يسيطر الغموض علي خريطة التحالفات السياسية فى مصر، واتفقت قيادات الأحزاب والحركات السياسية على أن خريطة التحالفات الحزبية لن تتحدد معالمها إلا بعد إقرار النظام الانتخابى البرلمانى من حيث الفردى أو القائمة أو المختلط، كما أنها أجمعت على أن إجراء الانتخابات الرئاسية أولا جنب الجماعة السياسية الصراع فى الوقت الراهن. وفى الوقت نفسه، تظل بعض الأحزاب متميزة ولم تنضم إلى أي جبهة أو ائتلاف فى حين يظل جانب الحركات الشبابية غير واضح من حيث التحول لأحزاب أو الاندماج فيها. وقال شهاب وجيه المتحدث الرسمى باسم حزب «المصريين الأحرار» العضو فى جبهة الانقاذ الوطني، إن أولويات الجبهة ستكون سياسية وليست انتخابية فى الوقت الراهن لأن الهدف الأساسى هو حماية التحول الديمقراطى فى مصر، وإن الانتخابات البرلمانية هى التى ستحدد الخريطة الحزبية. وأضاف ل«الأهرام» أن الرئيس القادم سيكون مستقلا وليس حزبيا، ولا يعتقد أن يستطيع حزب ما الحصول على أغلبية البرلمان القادم وستكون الحكومة ائتلافية. وأكد محمد فريد عضو الهيئة العليا لحزب المصريين، الأحرار أن جبهة الانقاذ لم تحسم حتى الآن الدور الذى ستقوم به خلال الفترة القادمة لكن التنسيق بينها سيكون قائما فى القضايا العامة، موضحا أنه لو تم إجراء انتخابات برلمانية أولا كان سيتسبب ذلك فى وجود صراعات بين الفصائل السياسية. ومن جانبه دعا نبيل زكى القيادى بحزب التجمع عضو جبهة الانقاذ وتيار الاستقلال إلى توسيع التحالفات الحزبية واقتصارها على تحالف كبير حاليا إذا لم يكن بينها خلافات عميقة بأن تنضم جبهتا الإنقاذ ومصر بلدى وتيار الاستقلال فى تحالف واحد لمناصرة الدولة المصرية الحديثة وحماية البلاد من التفكك فى ظل الأوضاع الحالية. وأضاف أن ذلك سيكون بمثابة تعبئة عامة ضد الإرهاب وترجمة حقيقية لثورتى يناير ويونيو، موضحا فى الوقت نفسه، أنه من الصعب حصول حزب واحد بمفرده على الأغلبية البرلمانية وأن الانتخابات البرلمانية هى التى ستحدد معالم الخريطة. وحذر زكي من تأسيس حزب للرئيس القادم، موضحا أن هذا سيكون أكبر خطر يواجه مصر لأننا نعانى من ذلك منذ 60 عاما، وسيتجه أصحاب المصالح والمنافقون ورجال الأعمال إلى هذا الحزب وتتحول الأحزاب الأخرى إلى ديكور، كما أن الدستور الجديد نص على تخلى أى رئيس عن عضويته بالحزب الذى ينتمى له. وأضاف أن النظام الانتخابى الذى سيتم إعلانه هو الذى سيحدد معالم التحالفات السياسية، مؤكدا أنه لن يستطيع حزب تشكيل الحكومة بمفرده بل ستكون الوزارة ائتلافية، وأن حزب الأغلبية المستقلة سيكون وجوده صعبا جدا. وذكر ممدوح رمزى القيادى بحزب «مصرنا» والبرلمانى السابق أن انتخابات رئيس أولا أصبح «رمانة الميزان» لأن الرئيس هو الذى سيحسم الحالة العامة، خاصة مع قرب إجراء الانتخابات البرلمانية. وأضاف أن حزبه لم ينضم لأى تكتل سياسى فالنخبة خيبت الآمال والإخوان كاذبون، ولابد من انتخاب رئيس وطنى يلتف حوله الشعب. وأكد أنه لن يستطيع حزب بمفرده تشكيل الأغلبية وأن الحكومة القادمة ستكون ائتلافية، مستبعدا أن يكون الرئيس القادم حزبيا. كما أكد محمود عطية مؤسس ائتلاف «مصر فوق الجميع» الداعم لترشح المشير عبدالفتاح السيسى للانتخابات الرئاسية، أن الائتلاف لن ينضم لأى حزب أو جبهة حاليا وأن النظام الانتخابى البرلمانى هو الذى سيحدد معالم الخريطة فى مصر، لكنه أكد ضرورة وجود حزب أغلبية قوى فى هذه المرحلة لمساندة الرئيس القادم. وذكر الدكتور نبيل دعبس رئيس حزب «مصر الحديثة» أن الحزب لن ينضم لتكتل سياسى وأنه ينتظر إقرار النظام الانتخابى البرلمانى لتحديد موقفه، داعيا الجميع إلى تقدير الموقف الحالى الذى تمر به البلاد وتنحية المصالح الشخصية جانبا لأن مصر فى حاجة للتكاتف أكثر من الانقسامات والخلافات السياسية.