بدأ الوفدان الممثلان لرئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الذي يتزعم حركة تمرد تتواجه مع الجيش منذ منتصف ديسمبر الماضي في أديس أبابا أمس مفاوضات لوقف ثلاثة أسابيع من القتال في هذا البلد الوليد. ووصل الوفدان إلي أديس أبابا مساء أمس الأول, وبدأت محادثات غير رسمية بينهما أمس, لكن المفاوضات الرسمية لن تبدأ قبل أيام كما أعلن وزير الخارجية الإثيوبية تادروس أدانوم الذي تشارك بلاده في وساطة إقليمية منذ بداية الأزمة, وتزامن ذلك مع إعلان رئيس جنوب السودان سلفا كير حالة الطوارئ في ولايتي الوحدة وجونقلي اللتين تشهدان قتالا بين قوات الجيش والقوات الموالية لمشار. ومن جانبه, حذر رياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان, رئيس الدولة سلفا كير ميارديت من إعدام المعتقلين السياسيين من قيادات الحركة الشعبية, واتهمه بأنه يقف وراء إشعال الحرب في البلاد, ونفي مشار الذي يتحصن حاليا بمدينة بور الاستراتيجية وجود اتفاق علي وقف إطلاق نار, وفق ما تطالب به الإيجاد وأطراف دولية أخري, ورهن الدخول في هدنة بإطلاق سراح بقية المعتقلين الذين اعتقلتهم السلطات في جوبا عشية ما وصفته بمحاولة انقلابية في15 ديسمبر الماضي والتي قالت إنها أحبطتها, بعدما جري إطلاق سراح ثمانية من المعتقلين بينما رفض سلفاكير إطلاق سراح كل من الأمين السابق للحركة الشعبية باقان أموم والقياديين دينق ألور وكوستا مانيبي بسبب ما سماه قضايا فساد. وقال رياك مشار إن قواته قادرة علي حماية حقول النفط التي يسيطر عليها في ولاية الوحدة النفطية, وأكد انسياب الخام في أنبوب النفط الذي يمر عبر السودان إلي مواني التصدير علي البحر الأحمر وتعهد مشار بأن تأخذ الخرطوم نصيبها من رسوم عبور النفط الجنوبي, بينما يتعين وضع عائدات جنوب السودان في البنك الدولي أو في حساب بعيدا عن حكومة جوبا. ورأت هيلدي جونسون ممثلة الأممالمتحدة الخاصة لجنوب السودان في تصريحات صحفية أن مجرد إرسال الوفود أمر إيجابي, لكن سيتعين أن تترافق المفاوضات مع عملية أعمق تتركز علي المصالحة الوطنية بين الأطراف. وفي سياق متصل, أعلنت هيئات الإغاثة الدولية أمس أن عشرات الآلاف من المواطنين الذين أجبروا علي النزوح من منازلهم بسبب القتال الدائر حاليا في جنوب السودان في حاجة ملحة لمن يقدم لهم يد العون. ومن جانب آخر, أوضح المتحدث باسم هيئة النازحين واللاجئين حسين أبو الشراتي أن اشتباكات عنيفة ومتواصلة وقعت بين قوات الحكومة السودانية وقوات حركة تحرير السودان استخدمت فيها القوات الحكومية المدافع وطائرات الانتنوف التي قامت بقصف مناطق مأهولة بالسكان.