فى احد ايام عام 1959 رفع المخرج الكبير كمال الشيخ سماعة التليفون و اتصل باحمد مظهر قائلا : انا عندى لك دور هايل مظهر – دور ايه؟ الشيخ – دور رئيس عصابة اسمه عصمت كاظم فى فيلم اسمه ( الرجل الثانى ) مظهر – لا ياعم , انا مش عاوز اى ادوار شريرة . هكذا رفض احمد مظهر فيلم الرجل الثانى ليفسح المجال دون ان يقصد للنجم الشاب رشدى اباظة حيث انطلق اباظة بعد هذا الفيلم الى مكانة متميزة فى عالم النجومية , و لكن لماذا رفض مظهر ان يؤدى دور شرير ؟؟؟ بعد ثورة يوليو 1952 تم انتاج فيلم ( ظهور الاسلام ) عن قصة الوعد الحق للكاتب الكبير طه حسين و تقدم مخرج الفيلم ابراهيم عز الدين بطلب الى وزارة الحربية يريد فيه فرسانا من الجيش لتصوير مشاهد الحروب و القتال بين المسلمين و بين الكفار , و تم تكليف احمد مظهر ان يكون على رأس كتية الفرسان , اسند المخرج فى البداية الى مظهر دور( ياسر بن عمار) الصحابى المؤمن , و لكن بعد ان تأمله المخرج فى عدسة الكاميرا اثناء البروفات اسند اليه دورا اخر و هو( عمرو بن هشام) الكافر الشرير , و لما ساله مظهر عن سبب تغيير دوره من مؤمن الى كافر قال له : * بصراحة , لقيتك مقطب الجبين وملامحك شريرة !!! انهى مظهر دوره فى الفيلم و عاد ادراجه الى عمله كسكرتير مساعد لرئيس المجلس الاعلى للفنون و الاداب , و دارت الايام , حتى جاء عام 1957 و تولى عز الدين ذوالفقار اخراج فيلم ( رد قلبى ) و طلب من مظهر ان يقوم بدور البرنس الشرير( علاء ) سليل الاسرة العلوية , فرفض فى البداية بسبب ان الدور شرير حتى اقنعه الاديب الراحل يوسف السباعى, صاحب قصة الفيلم , بقبول الدور , خاصة و ان الفيلم يعتبر خير دعاية للثورة الوليدة و ايضا لزميله و صديق عمره , الرئيس جمال عبدالناصر , حيث دخلا الكلية الحربية فى يوم واحد و تخرجا منها فى يوم واحد ثم فرقتهما سبل الحياة . كان احمد مظهر نبيلا , و جنتلمان , لدرجة لا توصف , حتى انه كان يرفض ان يكون شريرا حتى على الشاشة , فالفارس يحب ان يكون فارسا فى حياته و فى عمله , , ,يقال انه اثناء تصوير فيلم ( الناصر صلاح الدين ) اضطر مظهر ان يعيد مشهد المبارزة بينه و بين الفنان احمد لوكسور لاكثر من110 مرة و هو رقم قياسى فى عدد مرات اعادة مشاهد التصوير السينمائى , و ذلك من اجل ان يكون الفارس على الشاشة بالفعل فارسا . لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا