دعا علماء الدين إلي استغلال طاقات الشباب خلال إجازة الجامعات والمدارس, في كل ما يعود بالنفع العام علي الفرد والمجتمع, وأكدوا أن الإجازات فرصة لتحصين عقول الشباب من الأفكار الهدامة والمتطرفة, وذلك من خلال برامج وقوافل مكثفة يشارك فيها علماء الدين والسياسة والاجتماع والاقتصاد, تجوب كل التجمعات التي يذهب إليها الشباب, وذلك بالتنسيق مع المؤسسات الدينية ووسائل الإعلام المختلفة. ويقول الدكتور عطية مصطفي, أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية الدعوة بجامعة الأزهر, إن استغلال طاقات الشباب في العمل النافع يبدأ أولا بتعريفهم وتوعيتهم بعدة أمور منها, أهمية الوقت, وفائدة العمل للفرد والمجتمع, وعلي الشباب أن يدرك أن الإسلام اهتم اهتماما بالغا بالوقت, حيث أوضح الرسول, صلي الله عليه وسلم, في حديثه الشريف: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس, الصحة والفراغ, ومن خلال معني ومفهوم هذا الحديث نعلم مدي أهمية استغلال كل ثانية من عمر الإنسان في العمل النافع الهادف للفرد والمجتمع, مشيرا إلي أن الرسول صلي الله عليه وسلم, أوضح في حديث آخر تلك المعاني, فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: اغتنم خمسا قبل خمس, شبابك قبل هرمك, وصحتك قبل سقمك, وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك. وأشار إلي أنه بالنسبة لأهمية العمل, يجب توعية وتعريف الشباب بأهمية العمل, موضحا أن الإسلام حث علي ضرورة أن يكون لكل إنسان عمل نافع يتكسب منه, بل شدد علي أن يتقن كل فرد ذلك العمل, حيث قال سبحانه وتعالي في كتابه الكريم:إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا, وقال تعالي في آية أخري: من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون, وهنا نلحظ في فهم معني هذه الآية الكريمة, إن العمل هنا ليس مقتصرا علي الرجال دون النساء, بل إن الفارق يكمن في مدي إتقان احدهما للعمل الذي يعمله, وليس الفرق في النوع, موضحا أن توصيل تلك المعاني إلي عقول الشباب عن طريق التحاور معهم ومناقشة أفكارهم في جميع الاتجاهات والمجالات, لاسيما في أوقات فراغهم مثل إجازة نصف العام, أو الإجازة الصيفية, لاشك سيحمي عقولهم من هجوم الأفكار الشاذة والمتطرفة, ويحصنهم من ان يقعوا فريسة سهلة في أيدي المتاجرين بأحلام الشباب في جميع الاتجاهات. القوافل الدعوية وأكد الدكتور عطية مصطفي, ان القوافل الدعوية التي تجوب محافظات ومدن وقري الجمهورية, بالتنسيق بين مؤسسة الأزهر جامعا وجامعة, ووزارة الأوقاف, عليها مسئولية كبيرة في استغلال وقت إجازة الطلاب والطالبات, لتوجيههم إلي الفكر الوسطي المستنير, والابتعاد عن التشدد والتطرف, وأن يتم التنسيق مع وزارة الشباب, لتنظيم ندوات وبرامج تثقيفية في جميع أماكن تجمع الشباب, سواء في الأندية أو في المساجد الجامعة في المراكز والمدن, لان الحجة تقرع بالحجة, كما يقولون, ولن تتم عملية التواصل مع الشباب من الجنسين إلا من خلال التقرب إليهم والتعرف علي أفكارهم عن قرب ومناقشتهم فيها بحوار عاقل هادف, تعلو فيه المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة. المشاركة المجتمعية وعن استغلال طاقات الشباب اجتماعيا, يوضح الدكتور نبيل السمالوطي, أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر, إن الشباب في أي مجتمع هم المستقبل, لذلك فان الاهتمام بهم يعد من قبل الواجب علي الدولة والمسئولين, موضحا أن الإجازات التي يحصل عليها الطلاب سواء في نصف العام أو في فصل الصيف, تعد فرصة سانحة لاستغلال طاقاتهم في جميع المجالات النافعة, ففي المجال الاجتماعي تكون الفرصة كبيرة للمشاركة الاجتماعية بالنسبة للشباب خاصة طلبة الجامعات, وذلك من خلال الأنشطة الطلابية المتضمنة العمل الاجتماعي, الذي يشتمل علي مساعدة الغير في إطار مشروعات خيرية, تقدم المعونة للمحتاجين والفقراء, وما أكثرهم في بلادنا, مشيرا إلي أن ذلك ممكن أن يتم بالتنسيق مع بعض الجمعيات الأهلية المعتدلة التي تقوم علي رعاية الفقراء صحيا وماليا واجتماعيا, ولقد رأينا كثيرا من شبابنا من الجنسين في بعض المستشفيات يقومون بزيارة المرضي مع إعطائهم مساعدات مادية حتي وان كانت رمزية إلا أن فيها قيما غالية تجسد روح الإحساس بالناس الفقراء ومشاركة آلامهم, وهذا نموذج نريد أن يتكرر كثيرا في مصر, حتي يحدث التكامل والتكافل الاجتماعي الذي أوصانا به رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديثه الشريف حيث قال عليه الصلاة والسلاممثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد, إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي. وأكد أن المشاركة المجتمعية للشباب خلال الاجازة الدراسية, لها ثمار طيبة كثيرة, منها شغل أوقات فراغ الشباب بما يعود بالنفع علي ذاته أولا وعلي المجتمع ثانيا والاستفادة بها في عملية تحصين عقول الشباب من الجنسين من الأفكار الهدامة والمتطرفة التي يعانيها المجتمع الآن.