الجهود تتواتر حثيثة سعيا وراء انقاذ مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في22 من يناير الجاري بعد تاجيله لاكثر من مرة طوال العام الماضي . وكانت الاجتماعات تواصلت خلال الايام القليلة الماضية في موسكو وباريس من اجل التوصل الي قرار موحد بهذا الشان وحسم مسألة مشاركة ايران والسعودية, فيما من المقرر ولنفس الاهداف ان يصل وليد المعلم وزير الخارجية السورية الي موسكو يوم الجمعة المقبل. ولانقاذ ما يمكن انقاذه شهدت الأيام الاخيرة تكثيف الاتصالات واللقاءات والتي كان آخرها الاجتماع الثلاثي في جنيف بين سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية ونظيره الامريكي جون كيري والاخضر الابراهيمي المبعوث الاممي الي سوريا, فضلا عن لقاء لافروف مع احمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري في باريس, الي جانب اللقاءات المرتقبة لوزيري خارجية طهرانودمشق في موسكو. وتاكيدا لجدية الاتصالات الاخيرة, كشفت مصادر الخارجية الروسية في تصريحاتها ل الاهرام عن ان الوزير لافروف تلقي دعوة رسمية من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 والذي من المقرر ان يعقد في مونترو السويسرية في22 يناير الجاري فضلا عن مناقشة هذه القضايا في الاجتماعات التي عقدتها وندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشئون السياسية في موسكو مع كل من نواب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوجدانوف وجينادي جاتيلوف وسيرجي ريابكوف. وقالت المصادر الروسية ان هذه الاتصالات والاجتماعات تناولت مسألة مشاركة ايران في' جنيف-2', علي ضوء ما توصلت اليه موسكو حول موافقة تركيا علي المشاركة الايرانية, في نفس الوقت الذي تصر فيه فصائل المعارضة السورية علي رفض هذه المشاركة, مدعومة بمواقف واشنطن والرياض. علي ان الاهتمام الاكبر كان قد تركز حول التوصل الي ما وصفه لافروف وكيري في مؤتمرهما الصحفي الختامي الذي عقداه في ختام مباحثات باريس ب التهدئة, التي قال لافروف بانه لا يريدها سبيلا الي' توسيع المتطرفين لنشاطهم في سوريا'. وكان كيري ورغما عن اعلانه حول ما وصفه ب'هجمات النظام السوري ضد المدنيين', وتاكيده' ان دمشق لا تراعي حقوق الانسان الاساسية', اعترف ايضا ب'عدم جواز هجمات الجماعات الارهابية مثل' جبهة النصرة' و'داعش' لانها تجعل التسوية في سوريا اكثر تعقيدا'. اما عن موقف واشنطن من مشاركة ايران في جنيف 2 فقد دار حوله لغط كثير اثارته التفاسير المتباينة لما قاله كيري حول دعوته لانضمام ايران الي ممثلي البلدان الثلاثين التي سوف تشارك في مفاوضات السلام شريطة اعلانها لدعمها لما توصلت اليه موسكووواشنطن في اعلان جنيف الصادر في يونيو2012. وقد سارعت ماري هارف الناطقة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية لتؤكد أن موقف الولاياتالمتحدة من مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2 لم يتغير, وأن الوزير جون كيري لم يدع إيران إلي المشاركة. واضافت: يجب علي إيران أن تعلن' دعمها لجميع التوافقات التي تم إحرازها في اجتماع مجموعة العمل حول سورية بمشاركة روسياوالولاياتالمتحدة في30 يونيو عام2012 بجنيف كي تتمكن من حضور جنيف 2. اما عن الجانب الروسي فقد خلص الي ما سبق واعلن عنه غير مرة في اطار اهمية ومنطقية مشاركة كل من ايران والمملكة العربية السعودية, وضرورة الالتزام ببيان جنيف الصادر في30 يونيو2012. ولعل ما قاله لافروف في ختام مباحثاته في باريس يؤكد اصرار موسكو علي التمسك بموقفها تجاه ضرورة تدخل' اصدقاء سوريا' في العالم العربي من اجل وضع حد لتحركات التنظيمات الارهابية التي تتلقي الدعم الدوري المسلح من جانب دول عربية بعينها. وكانت موسكو طرحت هذه القضية علي الامير بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية خلال زيارته الاخيرة لموسكو والتي دامت لما يزيد عن الاسبوعين, وتخللها لقاءان وحيدان مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته لافروف. وكان لافروف قد صرح في باريس بأن اعداد الإرهابيين في سوريا قد تزايدت وتعالت الدعوات الي انضمام الجهاديين الاجانب الي القتال في سوريا الي جانب منظمات الجبهة الاسلامية, وجبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام. وقالت المصادر الروسية ان لافروف تناول هذه القضايا ايضا مع احمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري في لقائه معه في باريس. وقد جاء اللقاء في اعقاب بيان اصدرته وزارة الخارجية الروسية اعربت فيه عن دهشتها تجاه ما يصدر عن الائتلاف الوطني السوري من تصريحات حول المشاركة في مؤتمر' جنيف-2', وقالت بضرورة وضع حد للخلافات التي تحتدم بين فصائل ورموز هذا الائتلاف.واشار البيان كذلك الي الاسف تجاه' استمرار أحد تيارات المعارضة السورية في طرح شروط مسبقة لمشاركته في مؤتمر جنيف 2 الدولي, ومحاولاته من خلال ذلك حسم نتائجه مسبقا', فضلا عن تاكيد' ضرورة تضافر جهود كل الاطراف المعنية من اجل وقف مختلف اشكال العنف واراقة الدماء والبحث عن كل ما من شانه تحقيق التوافق حول المسائل المبدئية المتعلقة بمستقبل سوريا'. وكانت مصادر سورية قد كشفت عن ان الجربا اثار عددا من القضايا التي قال انه يتوقف عليها حسم مسالة المشاركة في مؤتمر جنيف-2, ومنها' وقف قصف النظام السوري ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية', وهي ذات القضايا التي يحتدم حولها الجدل انطلاقا من مواقع متباينة وهو ما سوف تبحثه موسكو بطبيعة الحال في اللقاء المرتقب مع وزير الخارجية السورية وليد المعلم الذي يصل الي موسكو يوم الجمعة المقبل في اطار المشاورات التي تجري بين الجانبين استعدادا لمؤتمر جنيف 2.