تحظى القاهرة الكبرى بالمئات من الكبارى المخصصة لعبور المشاة، التى أنفقت عليها الدولة مبالغ كبيرة لاحترام المواطن ، لكن ما نراه على أرض الواقع يكشف عن جريمة مكتملة الأركان لإهدار المال العام بعد احتلال الباعة الجائلين لها بصفة مستمرة. وتحولت إلى سوق تجارية عشوائية تمنع المواطنين من استخدامها بأمان وسهولة ،وأصبحت فى قبضة مافيا الباعة الجائلين ، كما ظهرت على معظمها أعراض الشيخوخة المبكرة واختفت منها مظاهر الجمال وملأها الصدأ من كل جانب. فى هذا التحقيق نرصد صورا واقعية لكبارى المشاة وما تعرضت له من طوفان للباعة والمتشردين والبلطجية والمدمنين . فى البداية يقول أحمد البسيونى - محاسب - إن ما يحدث على كبارى المشاة بمناطق القاهرة الكبرى ، خاصة فى المناطق الشعبية يعد ظاهرة خطيرة بعد أن أصبحت واقعا ثابتا يلفت الانتباه ، فقد انتشر الباعة الذين لم يعودوا متجولين وأصبحوا متمركزين على طول الكبارى يتاجرون فى كل شىء. ويضيف أنه يمر يوميا على كوبرى المشاة بمنطقة غمرة الذى تحول إلى عالم خاص يحكمه مجموعة من البلطجية ، وبعض الباعة الذين ينتشرون فى جميع طرقات الكوبرى ، ولا يجد المشاة ممرا لهم ، حيث تنتشر السرقة على الكبارى من شدة الزحام، كما تنعدم الإضاءة تماما مساء، رغم أنه يمر عليه الآلاف من المواطنين ، ويخشون من الصعود عليه حتى لا يتعرضوا لمضايقات من أحد. وطالب أحمد المسئولين بمواجهة حاسمة لأوكار الكبارى التى تهدد أمان المواطنين، حيث يتكدس عدد كبير من الباعة الجائلين أعلى محطة غمرة وسط مضايقات للمواطنين، وصعوبة فى المرور على الكوبرى بسبب القمامة المتراكمة فيه. وتستغيث أميرة فوزى طالبة - بالمسئولين من احتلال الباعة الجائلين لكبارى المشاة لدرجة أنها تخشى المرور من عليه بعد تعرضها للسرقة ليلا أعلى كوبرى الحلمية نظرا لعدم وجود إنارة على الكوبرى ، وسيطرة بعض البلطجية عليه إلى جانب الباعة الجائلين ، وبعض المتشردين حيث يمتلئ خاصة فى الليل بالمدمنين والخارجين على القانون . وتطالب ميرفت الشرقاوى - موظفة بالشهر العقارى - بصيانة كبارى المشاة وتوفير الأمان للمواطنين للسير عليها ، وتروى موقفا تعرضت له أعلى كوبرى مشاة بالمطرية، حيث فاجأها لصان بمطواة وطلبا منها حقيبة يدها ، فاستسلمت لهما وتركت لهما ما معها ، لتنقذ حياتها بعد أن فوجئت بأن الكوبرى مظلم وبدون أى حماية لمن يرتاده. وتتساءل لماذا لا يتم إضاءة كبارى المشاة ، ودعمها بشرطة خدمية لمنع استغلال البلطجية لها فى السطو على المواطنين؟ ويدق محمد راشد - محاسب - ناقوس الخطرعلى كبارى المشاة قائلا: إن أجهزة الدولة لم تنجح فى السيطرة على أوكار المدمنين المنتشرة على الكبارى، فتركت البلطجية والباعة يحتلونه ، ويخربون محتوياته ، بل ويسرقون التيار الكهربائى من أعمدة الإنارة لكى تضىء أمام بضائعهم التى تسرق نصف مساحة الكوبرى، وتملأ القمامة محتوياته . ويبقى السؤال لماذا لا يتم الاهتمام بكبارى المشاة سواء من ناحية النظافة أو طلائها ومعاقبة من يشوهها ويحولها إلى كبارى عشوائية تهدر ما أنفق عليها من أموال؟ وأطرح رؤية فى هذا الجانب لتحسين الكبارى وهى إسنادها إلى شركات متخصصة فى الارتقاء بجودة الكبارى ورفع كفاءتها وحمايتها من تسرب الباعة الجائلين إليها وتحويلها إلى كبارى 5 نجوم ، الأمر الذى ينعكس على إضافة لمسة جميلة لخدمة المواطنين ، وتهدف إلى تشغيل عدد كبير من الشباب فى تطوير وتحسين صورة الكبارى.. الحل أبسط من تشكيل لجان أو عقد اجتماعات أو إجراء مناقصات، لأن القطاع الخاص يمتلك كوادر بشرية قادرة على تحويل التراب إلى ذهب