بدأت عملية إجلاء مدنيين من أحياء محاصرة منذ أكثر من عام ونصف العام بمدينة حمص القديمة بموجب اتفاق انسانى أبرم الاسبوع الماضي. جاء ذلك فى نشرة الأخبار للتليفزيون السوري، وأظهرت لقطات أذيعت على الهواء مباشرة من حمص حافلات تستعد لنقل من سيتم إجلاؤهم لكن لم يرد مؤشر على أن عملية نقلهم بدأت. وقال طلال البرازى محافظ حمص إن عشرات المدنيين فى حمص القديمة بدأوا الخروج من الاحياء المحاصرة من حمص، موضحا أن المساعدات الانسانية التى من المقرر إرسالها إلى هذه المناطق الواقعة تحت سيطرة مقاتلى المعارضة، ستدخل اليوم، وقال البرازى إن فريق المحافظة والأممالمتحدة والهلال الأحمر توجه أمس الى النقطة المحددة لتأمين خروج المدنيين وسوف يتم انتقالهم الى حيث يرغبون. وأشار إلى أن السلطات السورية مستعدة لاستقبال أى عدد، وإذا رغب المدنيون الموجودون فى الداخل أن يخرجوا جميعا، فأهلا وسهلا«. وأوضح أن الأشخاص الذين سيسمح لهم بالخروج هم الأطفال دون الخامسة عشرة من العمر، والرجال الذين تجاوزوا الخامسة والخمسين، بالإضافة إلى النساء. وكانت دمشق قد أعلنت أمس الأول توصلها إلى اتفاق مع الاممالمتحدة حول خروج المدنيين من أحياء حمص القديمة وادخال مساعدات انسانية لمن يختار البقاء فى الداخل، وقالت المنظمة الدولية إن الاتفاق «سيسمح بتقديم مساعدة حيوية لحوالى 2500 مدني» فى حمص القديمة.ويقول ناشطون إن قرابة ثلاثة آلاف شخص لا يزالون يوجدون فى أحيائها المحاصرة منذ يونيو 2012. وفى هذه الاثناء ، أكدت دمشق رسميا مشاركتها فى الجولة الثانية من المفاوضات مع المعارضة فى جنيف فى العاشر من فبراير، وأعلن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد أن دمشق قررت المشاركة فى الجولة الثانية من المفاوضات مع المعارضة فى جنيف بعد غد، لاستكمال البحث فى التوصل إلى حل سياسى للأزمة، وقالت فكورين مومال المتحدثة باسم الأممالمتحدة، أمس، إن وزير الخارجية السورى وليد المعلم سوف يترأس وفد حكومة بلاده. وعلى صعيد آخر، طلب مجلس الامن الدولى أمس الاول من دمشق تسريع نقل أسلحتها الكيميائية الى خارج أراضيها وأعرب عن تمسكه باحترام الموعد النهائى المحدد فى الثلاثين من يونيو لتدمير هذه الترسانة. وميدانيا، تجددت الاشتباكات بين قوات النظام من جهة ومقاتلى جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية من جهة أخرى فى محيط سجن حلب المركزى وجزء منه بمدينة حلب شمال سوريا. وأفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان فى بيان له أمس بأن هذه الاشتباكات ترافقت مع استعادة القوات النظامية السيطرة على أجزاء كبيرة من السجن. وقال المرصد إن الاشتباكات العنيفة التى دارت أمس الأول فى السجن ومحيطه أسفرت عن مقتل 20 عنصراً من القوات النظامية بينهم 8 قتلوا إثر تفجير مقاتل من جبهة النصرة شاحنة مفخخة عند مدخل السجن. وأضاف أن «17 مقاتلا، على الأقل، من مقاتلى جبهة النصرة غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية لقوا حتفهم بينهم أمير فى جبهة النصرة قائد جيش الخلافة سيف الله الشيشاني، والذى كان قائداً لهذه المعارك لتحرير سجن حلب المركزي». وفى نيويورك، قال بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة أمس إنه يتابع بقلق بالغ التصعيد المسلح المتواصل فى سوريا، خاصة الهجمات الجوية المستمرة واستخدام البراميل المتفجرة ذات التأثير المدمر فى المناطق المأهولة بالسكان، والتى تبعث على الأسي.