أخيرا تعود ديزني الي سابق عهدها وتقدم فيلما يستمتع به الكبار قبل الصغار..فيلم' الثلج' المقتبس بتصرف كبير عن رواية هانز كريستيان اندرسون. والآن يتم ترشيح هذا الفليم لجائزتي اوسكار الاولي للاخراج والثانية للموسيقي. فيلم الثلج يعود بنا الي فضاء افلام ديزني التي عرفناها جميعا..الوان مبهرة ومشاهد تتفوق بخيالها علي الواقع وفضاء يحمل موسيقة سماوية تلتحم بالوان الطيف الهادئة والاكثر محبه للاطفال.لكن الفيلم يقدم ايضا- كما هي عادة ديزني- رساله مهمة وجديدة. في كل مرة كانت الرسالة اقرب الي علاقات الحب الرومانسية...اما في' الثلج' فالحب بين اختين. فقد كانت الاختان او الاميرتان' آنا واليسا' يعيشان في مملكه رائعة الجمال. وبعد ان فقدتا والدهما اصبحتا مخولتين بحكم المملكه. لكن' إلسا' تكتشف انها تملك قدرة سحرية قد تدمر كل ما حولها.ففي كل مرة تلمس شيئا حولها يتحول هذا الشيء الي ثلج...تتجمد كل الكائنات من حولها. تفزع الاميرة الصغيرة ولا تدري ماذا تفعل فهي ان تركت المملكة ستبقي اختها وحدها وهي لا تستطيع تحمل هذه المسئولية خاصة وقد ارتبطت بامير لا يفقه الكثير عن شئون الحكم, وان بقيت فستحول المملكة الي كرة ثلج في كل خطوة تخطوها. كان علي إلسا ان تتخذ قرارا حاسما وقد فعلت ذلك ففرضت علي نفسها العزلة الاختيارية دفعا للاذي عن الآخرين. سارت الاميرة في طريق طويل تشدو فيه بأغنية' فلنترك كل شيء' هذه الاغنية الرائعة التي تحمل الكثير من الشجن في لحظة هي اقرب لاختيار الموت منها لاستمرار الحياه لان كل ما تسير اليه الاميرة وما تلمسه يتحول في ثوان الي ثلج...كل ما تتركه خلفها هو الحياة لكن ما تلمسه هو الموت. هذه الاغنية الرائعة مرشحة الآن لاوسكار افضل اغنية في فيلم للرسوم المتحركة. اما آنا الاميرة الصغيرة والتي لم تحمل للدنيا هما من قبل فقد وجدت نفسها وحيدة في عالم لم تعرف عنه بعد الكثير. لكنها قررت ان تعرف وان تتعلم والاهم انها قررت ان تبحث عن اختها التي تركت الحياه وراءها. ذهبت آنا بصحبة بائع السجاجيد المثلجة او كريستوف. هذه الرحلة الي اعالي الجبال, رغم قسوتها, الا انها نوع من اكتشاف الذات والبحث داخل الاميرة التي تبحث ايضا عن اختها. ومن خلال الاغاني تقدم آنا وكريستوف الكثير من المواقف الضاحكة التي تضيف بعدا اكثر انسانية في رحلتهم عبر جبال الثلج التي تركتها إلسا خلفها. في الوقت نفسه يقدم مخرج الفيلم مشاهد الطبيعة الرائعه لمدن دانماركية, حيث تقع الاحداث. هنا تستعيد ديزني جمالها حين تقدم مرة اخري جميلات الافلام الكارتون في ازهي صورهم لتلحق إلسا وآنا بكل أميرات ديزني من ياسمين الي بيلا وسندريلا فتعود معهما اناقة الرومانسية. يمر الفيلم بهدوء حول رسالته ويعبر المخرج من قيد التعليمات لكنه يقدم الرسالة ايضا حول العلاقات الانسانية في اجمل صورها...المحبة بين الاخوات.