أعلن الأخضر الإبراهيمى المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا أنه لم يتم تحديد موعد الجولة الثالثة للمفاوضات بين ممثلى الحكومة والمعارضة فى إطار مؤتمر جنيف 2 ، لكنه أوضح أنه تم الاتفاق على جدول أعمال الجولة الجديدة ، بحيث يخصص يوما لمناقشة البند الخاص بوقف العنف ومكافحة الإرهاب، ويخصص اليوم الثانى لبحث هيئة الحكم الانتقالي. جاء ذلك فى مؤتمر صحفى عقده بعد ظهر أمس عقب اختتام الجولة الثانية من المفاوضات ، والتى أعلن الإبراهيمى أنها لم تحرز تقدما حقيقيا على صعيد الحل السياسى للأزمة السورية، وذلك بسبب تباعد مواقف وفدى الحكومة والمعارض، مشيرا إلى أنه بات من الضرورى إلتزام الجانبين ببنود وثيقة جنيف 1والنقاط الأربع التى اقترحها فى بداية هذه المفاوضات ، والتى تتمثل فى وقف العنف ومكافحة الإرهاب وتأسيس هيئة الحكم الانتقالى وبناء المؤسسات الوطنية وإنجاز المصالحة . وقال الإبراهيمى إنه سيحيط مجلس الأمن علما بنتائج جولتى جنيف 2 ، وسيلتقى قريبا مع وزيرى الخارجية الأمريكى والروسى جون كيرى وسيرجى لافروف لحثهما على ممارسة ضغوط على طرفى المفاوضات، وأعرب عن أسفه للشعب السورى لعدم قدرة الأطراف المشاركة فى جنيف على مساعدته لإنهاء المأساة الإنسانية ووقف التدمير ، الذى طال سوريا ، داعيا طرفى الأزمة إلى التفكير بطريقة أفضل، والعودة للجولة الجديدة من المفاوضات أكثر استعدادا للتعاطى مع بيان جنيف 1، بما يحقق حل الأزمة . ومن جهته، قال عضو الوفد المعارض لؤى صافى وصلنا الى طريق مسدود، أرجو ألا يكون السد جدارا سميكا. وأضاف أن المفاوضات تعثرت، كما أن المفاوضات وصلت الى نقطة لا يمكن تخطيها الا بوجود فريق آخر يريد أن يتعاطى مع الحل السياسي. بينما قال فيصل المقداد عضو الوفد الحكومى ان «الطرف الآخر لا يعترف بوجود إرهاب» فى سوريا، مؤكدا استعداد الوفد الحكومى « لمناقشة كل القضايا الاخرى على جدول الاعمال بما فى ذلك الحكومة الانتقالية، بعد الانتهاء من موضوع الارهاب». بينما قال صافى إن المعارضة قدمت أوراقا لمن هو مصدر الارهاب ومصدر العنف» فى اشارة الى النظام. وحمل مسئول امريكى كبير رافضا كشف اسمه الوفد الحكومى مسئولية تعثر المفاوضات، وذلك لاصراره على بحث ملف «مكافحة الارهاب» والاتفاق عليه قبل الانتقال الى اى بند آخر، فى حين تطالب المعارضة ببحث مسألة تشكيل «هيئة حكم انتقالية» بصلاحيات كاملة. يأتى ذلك فى وقت ، اعلان الرئيس الامريكى باراك اوباما ان الولاياتالمتحدة تدرس مزيدا من الخطوات للضغط على نظام الرئيس بشار الاسد، وأضاف خلال لقاء مع عاهل الاردن الملك عبد الله الثانى أن واشنطن لا تتوقع حل الأزمة السورية فى الامد القريب لذلك ستكون هناك خطوات فورية علينا اتخاذها لمساعدة الوضع الانسانى هناك. واضاف «ستكون خطوات مرحلية يمكننا اتخاذها لممارسة مزيد من الضغط على نظام الاسد»، بدون ان يضيف اى تفاصيل. من جهة اخري، قدم الرئيس الامريكى الى الاردن ضمانات قروض بقيمة مليار دولار وتجديد اتفاق للتعاون تبلغ قيمته 660 مليون دولار سنويا. وستخصص هذه الأموال جزئيا لمساعدة المملكة على مواجهة تدفق اللاجئين الفارين من النزاع فى سوريا والتعويض عن خسارة موارد الغاز القادم من مصر. فى هذه الأثناء، كشف تقرير أخبارى أن الحلفاء العرب للولايات المتحدة قرروا تزويد المعارضين المسلحين فى سوريا باسلحة متطورة فى القتال الدائر فى البلاد ، بعد احساسهم بخيبة الامل ازاء مباحثات السلام السورية. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية ان السعودية قررت ، لاول مرة ، امداد المعارضة السورية بصواريخ محمولة على الكتف من صنع صينى قادرة على اعتراض الطائرات بالاضافة الى صواريخ روسية موجهة مضادة للدبابات. وتابعت ان الولاياتالمتحدة تدفع رواتب للمقاتلين تبلغ قيمتها عدة ملايين من الدولارات. واضافت الصحيفة نقلا عن مصادر دبلوماسية عربية وغربية واعضاء من المعارضة السورية ان حكومة الرياض اتخذت هذا القرار فى ظل تعثر مفاوضات جنيف بين وفدى الحكومة السورية والمعارضة. وفى هذه الأثناء، قال محافظ حمص طلال البرازى إنه تمت تسوية اوضاع 32 مدنيا تتراوح اعمارهم بين 15 و55 عاما وسيخرجون من اماكن توقيفهم لدراسة وضعهم بعد خروجهم من حمص القديمة بموجب اتفاق اطار العملية الانسانية التى تشرف عليها الاممالمتحدة. وميدانياً، ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا فى أنحاء مختلفة من سوريا أمس الأول إلى 135 شخصا، معظمهم فى حلب ودرعا حيث قتل 46 شخصا على الأقل فى انفجار سيارة مفخخة استهدفت مسجد بلدة اليادودة بريف درعا.