هل عادت إنفلونزا الخنازير مرة أخري؟ سؤال يطرح نفسه في ظل انباء حول وفيات واصابات في المنصورة. جميع التقارير تشير الي اننا امام انفلونزا موسمية شرسة تتطور الي التهاب رئوي حاد يشكل تهديدا للحوامل ومرضي الامراض المزمنة, والاطفال دون سن العامين. وإن كان الأمر لايدعو للقلق وإنما لابد من دق ناقوس الحذر عن كيفية مواجهتها عند ظهور الاعراض الاولية للمرض والالتزام باجراءات الوقاية ومنع انتقال العدوي سواء بين الاشخاص العاديين أو العاملين في المجال الصحي. ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فقد بلغ إجمالي حالات الإصابة بالالتهابات التنفسية الحادة والالتهاب الرئوي المرصودة في مصر خلال شهري ديسمبر ويناير نحو85 حالة, نصف هذه الحالات تقريبا كان بسبب فيروسH1N1 الذي عرف للجمهور باسم إنفلونزا الخنازير. حيث تم عزله في عينات40 حالة توفي منهم7 فقط, وهو رقم منخفض وغير مقلق وفقا للمقاييس الطبية العالمية. كما انها تقريبا نفس نسب الاصابة العام الماضي والتي تتراوح ما بين0.2:0.3% من إجمالي عدد المترددين علي العيادات الخارجية والاستقبال. الدكتور نصر طنطاوي مستشار منظمة الصحة للامراض المعدية, أكد أن فيروس انفلونزا الخنازير من العالم انتهي كجانحة. وهو ماأكدته منظمة الصحة بعدما تم التأكد بانه لم يطرأ اي تغير علي قدرة الفيروس علي التحور وذلك منذ سبتمبير.2010 وبالتالي تحول خلال موسم الشتاء الحالي إلي نوع من الإنفلونزا الموسمية وأيضا تم ادراجه ضمن الامصال الواقية. وعلي الرغم من انه لاتزال عدد الإصابات في النطاق المقبول والمطمئن, فإنه لا يمكن التهوين من الموقف اوالتعامل معه بشكل غير جدي. وفي هذا الصدد يشير الدكتورعبد الهادي مصباح أستاذ المناعة عضو الأكاديمية الأمريكية للمناعة إلي أن هناك مجموعات أكثر تعرضا للخطورة عند الإصابة بفيروس الأنفلونزا. وهم الأطفال والحوامل وكبار السن وكذلك الأشخاص المصابون بحساسية مزمنة في الصدر اوالأشخاص المصابون بأمراض مزمنة مثل الفشل الكبدي أوالكلوي. ويضاف لهم الأشخاص الذين تنخفض لديهم المناعة مثل من أجريت لهم عمليات جراحية كبري اومرضي الإيدز والأورام. وينصح كل هؤلاء بأخذ التطعيم تجنبا للعدوي. وينفي مصباح ما يتردد بأن إنفلونزا الخنازير عادت مرة أخري واصفا اياه بالكلام غير الدقيق, لأنه لم يعد هناك مايسمي بأنفلونزا الخنازير. ولكن هناك انفلونزا تسببها سلالالةH1N1 في صورة موسمية وغير وبائية. أي أننا في مرحلة ما بعد الوباء, وبالتالي أصبح وجود الفيروس والإصابة مثل الإصابة بالأنفلونزا الموسمية. ويشير الي ان المصل الواقي المتوافر يتيح حماية من سلالةH1N1 وH3N2 و سلالة انفلونزاB التي تسبب انفلونزا الموسم الحالي. ويشير الي ان ماحدث في2009 وحالة الذعر التي صاحبت فيروسH1N1, كانت لاننا لم نكن نعرف سلوكه بعد. وكانت العدوي تحدث من قبل الخنزير إلي الإنسان. وفجأة أصبح العالم في مواجهة وباء جديد بعدما تحور هذا الفيروس واستطاع اكتساب القدرة علي الانتقال من شخص إلي آخر. وكان السبب وراء الاصابات والوفيات المتزايد آنذاك هو ان الجهاز المناعي للإنسان كان غير معتاد علي التعامل مع هذه السلالة الجديدة من فيروسات الأنفلونزا. وتم الاعلان عنها كجانحة وسط تخوفات من تغيرات جينية جديدة للفيروس تؤدي إلي أن يصبح أكثر شراسة وإحداثا للوفيات. وانتهي الامر بانحسار حالات الاصابة وتم اكتشاف تركيب الفيروس وادراجه سريعا ضمن أمصال التطيعم ضد الانفلونزا الموسيمية. وتعليقا علي الحالات المرصودة بالمنصورة بين الاطباء والمواطنين والتخوف من تحولها الي وباء, يري الدكتور مصباح ضرورة اجراء دراسات وابحاث لرصد نمط الاصابة لدينا. فمن الملاحظ من الممارسات العملية ان الفيروس بالفعل أصبح أكثر شراسة وقدرة علي التوغل بشكل أقوي وربما أسرع في الجهاز التنفسي. وهو الأمر الذي يوجب سرعة التشخيص والاكتشاف المبكر وبدء العلاج فور تأكيد الاصابة. مشيرا الي اننا ننادي مرارا وتكرارا بالوقاية من خلال التطعيم بالمصل مبكرا بداية من اكتوبر من كل عام لتجنب الاصابة خاصة بين الفئات الاكثر عرضة. ويوضح ان اعراض الإصابة هي نفس اعراض العدوي بالأنفلونزا العادية. ومن النصائح التي يوجهها للوقاية بصفة عامة الاكثار من السوائل وتناول الخضر والفاكهة الطازجة خاصة الموالح كالبرتقال والليمون واليوسفي. وغسل اليدين باستمرار بالماء والصابون. وهي اهم وابسط السلوكيات النظافة الشخصية. .. والصحة: الإصابات في حدود الأمان كتب حسام زايد: أعلنت الدكتورة مها الرباط وزيرة الصحة والسكان عن وفاة61 حالة بفيروس الانفلونزا الموسميةH1N1 والمعروف سابقا بأنفلونزا الخنازير, لا فته انه ليس بين المتوفين اطباء.مؤكدة ان حالتي اصابة فقط بين الاطباء, الاولي تخص الدكتورة نجلاء فتحي من القليوبية وقد تم شفاؤها تماما وذهبت الي منزلها, والثانية للدكتور احمد الشوادفي من الشرقية, ومازال يتلقي العلاج بمستشفي قصر العيني وحالته مستقرة. واضافت بانه تم ايضا تشخيص271 حالة مصابة بفيروس الانفلونزا الموسميةH1N1 خلال موسم الشتاء منذ اول ديسمبر وحتي الآن. وشددت الرباط خلال اجتماعها بممثلي اللجنة القومية لمكافحة الانفلونزا علي توفير جميع المتطلبات الوقائية في المستشفيات والوحدات والتشديد علي جميع العاملين باستخدامهما وعدم الإهمال في ذلك حماية للعاملين في القطاع الصحي وكذلك المرضي, كما وجهت وزيرة الصحة بتوفير جميع الأدوية وعلي رأسها عقار التاميفلو في جميع المستشفيات التابعة للوزارة أو الجامعية. وعلي صعيد آخر اعلنت الوزيرة عن البدء في تطعيم الأطفال بطعم الانفلونزا البكتيريه, بعد ان تم إدراجه ضمن اللقاح الخماسي في جدول التطعيمات الروتينيه للأطفال في جمهورية مصر العربيه ويشمل الدفتريا, والسعال الديكي, التيتانوس, الكبدي بي, الإنفلونزا البكتيرية. ومن جانبه أكد الدكتور عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي انه لا يوجد اي تغيرات طرأت علي فيروس الانفلونزا الموسميةH1N1 في مصر وانها مازالت في الحدود العادية والآمنة, وهناك نظام صارم للترصد بجميع مستشفيات مصر. ومن جانبه اوضح الدكتور احمد كامل المستشار الاعلامي لوزارة الصحة ان نتائج العينات المأخوذة من الطفلين المتوفيان بمستشفي جامعة المنصورة ظهرت سلبية من الاصابة بفيروسH1N1 واظهر تقرير الصحة اصابتهم بمرض الذئبة الحمراء وفشل كلوي وخضوعهم لجلسات غسيل كلوي منتظمة.