ونحن نقترب من الذكري الأولي ل25 يناير، يلاحقني سيل من التساؤلات التي تلح بشدة علي كل مواطن أمن بهذه الثورة وتولد لديه حلم التغيير وأعتقد أنه سهل المنال، هذه التساؤلات تلخص لنا ما مر بنا خلال الاثني عشر شهرا المنصرمة، بعضها موجهة لنا ولضمائرنا والبعض الأخر موجه لمن تولي مقاليد النظام سواء الحالي أو المستقبلي، في حال تم إجراء انتخابات رئاسية حقيقية ولم تأخذ شكل التعيين أو الصفقة! وتتمثل هذه التساؤلات الملحة في الأتي: هل حققت الثورة أهدافها التي قامت من أجلها؟ هل سقط النظام فعلا أم مازال حيا يرتع ويلعب؟ هل قضينا علي الفساد والمفسدين أم مازال عدد من رجال مبارك أحرار يلعبون بنا وبثورتنا الوليدة كما يشاءون وأسمائهم معلومة لدي الجميع؟ هل حققنا العدالة الاجتماعية المنشودة ولم يعد هناك مواطنا يشعر بالظلم والاضطهاد واحترم الجميع سيادة القانون؟ هل عادت كرامتنا الإنسانية أدراجها وقضينا علي كل أشكال القمع والانتهاكات الحقوقية؟ هل وصل الشباب الذي قاد هذه الثورة إلي أي موقع أو منصب في الدولة بخلاف السجون ومقار المحاكمات العسكرية؟ هل استعدنا أموالنا المنهوبة في الداخل والخارج أم سنكتشف المزيد من المليارات المخبئة لحساب مبارك وأعوانه كما فاجأنا العقدة في البنك المركزي؟ هل سيقوم مجلس الشعب الجديد بدور تشريعي حقيقي خالص لوجه الله بدون أي صفقات يكون الشعب فيها هو الضحية؟ هل سننجح في وضع دستور محترم يليق بهذه الثورة العظيمة أم سيأتي دستورا مسلوقا يحتوي علي ثغرات وصلاحيات تحول أي رئيس قادم إلي فرعون جديد؟ هل ستنتهي المحاولات المستميتة لتشويه الثورة والثوار، فلم نجد دولة تغتال شبابها ورموزها كما حدث خلال الفترة الماضية؟ هل ستنتهي محاكمات مبارك وأعوانه بأحكام عادلة تشفي جروحنا أم سيفلح الديب في الحصول علي براءة مبارك وأبنائه وأعوانه كما حدث مع ضباط قسم السيدة زينب وغيرهم؟ وأخيرا ماذا نحن فاعلون بثورتنا في 25 يناير القادمة؟ سأترك لهم البحث عن الإجابات بأنفسكم وسأتناول السؤال الأخير بقدر من التفصيل، نعم ماذا نحن فاعلون بثورتنا في 25 يناير؟ إنني أشفق علي الشباب الثائر الذي شوه ولعن وحبس وسحل، فمازال أمامنا عام أخر من المشقة والعناء وربما أعوام، لأن واجبنا يحتم علينا استكمال الثورة وتحقيق مطالبها وأهدافها. الذكري الأولي ل25 يناير تأتي وقد تغير المشهد السياسي المصري، حيث قفز أناس وحصلوا علي معظم الكعكة وإن كنت لا أحبذ هذا التعبير، وفريق من الشباب كان الأجدر والأحق بقيادة الإصلاح والتغيير لبناء مصرنا التي نستحقها، مازال في ذيل القائمة يعاني من الإحباط وغياب القدوة ومحاولات تشويه لا تتوقف. أنا سأنزل إلي ميدان التحرير في 25 يناير للمشاركة في استعادة روح الثورة القديمة، ولن أشارك في أي من الاحتفالات المعلنة من جانب المجلس العسكري، أو أترقب السماء للفوز بهدايا طائرات القوات الجوية! فقد كنت أتوقع مراجعة حقيقية من جانب القائمين علي النظام واعتراف بالأخطاء أو الخطايا التي حدثت في إدارتهم للمرحلة الانتقالية، فالاعتراف بالخطأ بداية طريق الإصلاح. كما لا أتمني أيضا أن تتحول الذكري الأولي إلي أداة في أيدي الحاقدين والفاسدين لتخريب ما تبقي من الوطن وإلصاق التهم بشباب الثورة، أنا أريد اعتبار هذا اليوم مراجعه للضمائر ومبادرة لتوحيد جهود شرفاء الوطن المخلصين لمواصلة الكفاح والتمسك بسلمية الثورة لنقف سدا منيعا أمام كل من تسول له نفسه القضاء علي ثورتنا أو إزهاق المزيد من الأرواح البريئة الحالمة بجعل مصر أجمل وطن في الدنيا، فنحن نملك حب الوطن وتنقصنا الاحترافية والتنظيم للحصول علي الحقوق. أدعوكم وأدعو نفسي إلي التمسك بالأمل والتحلي بالصبر، فعاجلا أو أجلا ثورتنا ستنتصر والحق قد يتأخر ولكنه دوما يعود. أدعوكم لقراءة الفاتحة علي أرواح شهدائنا والترحم عليهم داعيا من الله عز وجل أن ينصر ثورتنا ويثبت أقدامنا علي الحق، اللهم أمين. الثورة ستنتصر ولو بعد حين. المزيد من مقالات علا حمدى