هل هناك مخطط أو مؤامرة إن الناس تحلف بحياة وأيام مبارك والعادلى؟ هل من المعقول إن الشرطة العسكرية تقتحم ميدان التحرير وتعتقل - ويقال قتلت - المتظاهرين فجر يوم جمعة بحجة تعطيلهم المرور وتتسامح وتسمح أو تترك سائقى الميكروباص المعروفين بأنهم شمامين وبلطجية ومسجلى خطر يقطعون المحور عشية يوم فى منتصف الأسبوع؟ ثم يشّلون البلد بأكملها صباح يوم عمل أخر؟ كيف تركت الشرطة المدنية والعسكرية هؤلاء الأوباش المجرمين يقطعون المحور وهو الطريق الوحيد الذى يربط ثلاثة ملايين نسمة يعيشون فى أكتوبر وزايد - بل والأسكندرية - بالقاهرة والعكس، على الرغم من معرفة الحكومة قبل الشعب أنهم لو أطلقوا النار على هؤلاء لن يتعاطف معهم أحد؟ هل يعقل أن تدخل الشرطة العسكرية إلى الحرم الجامعى لضرب وإعتقال طلاب الإعلام بمجرد طلبهم من عميد منزوع الشرعية؟ ثم تترك - نفس الشرطة - مجموعة من الخارجين عن النظام والقانون والشرعية يقطعون خط السكك الحديدية الرئيسى والطريق السياحى والدولى السريع والوحيد المار بقنا لتفصل قسمى البلد بأكملها شملاً وجنوباً بما يعد عملاً إرهابياً وخطراً على الأمن القومى وتهديداً للسلم العام وترويعاً للمواطنين ولزوارنا من البلاد الاخرى بحجة إن الحل يجب أن يكون سياسياً وليس أمنياً؟ ما دخل السياسة بقطع الطرق؟ أين هيبة الدولة؟ أين الجيش والداخلية والوزارة والحكومة وأجهزة الأمن المختلفة؟ الدولة بأكملها تنهار أمام سواقين الميكروباص ومايكل نبيل - مدّون - يُعتقل ويحاكم عسكرياً ويصدر عليه حكم بثلاثة سنوات سجناً بحجة إهانة المؤسسة العسكرية؟! وماذا نُسمى ما يفعله هؤلاء؟ أليست هذه إهانة للمؤسسة العسكرية ومساس بهيبة الدولة وإساءة لسمعة البلد وتشويه لصورة دولة القانون المزمع إقامتها أمام العالم؟ أين قوانين الطوارئ ألتى أبقيتم عليها وقوانين تجريم الإعتصامات التى أخترعتموها؟ أين محاكمكم العسكرية السريعة وقوانين البلطجة التى استحدثتموها؟ هل تدخرونها لنا لإستعمالها فجر الجمعة أو عند التمشية بعد الثانية ليلاً؟ وحتى بدون طوارئ ولا يحزنون، معظم هؤلاء المجرمين يحملون أسلحة بيضاء وبمجرد القبض عليهم وتفتيشهم يمكن سجنهم بهذه التهمة وحدها، ثم القضاء عليهم تماماً بتسيير أوتوبيسات نقل عام على نفس خط سيرهم لنتخلص تماماً من فئة الرعاع التى تريد فرض إرادتها على المجتمع والحكومة التى يبدو صمتها ضعفاً وهزالاً أمام الخارجين عن نظامها، خاصة وأن الجميع فهم اللعبة وكل من يريد حقه فى الهرش أو الاستهبال يختار طريقاً ويقطعه وفى يوم واحد فقط تم قطع طرق وسط البلد من أصحاب المحال، بسبب احتلال البلطجية والمسجلين لأرصفة ونهر طريق طلعت حرب وعبد الخالق ثروت، وتم قطع طريق المحور وإغلاق ميدان رمسيس وشارعى الجلاء و26 يوليو فى وسط البلد من بلطجية الميكروباص، وقطع الطريق أمام ماسبيرو من الحرامية المطالبين بتكريم المحبوس إحتياطياً وقطع البدو الطريق الدولى فى شمال سيناء (العريش - القنطرة) للإفراج عن سجناؤهم ، وقطع طريق (راس سدر- شرم الشيخ) لنفس السبب، ناهيك عن قطع الطريق الدائرى من كل من هب ودب لأى سبب، بالإضافة طبعاً لما سبق ذكره عن قطع كل شئ فى قنا! لماذا تمارسون "الطبطبة" مع البلطجية وتضربون بيد من حديد على من يجلس أمام الكومبيوتر؟ ماذا تريدون منا بالله عليكم؟ ولو كان قيام ثورة فى بلد لا يكفى وحده لصلاح حالها، ماذا تريدون أيضاً؟ أن نُضرب بالقنابل الذرية مثل اليابان؟ أم أن تقوم حرب عالمية ثالثة لنصبح مثل ألمانيا؟ ألا تدركون أنه يوجد عدة دول حولنا تترصد وتتربص لنا حتى تستطيع التدخل وإجهاض ثورتنا، وتراقب وتتعلم من أخطاؤنا حتى يستطيعوا قمع شعوبهم؟ التاريخ بأكمله قد توقف ليرقب ماذا نحن فاعلون ونحن متوقفون على المحور لأن سائقى الميكروباص لا يريدون دفع المخالفات! هل فعلوا ذلك وهم يعلمون (من أين لهم هذا التأكد؟) إن الدولة ومؤسساتها السيادية لن يتدخلوا!!! كيف عرفوا هذا؟ ومن أين لهم هذه الثقة؟ وعلى من يعتمدون؟ خاصة وإن هناك الكثير من هذه الميكروباصات تتبع جمعيات يمتلكها أعضاء من الحزب البائد ويجب ألا نحسن الظن فى هؤلاء أو إنهم عامل محرك لهذه البلطجة التى أعتاد عليها الحزب المنحل، ومن أين لطفل صغير أو شخص غرير أو مواطن ذو ذكاء متوسط أو حتى جاهل أن يقتنع بمليم إن هؤلاء الهمج الجبناء فعلوا هذا وهم على يقين أنهم سيواجهون مقاومة شرسة من الشرطة والجيش؟ أسمع الآن اصواتاً مرتفعة تقول إننا جلبنا الخراب للبلد بثورتنا، والناس تصدق لأنها ترى الإنهيار فى كل جوانب الحياة بدون بارقة أمل، صوتى ضعيف ومحدود ولذلك أدعوكم يا شرفاء الوطن ومثقفيه وقادته وعلماؤه وقضاته ومدرسي جامعاته ونقاباته المستقله وجمعياته الأهلية، يا كل شريف فى أى موقع أوصل صوتك للمجلس العسكرى ورئيس الوزراء إن البلد فى خطر، والله العظيم دم شهداؤنا بيضيع ودولة القانون التى كنا نتمناها ستنتهى إلى دولة الميكروباص. اللهم بلغت .. اللهم فأشهد