اعتبرت عدد من الصحف ووسائل الإعلام العالمية أمس أن دعم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لترشيح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربى المشير عبد الفتاح السيسى لمنصب الرئاسة بأنها محاولة روسية لاستعادة نفوذها فى منطقة الشرق الأوسط وإظهار للقوة تجاه الولاياتالمتحدة التى كانت حليفا وثيقا لمصر قبل أن تتوتر العلاقة بين الجانبين منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى عقب ثورة 30 يونيو. وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية - فى مقال للكاتبة كاثرين فيليب - أن بوتين يدعم مصر فى الصراع على النفوذ فى الشرق الاوسط، مشيرة إلى أن دعم بوتين للسيسى يظهر رغبة روسيا فى ان تحل محل الولاياتالمتحدة كأهم حليف أجنبى لمصر، وأن روسيا تحاول أن تنتهز فرصة انسحاب أمريكا من الشرق الاوسط بصورة عامة، ومن مصر بصورة خاصة، لإعادة تأكيد نفوذها فى المنطقة. وقالت فيليب إن الربيع العربى سلب من موسكو مليارات الدولارات من عقود سلاح لم تتم واضاع منها نفوذاً كبيراً جراء اطاحة زعماء يتمتعون بعلاقات طيبة مع موسكو فى الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وأضافت أن مستقبل آخر حلفاء موسكو التقليديين فى الشرق الاوسط، الرئيس السورى بشار الأسد، تكتنفه الشكوك بينما تعانى سوريا الحرب الاهلية. واعتبرت فيليب أن مصر ابدت ترحيبها باستمالة روسيا لها إثر ضعف علاقاتها بواشنطن عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي. وعلقت قناة "بى إف إم تى فى" الإخبارية الفرنسية على لقاء بوتين مع السيسى، بقولها إن العلاقات بين القاهرةوواشنطن باتت فاترة، ولكن الرئيس الروسى أعرب عن تمنياته بالنجاح للمشير الذى وصفته بأنه "الرجل القوى فى مصر". كما أذاعت شبكة "فرانس أنتير" الفرنسية تقريرا بعنوان "روسيا تستعيد موطئ قدم فى العالم العربي". وتساءلت الشبكة الاذاعية الفرنسية لماذا إنتهك فلاديمير بوتين الممارسات الدبلوماسية التى تحظر على بلد أن تعلق على انتخابات فى دولة أخرى. وأعتبرت أن السبب الأول هو "شخصى جدًا"، حيث أن بوتين الذى تدرب فى مدرسة المخابرات الروسية"كى جى بي" والذى يمتلك وجهة نظر شرطية من التاريخ يرى دائما أن الثورات العربية جاءت نتيجة تلاعب من جانب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، ونبعت من رغبة الولاياتالمتحدة باستبدال الطغاة برجال جدد يستمدون قوتهم من واشنطن. وتابعت وسائل الإعلام الصينية الرئيسية الزيارة، حيث سلطت الضوء على دعم بوتين لمصر وما وصفته بدعم روسى لترشح السيسى للانتخابات الرئاسية المقبلة. وكتبت صحيفة "الشعب" الصينية الرسمية لسان حال الحزب الشيوعى الصينى إن هذه الزيارة تكتسب أهمية بالغة إذ أنها تأتى بعد ترقية السيسى إلى رتبة مشير وموافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية، واصفة زيارة السيسى بأنها "اختراقة تاريخية" فى العلاقات المصرية - الروسية. وفيما يتعلق بما إذا كانت زيارة السيسى تلمح إلى أن تحول دفة سياستها الخارجية من واشنطن إلى موسكو، لفتت صحيفة "أورينتال مورنينج بوست" إلى أن مصر كونها دولة ذات ثقل سياسى كبير فى الشرق الأوسط, كانت وستظل محل اهتمام كل من الولاياتالمتحدةوروسيا. فقبل عام1979، كانت مصر حليفاً عسكرياً مهما للاتحاد السوفيتى فى المنطقة, واستمر الأمر على هذا النحو حتى قام الرئيس المصرى الأسبق أنور السادات بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل ، وبعد ذلك تحولت مصر إلى معسكر العم سام. ولكن بعد الإطاحة بمرسي، شهدت العلاقات المصرية الأمريكية توتراً وجمدت واشنطن مساعدات لمصر بقيمة 1٫5 مليار دولار. وأضافت أن زيارة السيسى لموسكو تدل على تقارب مصر وروسيا شيئاً فشيئاً ، وتتيح بناء مظلة تعاون تسمح للقاهرة بتنويع مصادرها الاقتصادية والعسكرية.