اتفق ثعلب وذئب علي قتل جميع الحيوانات التي تعيش حولهما لكي يتمتعا بلحومها, طبعا ما عدا نوعهما من الثعالب والذئاب.. تظاهر الاثنان بأنهما رسولان من عند الأسد, سيد الغابة وحاكمها. أعلنا لكل شعب الغابة: الملك الأسد سمع أن الحيوانات بدأت تستخدم وصفة سحرية تطيل الحياة, وأنها تخفي سر تلك الوصفة عن سيدنا الأسد. وأضاف الثعلب: وقد أمر الملك كل من يعرف هذه الوصفة بتقديمها إلينا, وإلا سيكون مصيره الإعدام!. وبدأ الذئب والثعلب بالمعزة الجبلية, فأحضراها أمامهما. كانت المعزة لا تعرف بالطبع هذه الوصفة السرية الخيالية. قال الثعلب في لهجة أراد أن يجعلها حاسمة, حافلة بالتهديد والوعيد: خالفت المعزة الأمر, ورفضت تقديم الوصفة, وقد حكمنا عليها بالموت. وفي الحال انقض عليها الذئب ونفذ الحكم بأنيابه. ثم تم استدعاء الكبش والبقرة الصغيرة. ولم يستطيعا هما أيضا تقديم تلك الوصفة غير الموجودة, فقتلهما الذئب واقتسم لحومهما مع الثعلب. ملأ الخوف قلوب بقية الحيوانات, وقد وثقت بأن الدور سيصيبها كما أصاب المعزة والبقرة والكبش. عندئذ فوجئ الجميع بالغزال يتقدم أمام الثعلب والذئب ويقول لهما في شجاعة وقوة: أنا أعرف تلك الوصفة السرية التي تبحثان عنها. فتح الثعلب فكه في دهشة, بينما ضغط الذئب علي أسنانه في غيظ, فهما يعرفان جيدا أنه لا توجد مثل تلك الوصفة السرية.. سألاه كأنهما يستنكران: ماذا قلت ؟!! أجاب الغزال في رزانة وثقة, وقد تجمعت خلفه كل المخلوقات تتابع الحوار في يقظة وتحفز: ألا تبحثان عن الوصفة السرية ؟!.. أنا أعرفها. صاح الثعلب وقد زعزعه القلق: اذكرها إذن وبسرعة. أعلن الغزال في ثبات وهو يؤكد كل كلمة ينطق بها: الوصفة السرية تنبه أهل الغابة إلي أن الملك الأسد لا بد أن يأكل, في الحال, قلب ثعلب وكبد ذئب. فهمت الحيوانات قصد الغزال, فصاحت في صوت واحد وهي تزحف لمحاصرة المخادعين: لا بد أن نقدم هذه الوصفة فورا إلي الملك الأسد! وتحفزت الحيوانات متعاونة كلها للانقضاض علي زعيم العصابة ومعاونه.. وبغير تردد استدار الذئب والثعلب يهربان بأقصي سرعتهما من غضب شعب الغابة, الذي اتحد ثائرا ضدهما.. واختفي كل أثر لهما, وانتشر الأمن وساد السلام...