وبتسوانا بصراع من نار هي الاخري علي بطاقتي التأهل.. فعلي الرغم من كل التكهنات والاحاديث تصب في مصلحة النجوم السوداء او المنتخب الغاني بقيادة مديرره الفني الكفء جوران ستيفانوفيتش وثلة النجوم المميزين في صفوفه وفي المقدمة بيليه الصغير واسمواه جيان.. الا ان المهمة لا تبدو سهلة فالمنتخب المالي بقيادة مدربه الفرنسي لان جيريس لن يترك الكعكة تفلت من بين يديه بسهلة.. وان كانت بطاقتة التأهل لن تبعد ايهما.. ويزاحمهما من بعيد الفريق الغيني المتطلع دائما لاثبات وجوده بقيادة نجمه المخضرم باسكال فيندونو.. في حين يحاول المنتخب البتسواني المعروف بالحمار الوحشي في ايقاف زحف الكبار والتأكيد علي انه لن يقف موقف المشاهد حتي يصعد الاخرون علي حسابه.
عشرة نجوم في سن العشرين مرشحون للتألق وسط العمالقة تشير التوقعات التي طرحتها مجلة كيك أوف للأسماء المتوقع تألقها في البطولة إلي وجود عشرة أسماء يمكن أن تبرز بقوة بين جحافل النجوم التي ستحفل بها النهائيات ممن تحت سن25 سنة, علي أساس أنهم سيمثلون محور الأداء لمنتخباتهم. جاء الايفواري بوني ويلفري(22 عاما) المحترف في فيتيس أرنهم علي قمة المرشحين للتألق لاسيما بعد تألقه وإحرازه22 هدفا في59 مباراة مع فريق سبارتا براجا, بالإضافة إلي تسجيله ثلاثة أهداف خلال ست مباريات مع الأفيال في مشوار التصفيات. ويضيف الخبراء ان هذا اللاعب سيكون بالتأكيد من النجوم الذين يستحقون المشاهدة في المستقبل, وان جماهير الأفيال تتوقع منه الكثير في نهائيات الجابون وغينيا الاستوائية. جاء الغاني ايمانويل بادو(20 عاما) في المركز الثاني بعد أن تلقي مع فريق الايطالي اودينيزي في مركز خط الوسط المدافع في ظل قوته البدنية وعزيمته الصلدة وقدرته علي مراقبة أي لاعب خطير. ويري الخبراء انه في حالة حصول بادو علي فرصة للاشتراك في البطولة الإفريقية فانه سيتألق وسيسطع نجمه ليصبح احد نجوم المستقبل. ووضع الخبراء لاعب خط وسط بوركينا فاسو الان تراوري(22 عاما) في المركز الثالث بعد صدارته قائمة هدافي الدوري الفرنسي معظم فترات الموسم الحالي, كما انه كان بين هدافي التصفيات برصيد أربعة أهداف. وجاء المغربي عادل ترابت(22 عاما) المحترف في كوينز بارك رينجرز في المركز الرابع.. حيث انه يتميز بالنواحي الايجابية في الهجوم وهو ما كشف عنه مع فريقه كوينز بارك رينجرز وأيضا في مشوار التصفيات مع اسود الأطلسي بإحرازه أربعة أهداف في12 مباراة. وكان المركز الخامس من نصيب المالي شيخ ديابتي(23 عاما) المحترف في صفوف بوردو الفرنسي منذ2008.. وقد شارك مع منتخب بلاده في13 مباراة سجل خلالها ستة أهداف من بينها أربعة في مشوار تصفيات الجابون وغينيا الاستوائية. ويدخل التونسي أمين الشرميطي(23 عاما) في القائمة باحتلاله المركز السادس بعد مستواه المميز مع فريقه السويسري زيوريخ.. وقد شارك الشرميطي في22 مباراة دولية وسجل أربعة أهداف بالإضافة إلي مساهمته في العديد من الأهداف التي سجلها فريقه. واختار الخبراء الجابوني بيير ايمريك(22 عاما) المولود في فرنسا المحترف في سانت اتيين الفرنسي في القائمة بوضعه في المركز السابع.. وقد شارك اللاعب باسم منتخب فرنسا تحت21 سنة مرة واحدة قبل ان يختار الاستقرار وسط فهود الجابون. وجاء مهاجم زامبيا ايمانويل مايوكا لاعب يانج بويز في المركز الثالث ويبلغ من العمر عشرين عاما.. وقد تألق في كأس كوسافا ولكن قدمه لم تعرف حتي الان الشباك مع المنتخب. واحتل الغيني ساديو ديالو المركز التاسع مع منتخب بلاده وسجل عشرة أهداف في37 مباراة مع فريقه باستيا الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية.. وأحرز هدفين خلال أربع مشاركات دولية.. ويمثل ديالو خطرا علي دفاع المنافسين.. وكان المركز العاشر من نصيب لاعب النيجر موسي مازو المحترف في سسكا موسكو الروسي, حيث انه يمثل أمل منتخب مينا في النهائيات لو كان في أفضل حالاته الفنية والبدنية لان الإصابات تطارده بشكل دائم.. وهو ما أكده اللاعب نفسه بقوله انه يسعي لاستعادة ما فاته من شهرة في المونديال الأفريقي.
بيليه وبواليا: غياب حامل اللقب فرصة ذهبية.. وسلاح ذو حدين لا حديث داخل دهاليز البطولة سوي عن غياب المنتخبات الكبيرة وفي مقدمتها الثلاثي مصر حاملة اللقب ثلاث مرات متتالية وسبع مرات علي مدار تاريخ المونديال.. والكاميرون ونيجيريا وجنوب أفريقيا.. فالنجوم القدامي يتهامسون فيما بينهم حول فرص الفرق المتواجدة في ظل هذه الغيابات المؤثرة. وقد كانت كلمات عبيدي بيليه نجم غانا الأسبق خير تعبير عن ذلك.. فقد أعرب عن حزنه لغياب هذه المنتخبات.. وقال إن طعم الفوز باللقب يتغير في ظل عدم وجود هؤلاء الكبار.. وأضاف بالحرف الواحد الحصول علي البطولة بالفوز علي مصر يختلف مثلا عن الفوز علي فريق مثل موريتانيا! وأضاف ان المهمة لن تكون سهلة كما يعتقد البعض لان جميع المنتخبات الاخري ستسعي بكل جهدها لحصد اللقب مستفيدة من غياب الكبار أيضا.. وانه يتمني فقط أن يقود ابنه اندريه النجوم السوداء لمنصة التتويج. واتفق كالوشا بواليا نجم زامبيا الأسبق في الرأي مع بيليه وقال إنه شخصيا فوجيء بغياب هذه الأسماء الكبيرة ولاسيما مصر حاملة اللقب.. وأضاف بقوله من يصدق ان الفراعنة أبطال القارة ثلاث مرات متتالية يغيبون عن البطولة في حين تشارك فرق أخري حديثة العهد بالنهائيات, ويشاركه مواطنه ومهاجم الرصاصات النحاسية او منتخب زامبيا جاكوب مولونجا المحترف في أوتر يخت الهولندي الرأي.. وقال إن غياب مصر وأيضا الجزائر يجعل المنتخبات الاخري تطمع للفوز باللقب.. وان كلا منهما يعتبر عقبة تخلص منها فريقه مبكرا جدا.
أرقام وإحصاءات { نال رأفت عطية شرف تسجيل أول هدف في النهائيات من ركلة جزاء في مرمي السودان في الدقيقة21 في10 فبراير1957 في الخرطوم.لم تهدر ثمانية منتخبات فرصة استضافتها لنهائيات كأس الأمم الإفريقية وأحرزت اللقب, ويتعلق الأمر بمصر(1959 و1986 و2006) وإثيوبيا(1962) وغانا(1963 و1978) والسودان(1970) ونيجيريا(1980) والجزائر(1990) وجنوب إفريقيا(1996) وتونس(2004).{ سجل أيمن منصور أسرع هدف في النهائيات وذلك بعد مرور23 ثانية عن مباراة منتخب بلاده ضد الجابون في تونس عام1994, يليه النيديري تيجاني بابانجيدا بعد مرور40 ثانية عن مباراة منتخب بلاده ضد جنوب إفريقيا عام2000 في نصف النهائي, ثم المغربي مصطفي فتوي الشريف الذي سجل هدفا في مرمي السودان بعد مرور50 ثانية عام1976, فالزائيري تويبا بعد مرور56 ثانية في مرمي الكاميرون عام.1992{ انتهت3 مباريات نهائية في تاريخ النهائيات بالتعادل السلبي وحسمت بركلات الترجيح, الأولي عام1986 في القاهرة بين مصر والكاميرون(5-4), والثانية عام1992 في دكار بين كوت ديفوار وغانا(11-10), والثالثة عام2006 بين مصر وكوت ديفوار(4-2).* تحمل مصر الرقم القياسي في عدد المشاركات(22 مرة) تليها كوت ديفوارونيجيريا والكونغو الديموقراطية والكاميرون(16).{ تحمل مصر الرقم القياسي في عدد المباريات في النهائيات حتي الآن(90 مباراة).{ تحمل مصر الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في النهائيات(154).{ تحمل مصر الرقم القياسي في عدد الانتصارات في النهائيات(51).{ يملك الثنائي المصري عصام الحضري واحمد حسن الرقم القياسي في عدد الألقاب برصيد4 لكل منهم أعوام1998 و2006 و2008 و2010, أمام مواطنهما حسام حسن3 مرات أعوام1986 و1998 و.2006{ ثلاث منتخبات فقط نجحت في الاحتفاظ باللقب هي مصر(1957 و1959, ثم2006 و2008 و2010) وغانا(1963 و1965) والكاميرون(2000 و2002).{ يحمل الكاميروني صامويل ايتو الرقم القياسي من حيث عدد الأهداف في النهائيات إذ بلغ مجموع ما سجله18 هدفا من2000 إلي.2010
